في يومهم العالمي

رحلة جهاز الدفاع المدني بغزة المحفوفة بالمخاطر

الساعة 06:21 م|02 مارس 2020

فلسطين اليوم

قبل عدة أشهر تمكن رجال الدفاع المدني في شمال قطاع غزة، من إنقاذ عشرات المواطنين إلى مناطق آمنة بعد تعرض منطقة مخيم جباليا للغرق بفعل ارتفاع منسوب مياه الأمطار، رغم شح الموارد والامكانيات الضعيفة منذُ سنوات.

النقيب في الدفاع المدني أحمد العامودي وزملاؤه، تجاوزوا تلك النواقص بإعطاء الأمر لاستئجار مراكب إنقاذ "حسكات"؛ حتى تمكّن فريقه من سحب جميع المواطنين المحتجزين داخل البيوت للخارج، بشجاعة نابعة من حرصهم على إنقاذ أرواح الناس من أي خطر.

حدث من العشرات التي يتعرض لها رجال الدفاع المدني في القطاع الذين يعانون من قلة الإمكانيات، تزامنًا مع اليوم العالمي للدفاع المدني الذي يُصادف الأول من مارس من كل عام.

وجراء الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 13 عامًا والإجراءات المشددة التي تمنع دخول المعدات الخاصة بالدفاع المدني، يعاني الجهاز من نقصٍ حادٍ في الأدوات الخاصة والمركبات، مما أدى إلى صعوبة العمل بشكل كبير.

الحروب الاسرائيلية

ويقول النقيب العامودي، :"إن جهاز الدفاع المدني يحرص على تقديم أكبر قدر ممكن من الخدمات في سبيل إنقاذ حياة المواطنين، وفي جميع الظروف".

ويضيف، أنه تعرض وزملاؤه للعديد من الاستهدافات المباشرة خلال عملهم الميداني في الحروب الإسرائيلية الثلاث على قطاع غزة، مما كاد يودي بحياته.

ويروي العامودي المعيل لأسرة من سبعة أفراد، أن دبابات الاحتلال أطلقت الرصاص بشكل مباشر وعشوائي على سيارته، أثناء محاولة إنقاذ مصابين جراء القصف في بلدة بيت حانون، أبان حرب 2014.

وفي عام 2008، قصفت مدفعية الاحتلال بعدة قذائف بالقرب منه في بلدة بيت لاهيا، أثناء انتشال بعض جثامين الشهداء، الامر الذي أدى لحدوث اضرار جسمية بسيارة الدفاع المدني، ونجاته من الموت وفريقه.

مسيرات العودة

وتحدث العامودي، عن عمله الإنساني في مسيرات العودة شرقي قطاع غزة، منذُ انطلاقها في تاريخ 30 مارس 2018، إذ تعرض لأكثر من مرة لحالات اختناق بفعل قنابل الغاز المسيلة للدموع والخانقة، التي أطلاقها قوات الاحتلال تجاه الشبان.

وأشار إلى أنه كان يتوقع في أي لحظة تعرضه لإصابة من قبل طلقات القناصة الإسرائيلية التي كانت تستهدف كل المتواجدين في المسيرة، دون تفريق.

وذكر أن إحدى سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني تعرضت لقنبلة غاز أصابت الزجاج الأمامي، ما أدى إلى تكسره وإصابة السائق المسعف.

وقال العامودي، "إن معظم سيارات الإسعاف تعطلت ميكانيكًا خلال نقل الجرحى، بفعل الطبيعة الوعرة".

وأضاف، أن تزايد اعداد الحرجي في المسيرة، تسبب بعجر في المستلزمات الطبية لأطقم الدفاع المدني، فضلاً عن قلة توريد وزارة الصحة والخدمات الصحية للأدوية والأدوات الصحية للجهاز.

وفي السياق، أوضح أن سيارات إخماد الحرائق لدى مقر الدفاع المدني بحاجة إلى استبدال وتجديد، مشيرًا إلى انتهاء عمرها الافتراضي من الخدمة منذُ نحو 22 عامًا

وشارك العامودي الحاصل على حوالي 20 دورة تدرية على أيدي مختصين وخبراء، في فعاليات إحياء اليوم العالمي، تلبية لدعوة المديرية العامة للدفاع المدني في غزة، تخلخلها مؤتمر صحفي ومناورة ميدانية ومسير محمول.

ومن جانبه، قال مدير جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، زهير شاهين، :"إن جهاز الدفاع المدني تعمل ليل نهار دون ملل، رغم قلة ما باليد وشح الإمكانات".

وأضاف شاهين، أن الحصار الاسرائيلي المستمر حال دون تجديد آليات والمركبات المتهالكة، وإدخالها إلى القطاع، مشيرًا إلى أنّ الحروب الإسرائيلية خلفت نحو32 شهيدًا وأكثر من 200 إصابة من عناصر ومنتسبي الجهاز، إلى جانب تدمير 18 مركزاً و30 مركبة إطفاء وإنقاذ.

وثمن المدير جهود طواقمه في تقديم الخدمة للمواطنين، لافتًا إلى أن "جهاز الدفاع المدني نفذ مئات الآلاف من المهمات، وتنوعت بين إطفاء وإنقاذ وتدخل سريع وإسعاف".

كلمات دلالية