ينطلق الأطفال شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة منذ ساعات الصباح الأولى في رحلة للبحث عن نبتة لا يعرفها ربما الكثير من المواطنين في القطاع، لكنها تعدُّ مصدرًا للزرق لبعض العائلات.
وتعتبر نبتة الهليون من النباتات المعمرة التي تنتشر في المناطق القروية في فلسطين، وخاصة بين أشجار الصبر بنوعيها الأخضر والأبيض، وزاد الإقبال على شرائها بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث أصبحت وجبة غذائية للعديد من الأُسر.
المزارع أبو هادي من بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة ينتظر بفارغ موسم قطف نبتة الهليون ويشاركه أطفاله في البحث بين نبات الصبّار للخروج بكنزهم المفقود، ويجمع أبو هادي غلته اليومية ليقوم ببيعها في سوق مدينة خان يونس.
أوضح أبو هادي لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هناك إقبال جيد على شراء الهليون، بسبب فوائدها الصحية الكبيرة، إضافة إلى إعجاب العائلات بها في هذا الوقت من العام كطبق رئيسي لهم.
وتبنت الهليون بشكل رباني دون تدخل المزارع خاصة الصبَّار، مما يضمن للمزارع ربح جيد من خلال بيعها، كونها لا تحتاج إلى عناية واهتمام.
وتعتبر من النباتات اللذيذة خاصة عندما يتم قليها مع البيض، ويتم قليها مع زيت الزيتون، بالإضافة إلى أنها تستخدم في العديد من الأكلات الشهية.
وفي السياق يقول علي النجار، إن الهليون من المقبلات التي لا يمكن أن تخلو منها سفرة الطعام، ويفضل فيها المائلة للون الأخضر وتطهى مع البيض وتوضع على السلطات كذلك.
فوائد صحية
الدكتور ناصر اليافاوي الخبير في التراث الفلسطيني بين أن نبتة الهليون تعتبر من الأكلات الشعبية، وهي عبارة عن نبات طبيعي ينبت لوحده في الأماكن الزراعية، مثل القرى وينبت بشكل كثيف بين أشجار الصبر، ويضيف ويمثل أحد مكونات التراث الفلسطيني حيث ظهوره منذ آلاف السنين.
وعن الفوائد الصحية للهليون فيوضح د. اليافاوي أنه يساعد في علاج الكثير من الأمراض مثل السكر والسرطان وغيرهم، كما يحمي الإنسان من الإصابة بأمراض منها: الربو والأكزيما الذي يعمل على تشقّق الجلد وجفافه بالإضافة إلى أنه فاتح للشهيّة.
وأوضح أن شكل الهليون عبارة عن ألون منها الأبيض والأخضر؛ ولكن اللون الأخضر يعتبر الأفضل لأنه يمتد ويكون قاسيًا مشيراً إلى أن الهليون يتم تناوله في كذا أكلة منها مع السلطات أو القلي بالبيض أو السلق على البخار.
وأشار لهذا يقبل الناس على شرائه حتى يتعافى من يعاني من المرض ويزداد قوة من لا يعاني من المرض، وأفاد د. اليافاوي أن أكلة الهليون تمثل مصدرًا اقتصاديًا لأصحاب المناطق الزراعية حيث إنها تنبت دون زراعة مما دفعهم لبيعها بالأسواق والاستفادة بمبلغ مالي.
وتعتبر نبتة الهليون نوع من النباتات الربيعية، ويعد أحد النباتات المعمرة المزهرة ويتبع للفصيلة الزنبقية. وفي بعض البلدان العربية يسمى " سکوم". كما وأنه يطلق على نبات الهليون عدة اسماء محلية.
و
يوجد عدة أنواع من الهِلْـيَـوْن، مثل الهليون الأبيض والهليون الأخضر وأحيانا يسمى "حمام الهليون".
والهليون نبتة معمرة رفيعة السيقان يبلغ ارتفاعها نحو مترين لها أوراق إبرية طويلة وأزهار جرسية تنتج ثماراً عنبية حمراء زاهية. تنمو في الأماكن الجرداء، وأزهارها خضراء أو صفراء بشكل أجراس. تنبت في الحدائق وفي البراري. تزهر من منتصف الصيف إلى آخره وتحمل ثمرها العليق آخر السنة.
ويظل نبات الهليون صالحًا لمدة أسبوع أو أكثر في الثلاجة، إذا خزنته بطريقة صحيحة. يشبه ساق الهليون ساق الزهور؛ يجب أن يظل مستقيمًا ورطبًا ليبقى طازجًا.