أسرى الجهاد قنبلة موقوتة

أسير محرر يروي حكاية اختباء سجانه من صواريخ "بأس الصادقين"

الساعة 11:34 م|28 فبراير 2020

فلسطين اليوم

"الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر" ضجّ الصوت فجأة في غرفة مغلقة مظلمة، فيما تهافت الرجال نحو النافذة، وكأن صوت صافرات الإنذار موسيقى، أو نداء التحرير.

هكذا تحولت عتمة الزنزانة داخل سجون الاحتلال، خلال معركة "بأس الصادقين" التي خاضتها سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة قبل أيام ردًا على اعدام الشهيد محمد الناعم.

مع كل صافرة انذار أو سقوط صاروخ فلسطيني قرب سجن عسقلان يصدح الأسرى بالتكبير والتهليل وسط حالة من الفزع والرعب والخوف التي تسيطر على قلوب السجان وضباط مصلحة السجون خشية من سقوط صواريخ سرايا القدس والمقاومة على رؤوسهم.

انطلقت صافرت الإنذار، وبدأ ضباط مصلحة السجون يهربون كالفئران إلى الملاجئ المحصنة، ويقف أسيرنا المجاهد عبد الرحمن أبو لبدة أمام نافذة الزنزانة يشاهد الرعب في عيون السجان ليصدح بالتكبير والتهليل.

موعد الافراج عن الاسير أبو لبدة

الأسير المجاهد عبد الرحمن أبو لبدة أفرج عنه يوم الخميس (2020-2-27) من سجون الاحتلال بعد قضاء 12 عامًا و7 أشهر قضاها متنقلًا بين سجون الاحتلال.

يروي المحرر أبو لبدة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" لحظات الرعب والفزع في عيون السجان الإسرائيلي حين تنطلق صافرات الإنذار أو يسقط صاروخ فلسطيني قرب السجن.

قبل بدء معركة بأس الصادقين قرر الاحتلال الافراج عن الأسير أبو لبدة لانتهاء محكوميته لكنه احتجز بزنزانة في سجن عسقلان بحجة عدم الحصول على موافقة ما يُسمى بوزير "الأمن الداخلي الإسرائيلي".

وبعد الحصول على الموافقة مُنع الأسير مرة أخرى من التوجه إلى قطاع غزة، وهذه المرة بحجة الأوضاع الأمنية، حينها كانت معركة "بأس الصادقين" التي قادتها سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ردًا على جريمة اعدام الشهيد محمد الناعم.

وشاءت الأقدار لأن يبقى الأسير أبو لبدة في زنزانته بعسقلان ليشاهد الرعب والخوف في عيون وقلوب ضباط مصلحة السجون اللذين كانوا يفرضون عضلاتهم على الأسرى قبل لحظات من صواريخ سرايا القدس.

وقف الأسير أبو لبدة على نافذة الزنزانة يصدح بالتكبير، ليخاطبه أحد الضباط بأن يختبئ تحت السرير، حينها رد عليه أبو لبدة بالقول: "هذه صواريخ العشق تعرف وجهتها وهذا صدري فالموت منها شرفٌ وعزة".

عسقلان كانت مدينة أشباح

وأضاف الأسير أبو لبدة: "حينما شاهدت الخوف في عيون الضباط شعرت بالفخر والعزة والكرامة، عيونهم تكاد تقدح شرارًا من غيظهم وكيدهم بسبب سقوط صواريخ سرايا القدس والمقاومة وهم لا يستطيعون فعل شيء سوى الهرب إلى الملاجئ المحصنة".

ونتيجة لهذا المشهد فقد أخرج ضباط السجن، الأسير أبو لبدة في ساحة السجن لمدة ساعتين خلال سقوط صواريخ المقاومة على عسقلان، ليشاهد الأسير مدينة عسقلان كمدينة الأشباح خالية تمامًا من المارة لا أحد في الشوارع والطرقات لا صوت سيارات أو شاحنات.

وبعد أن توقفت صافرات الإنذار عاد أحد ضباط السجن إلى الأسير أبو لبدة، ووجه له سؤالًا مفرغًا منه ومعروف، "إلى أي تنظم فلسطيني تنتمي؟"، ليجيبه الأسير بكل ثقة "إلى حركة الجهاد الإسلامي".

أسير الجهاد الإسلامي قنبلة موقوتة

ورد ضباط السجن على الأسير أبو لبدة بالقول: "أنت من تنظيم إرهابي عسكري وقد تعود إلى السجن من جديد"، ضحك الأسير أبو لبدة وأخبره باستعداده للبقاء حتى 100 عام من أجل بقاء هذا الرعب والخوف في قلوب المحتلين.

وأكد الأسير أبو لبدة بأن "إدارة مصلحة السجون تنظر إلى أسير حركة الجهاد الإسلامي بأنه قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة لا يمكن أن تتوقعها إدارة السجون لذلك فهم يحاولون دائمًا امتصاص غضب أسرى الجهاد".

ويستذكر الأسير أبو لبدة حديث وسائل الاعلام الإسرائيلية قبل اغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس بهاء أبو العطا قائلًا: "كانوا يرتجفون عندما يسمعون اسم القائد بهاء خلال التقارير الإخبارية الإسرائيلية، عيونهم كانت مليئة بالخوف وقلوبهم تفزع عندما تسمع هذا الاسم ونحن كأسرى فلسطينيين وأسرى الجهاد الإسلامي نشعر بالفخر والعزة لكل شهداء فلسطين ومن بينهم شهداء سرايا القدس".

وضع الأسرى صعب يحتاج متابعة

وفيما يتعلق بوضع الأسرى داخل سجون الاحتلال قال الأسير أبو لبدة: "الأسرى بحاجة إلى دعم معنوي والمعارك التي تخوضها المقاومة ضد الاحتلال تجعل بأسهم كبير وعظيم أمام ضباط يهربون كالفئران".

وأضاف: "الوضع العام للأسرى صعب جدًا وخطير فهناك أسرى أصبح لديهم أحفاد وأبناء أحفاد أيضًا هناك الأسرى المرضى والأطفال والأسيرات جميعهم يعاني أوضاع صعبة".

وأكد أن هذه القضايا يجب متابعتها بشكل كبير من قبل المسؤولين الفلسطينيين واعتبار قضيتهم كقضية عقائدية كالقدس والأرض واللاجئين.

واستذكر الأسير أبو لبدة حادثة اقتحام السجون من قبل قوات المتسادة الإسرائيلية، قائلًا: "قبل شهرين تعرضنا لهجمة شرسة جدًا من قبل القوات الخاصة المتسلحة بالكلاب البوليسية والأسلحة النارية ووقع إصابات في الاسرى لكن الأسرى تحدوا عنجهية الاحتلال بصبرهم وصمودهم الأسطوري".

صفقة القرن والأسرى

وعن صفقة القرن قال: "تحولت بعض السجون إلى قاعات للمحاضرات بين الأسرى حيث تعقد ورشات العمل لمناقشة صفقة القرن وأسبابها وتداعياتها وطرق مواجهاتها"، مؤكدًا بوجود اجماع داخل السجون على ضرورة اسقاط الصفقة من خلال توحد الفلسطينيين والاتفاق على برنامج موحد لمواجهة الاحتلال.

كلمات دلالية