تناغم قوى المقاومة في معركة "بأس الصادقين" أفشل مخططات العدو

الساعة 05:28 م|27 فبراير 2020

فلسطين اليوم

شكلت الجولة الأخيرة من التصعيد العسكري بين سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والاحتلال الإسرائيلي والتي أطلقت عليها السرايا عملية "بأس الصادقين"، حالة من التناغم الكبير بين فصائل المقاومة في إدارة المعركة، والتي انتهت بالضربة الأخيرة لسرايا القدس بعد تدخل الوسطاء لوقف إطلاق النار، والتي اعترف فيها العدو الصهيوني بتطور إمكانات المقاومة في قطاع غزة.

المحلل السياسي والمختص في الشأن، الإسرائيلي حسن لافي، أكد في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن التناغم بين فصائل المقاومة ما هو إلا نتاج للشعور الوطني العالي من قبل فصائل المقاومة، وإدراك الكل الفلسطيني أنه مستهدف في كل مكان، رغم اختلاف الأيديولوجيا والمشروع السياسي، وأن صفقة القرن ما هي إلى لشطب الكل الفلسطيني.

وأوضح أن التناغم بين فصائل المقاومة على مستوى قطاع غزة، أيضاً ناتج عن وجود حالة من الشعور العام لدى جميع الفصائل أنهم في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، وأن الاحتلال إذا استفرد بفصيل ما، سيكون لاحقاً استفراد لفصيل آخر، لأن المطلوب هو نزع سلاح المقاومة في غزة كلها.

ولفت إلى أن التكتيك على المستوى السياسي بين الفصائل جيد، خاصة أن الجميع يدرك أنه لا مصلحة وطنية بحربٍ مفتوحة مع الاحتلال في هذا التوقيت، ولذلك التنسيق بين الفصائل على المستويين العسكري والسياسي عالي، حتى في سبل الخروج من الأزمة التي هي جزء لا يتجزأ من التخطيط العسكري.

وأشار إلى أن بعض الفصائل قدمت الدعم اللوجستي، والبعض أعطى شرعية جماهيرية وشعبية وسياسية لرد سرايا القدس على الجريمة النكراء شرق خانيونس، بينما كان العبء الأكبر في الميدان ملقى على عاتق سرايا القدس في لوحة وطنية تمثل وحدة المصير والهدف الفلسطيني والمقاومة.

وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية الاسرائيلية نفسها اعترفت بالتطور النوعي لسرايا القدس والمقاومة وأنهم استفادوا وأخذوا العِبر من الجولات السابقة، بالإضافة إلى ما صرح به رئيس الموساد اليوم بأن قوة حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة تتعاظم في قطاع غزة ويكتسبون خبرات كبيرة.

ولفت إلى أن الاحتلال أقر بأن نسبة نجاح القبة الحديدية هبط أكثر من 4% عن الجولة السابقة، علماً أن كمية الصواريخ التي أطلقت أقل من ما تم إطلاقه في الجولة السابقة والنجاعة كانت عالية، وهو ما يعني دقة الرماية وتكتيك لدى سرايا القدس استطاعت من خلاله تفادي القبة الحديدية ، وهي مهارة جاءت نتيجة تراكم فعل المقاومة من الجولات السابقة وهو فعل لا يتوقف ومستمر في جميع الأوقات.

في ذات السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن حالة التفاهم والتناغم بين قوى المقاومة في الجولة الأخيرة، يعطي دليلاً دامغاً أن هناك استخلاص للعبر من الجولات السابقة، وخاصة بعد جولة اغتيال القائد في سرايا القدس بهاء أبو العطا، وكانت حالة التفاهم والتناغم واضحة من خلال تصريحات المتحدث باسم سرايا القدس وكتائب القسام، وقادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومشاركة بعض القوى في قصف الاحتلال.

وأشار إلى أن هذه الحالة التي وصلت لها المقاومة من تفاهم عالي يدلل على تفهم الحالة الفلسطينية، وقطع الطريق أمام محاولات الاحتلال التي تحاول بث الفرقة بين فصائل المقاومة الفلسطينية.

وقال :"نجحت المقاومة في الجولة الأخيرة رغم أن سرايا القدس تصدَّرت المشهد، وهو ناتج عن تناغم مع فصائل المقاومة الأخرى وخاصة كتائب القسام مما حقق مصالح للشعب الفلسطيني.

وأضاف، أن المقاومة نجحت في الرد على جريمة الاحتلال الاسرائيلي، وأفشلت ما كان يخطط له الاحتلال، بدليل اعترافه أن العملية الأخيرة لم تأتِ بثمارها وكان للمقاومة يداً أعلى من يدها، وهذا ما يؤكد على ضرورة التمسك بالوحدة بين الفصائل في مواجهة أي عدوان اسرائيلي.

من جهة أخرى، أوضح الصواف أن هناك متربصين في الداخل الفلسطيني لقوى المقاومة، سواء ردت المقاومة على جرائم الاحتلال، أو تمهلت ، داعياً إلى عدم الالتفات إلى هذه الأصوات.

ومع أن جولة القتال الأخيرة انتهت بتدخل الوسطاء بعد أن قامت سرايا القدس بقصف المغتصبات الصهيونية وعطلت الحياة الطبيعية فيها، وأربكت حساب العدو، إلا أنها أكدت مع فصائل المقاومة جهوزيتها للرد على أي حماقة إسرائيلية، وثبتت معادلة القصف بالقصف.