كيف نعالجها

هل تحول الانتحار في غزة إلى ظاهرة؟

الساعة 01:55 م|27 فبراير 2020

فلسطين اليوم

يشهد قطاع غزة بين فترة وأخرى محاولات من بعض الشبان حرق أنفسهم بحجة الأوضاع الاقتصادية والنفسية التي يعانون منها في ظل الفقر والبطالة التي يعاني منها القطاع منذ سنوات عدة.

ويتعرض المنتحر انتقادات حادة من غالبية شرائح المجتمع الفلسطيني واتهامه بالتخلي عن الأمانة الدينية والإنسانية التي حملها من الله عز وجل.

ففي ساعات ليلة أمس الأربعاء حاول شابين الانتحار عن طريق إشعال النار في جسديهما لأسباب يقول مقربون منهم أنها تعود لعدم قدرتهم على سداد ديونهم بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.

وقبل عدة أسابيع أقدم شاب على حرق نفسه ووضع في المستشفى لتلقي العلاج اللازم بعد أن وصفت حالته بالخطيرة، والسبب حالته النفسية المتراكمة داخل أسرته المدمنة بالمخدرات.

ويقدم الشخص على قتل نفسه عمدًا وهو محرم وفق الشرع الإسلامي، إلا أن البعض يتحجج بالظروف الاقتصادية والاكتئاب والانفصام وتعاطي المخدرات والوضع النفسي التي يعاني منها المنتحر.

العامل النفسي

الدكتور سامي عويضة مدير مركز غزة الاجتماعي التابع لبرنامج غزة للصحة النفسية أكد أن كافة حالات الانتحار في قطاع غزة لا ترقى لأن تكون ظاهرة رغم أنها في ارتفاع متزايد "للأسف الشديد".

وقال د. عويضة في تصريح لـ"فلسطين اليوم": "هناك نوعان من الانتحار"، الأول شخص يعتزم الانتحار من أجل التخلص من الآلام التي يعاني منها ويسبق هذا الفعل علامات ظاهرة على الشخص المنتحر.

أما النوع الثاني للانتحار وفقًا للدكتور عويضة هو اقدام الشاب المنتحر على التخلص من حياته وهذا الفعل يكون مفاجئ وهو أخطر الأنواع.

وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن نحو مليون شخص يموت منتحرًا كل سنة وهذا وفقًا لأخر إحصائية تم رصدها عام 2016، وهذه النسبة الثانية عالميًا للوفيات بعد أمراض القلب والشرايين.

وأوضح د. عويضة بأن 75% من أسباب الوفيات في العالم يعود لإضرابات نفسية أخطرها الاكتئاب، مستذكرًا بالقول: "الوضع في قطاع غزة يختلف نوعًا ما عن العالم فالأوضاع السياسية وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ألقت بظلالها الشباب المنتحر".

وحول علامات الانتحار قال: الاكتئاب –الانطواء – الانعزال – الإهمال النفسي – الرغبة بالموت – عدم ممارسة الحياة بشكل طبيعي" كل هذه علامات قبل الانتحار ويمكن علاجها من خلال متابعة الشخص باستمرار لإعادته إلى حياته الطبيعية من العائلة والاصدقاء.

ومن أهم أسباب الانتحار إلى جانب العامل النفسي هو العامل الاقتصادي الذي يتسبب في تدهور الوضع النفسي لدى الكثير من الشباب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.

ورغم ذلك لا يعتبر العامل الاقتصادي والنفسي مبررًا ليقدم الشاب على الانتحار فهذا محرم في الدين الإسلامي لكن العامل الاقتصادي يعتبر سببًا في حالة الاكتئاب التي يعاني منها الشباب في قطاع غزة.

العامل الاقتصادي

الدكتور معين رجب الخبير الاقتصادي قال: "إن العامل الاقتصادي ومتطلبات المعيشية هي جزء أساسي من مكونات الحياة ولا تستقيم الحياة إذا لم تتوفر الأموال اللازمة لتغطية متطلبات الحياة اليومية، لذلك نتساءل دائمًا عن كيفية الحصول على المال للحصول على الاستقرار المعيشي؟".

وأضاف د. رجب لـ"فلسطين اليوم": "في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة وعدم توفر مصدر دخل لعدد كبير جدًا من الناس، فإن رب الأسرة يجد نفسه في مأزق خطير يستدعي منه البحث عن وسائل غير معروفة للحصول على المال".

وأوضح أن بعض الأشخاص يسلكون مسالك غير لائقة للحصول على المال ومنها السرقة والمخدرات التي تساعده في الهروب من الواقع المؤلم، إضافة إلى التفكير في الانتحار للابتعاد عن مسؤولياته تجاه أسرته.

وأشار إلى أن الشاب يقدم على الانتحار في حالة واحدة وهو عدم السيطرة على قواه العقلية والنفسية.

وعن الطريقة الأمثل لمواجهة حالات الانتحار في قطاع غزة أكد أنه يجب معالجة مسببات الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الشباب في قطاع غزة، قائلًا: "على الجهات المسؤولة توفير العمل والتخفيف من الضائقة المالية والوضع الاقتصادي المرير الذي يعاني منه كل أبناء شعبنا في قطاع غزة".

وشدد على أن انهاء حالة الفقر هي الوسيلة الفضلى في انهاء حالات الانتحار التي يشهدها قطاع غزة بين فترة وأخرى.

كلمات دلالية