بالصور شابٌ موهوبٌ يحول الأخشاب إلى تحفٍ فنّية.. ولكن!

الساعة 01:49 م|27 فبراير 2020

فلسطين اليوم

يطالع الأشجار في المناطق المفتوحة، يبحث عن جذعٍ قديمٍ أو شجرةٍ تالفة، يعاين جودة الأخشاب، ويبدأ بقصِّ جزءٍ فيما رأسه مشغول بتخيله وهو يتحول إلى قطعة فنيةٍ معينةٍ، وعلى دراجته الهوائية يعود إلى منزله ليبدأ العمل.

رعد صقر (30 عامًا) يمتلك موهبةً في تحويل الأخشاب إلى تحف وأشكال فنية جذابة، لم يكن يلتفت مسبقًا أن هوايته يمكن أن تتحول إلى فرصةً أو مشروع لمحاولة محاربة البطالة وتحقيق مصدر دخل له ولعائلته.

شبح البطالة

صقر الذي تخرج بشهادتين الأولى بكالوريوس لغات وترجمة، والثانية دبلوم إدارة أعمال، لم يستطع أن يجد له مكانًا ثابتًا في سوق العمل في غزة، الذي ترتفع فيه نسبة البطالة بشكل كبير جدًا، لذا فكر في شيء جديدة.

حاول صقر استغلال موهبته وهوايته وقام بشراء العديد من المعدات من أجل تحويل الأخشاب إلى تحف ومعدات يدوية جذابة، وبدأ بعرضها في الأسواق الشعبية بنفسه، لكن الأمر كان صعب جدًا بالنسبة له.

لم يستطع صقر كما يقول لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن يوافق بين تجهيز المنتجات اليدوية وبين بيعها في الأسواق، فالبيع يحتاج وقتًا طويل مما لا يبقي وقتًا من أجل العمل على الإنتاج، إضافة إلى الجهد الكبير الذي لا يحقق مردود واضح بالنسبة له.

أفكار تسويق

اتجه الشاب إلى فكرة تسويقية جديدة وهي عرض منتجاته داخل محلات الهدايا والتحف في غزة، ولم يستطع الاتفاق سوى مع مكان واحد في مدينة غزة الذي وافق على استقبال المنتجات بشرط دفع ثمنها بعد البيع، مما أزم الأمر أكثر.

بعد ذلك اجتهد رعد لتسويق منتجاته على موقع الصور "انستغرام"، وحازت منتجاته على إعجاب الكثير من المتابعين، لكن طلبات البيع كانت قليلة نسبةً إلى حجم مشاهدتها، مما وضع الشاب في مأزق جديد.

ويوضح صقر: "تزوجت منذ 3 سنوات ولدي طفلة صغيرة، فالأمر لا يقتصر علي، وتوفير لقمة العيش والمحاولة كل ذلك يحتاج إلى صبرٍ ومثابرة، لكن في الوقت نفسه أنا بحاجة إلى توفير الاحتياجات الأساسية لعائلتي".

ويضيف: "زوجتي تساعدني دائمًا في اختيار الأفكار كونها خريجة فنون جميلة، وآخذ رأيها في كثير من طلبات العمل، أو المنتجات الجديدة التي أريد تنفيذها وأستفيد جدًا من رأيها من الناحية الذوقية أو العملية".

مأزق كبير

ومن المنتجات التي يصنعها صقر: " صور بورتريه للأشخاص على الخشب عن طريق الحرق، واطارات الصور (البراويز)، وساعات خشبية، وسلاسل وعقود، وأي طلب خشبي يريده الزبون.

وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة لم يتمكن الشاب من تسويق منتجاته المكلفة له، مما اضطره في النهاية إلى محاولة بيعها بثمن التكلفة أو بخسارة بسيطة، لكنه عانى في ذلك كثيرًا كذلك، مشيرًا إلى أنا الفقر طال كل شيء في غزة وأصبحت الناس تخشى أن تدفع في شيء.

واضطر صقر إلى بيع عدد من الأدوات التي يعمل بها خلال الأيام الماضية من أجل سداد الديون المتراكمة عليه، فيما أبقى على أدوات بسيطة في محاولة منه إلى المحافظة على هوايته وفكرة مشروعه حتى لا يذهب أدراج الرياح.

ويأمل الشاب أن يتم مساعدته في تطوير مشروعه أو توفير نقاط بيع حتى يستمر في هذا الطريق، مضيفًا: "إذا استمرت الأمور والأوضاع على ما هي عليه، سأبحث عن طريق جديد من أجل إيجاد مصدر رزق لي ولعائلتي".

 

 

شابٌ موهوبٌ يحول الأخشاب إلى تحفٍ فنّية
شابٌ موهوبٌ يحول الأخشاب إلى تحفٍ فنّية2
شابٌ موهوبٌ يحول الأخشاب إلى تحفٍ فنّية3
شابٌ موهوبٌ يحول الأخشاب إلى تحفٍ فنّية 4
شابٌ موهوبٌ يحول الأخشاب إلى تحفٍ فنّية 5

شابٌ موهوبٌ يحول الأخشاب إلى تحفٍ فنّية8
شابٌ موهوبٌ يحول الأخشاب إلى تحفٍ فنّية10
شابٌ موهوبٌ يحول الأخشاب إلى تحفٍ فنّية9
 

كلمات دلالية