بأسنا حطم بؤسهم .. بقلم فارس عز الدين

الساعة 11:50 ص|27 فبراير 2020

فلسطين اليوم

في زمن التعقيدات السياسية، تخندق الجهاد الإسلامي في مربع المقاومة بمفهومها الاستراتيجي، وخط نهجه القويم بدماء قادته ومجاهديه، وصاغ المرحلة بسلاحه الضامن لاستمرار المعركة ومشاغلة العدو فمزج الصلاة كحالة تعبدية فردية بالجهاد الذي يحقق نصرًا للأمة جمعاء.

هذا قدر ورثة الشقاقي الأمين، والمعلم رمضان شلح، وتلامذة النخالة أن يحملوا هذا القبس المنير وهذه الجمرة اللاهبة بين أيديهم ليظلوا مشعل نور وهداية للجميع من تخلف منهم عن الركب ومن لحق، قدرهم أن تكون دماءهم الشاهد والشهيد وشرارة الاشتباك والانعتاق، ليكونوا ببأسهم وصدقهم عنوانًا حقيقيًا فارقًا في كل محطة من محطات الصراع المستمر مع هذا العدو المجرم.

إن دماء الشهيد الناعم وإخوانه الشهداء في سوريا أكدت وحدة الدم الفلسطيني في كل ساحات الاشتباك، وكانت صفعة قوية لكل مشاريع الاستسلام والسلام المدنس وآخرها (صفقة القرن) ليبقى هذا الدم النازف ناقوس اليقظة لكل التائهين والحيارى أن فلسطين لا نبصرها إلا من فوهة البندقية فقط وسوى ذلك الضياع، وإتاحة الفرصة للمشروع الصهيوني الزنيم للتمدد وكسب الوقت.

هذا دليل آخر أمام مرأى العالم أجمع، أن هذا العدو الرعديد لا يتوانى عن استهداف المدنيين العزل وبأبشع الصور التي يندى لها جبين الإنسانية دون مراعاة لأبسط الحقوق الآدمية، وحتى المواثيق الدولية التي يلجأ العدو لاستمالتها أمام الحق الفلسطيني في مواجهة عدوانه المتواصل. لذا تبقى مقاومتنا المسلحة أمل شعبنا وأمتنا والبشرية كلها في التخلص من هذا الكيان العنصري القائم على أوهام القوة والغطرسة التي كسرتها زنود مجاهدينا وصواريخهم في كل الجولات. وهذا أيضًا تنبيه لكل أصحاب الواقعية السياسية وأنصاف الحلول والسلطة في شقي الوطن المحروب أن عدونا لن يقدم لهم شيئًا إلا مزيدًا من السراب والتعرية أمام الشعب وربما مقايضة المقاومة بالحاجات الإنسانية الملحة.

 

إن الحضور الدائم المستمر واللافت لسرايا القدس بتشكيلاتها العسكرية في السنوات الأخيرة ينسجم مع مبادئها الفكرية ومنطلقاتها الجهادية في استمرارها بمشاغلة العدو تأكيدًا منها أن الحضور في ميدان الفعل والمواجهة هو الطريق الأوحد لردع العدو وكسر هيبته أمام العالم ككيان هش لا يقوى على تحمل أن تنتقل المعركة إلى قلب كيانه في أرضنا المحتلة. وينفي المقولة المكذوبة أنه جيش لا يقهر، فهذا الجيش قهرته المقاومة وجعلته عاجزًا حتى عن حماية مستوطنيه. كما أن هذه الجولة أكدت بشكل قاطع أن العدو بعد اغتيال القائد الجهادي الكبير بهاء أبو العطا لم ينل ما توقع وباء بالخسران، فبأس الصادقين عكست تراكم الإنجاز والإعداد الذي تركه القائد أبو سليم، واقتدار مجاهدو السرايا بعد شهادته وأنهم يخرجون بعد كل شهادة أكثر صلابة وعزيمة على المواصلة والتحدي.

 

هذه الجولة من الصراع أظهرت حكمة عالية لقيادة سرايا القدس وتوازنًا وضبطًا عملياتيًا للوحدات العاملة كالمعتاد، وكشفت عن قدرة السرايا على إدارة الميدان بالكثافة الصاروخية المناسبة، وكذلك التناسب بين مدى الرمايات مع الظرف الراهن، بما يحقق ردعًا حقيقيًا للجيش الصهيوني وللمستوطنين في غلاف غزة.

 

بقي أن أقول، يحسب للجهاد الإسلامي وسراياه المظفرة الاستعداد الدائم والمباشر للرد على جرائم المحتل كل لحظة ودون حسابات ذاتية حين ينادي الواجب، وبما يخدم المصلحة العامة، وأيضًا توحيد ساحات المواجهة في الوطن والشتات، كما يحسب له محاولاته تبديد كل المعادلات والوقائع التي يسعى العدو الصهيوني لتكريسها، فبوركت الفكرة وبورك النهج وبوركت السواعد، وسيبقى السلاح مشرعًا لمنع استقرار الكيان لأن استقراره يعني زعزعة المنطقة.

كلمات دلالية