لغة سرايا القدس في #بأس_الصادقين- بقلم : د. أبو البراء مشتهى

الساعة 08:11 ص|27 فبراير 2020

فلسطين اليوم

بقلم : د. أبو البراء مشتهى

للنضال عناوين كثيرة ومفتوحة، وهذا صراع ممتد لم ينتهِ بعد، قد تكسب فيه المقاومة مرة وتخسر مرات، ولا أحد حينها سيلومها لأنها تواجه عدو شرس، لكن من المهم أن تكون لغة المقاومة صادقة مع حاضنتها الشعبية وتستجيب لتطلعاتها، وهذا ما حدث حينما ردت سرايا القدس في عملية #بأس_الصادقين التي استجابت لمطالبة الناس بالرد على جريمة سحل جرافة العدو الصهيوني لجثمان الشهيد محمد الناعم أمام عدسات الكاميرا في مشهد غاية في القساوة.

وكان لافتا أن سرايا القدس حين خاضت جولة القتال لم تقل للناس أنها تخوض معركة التحرر الكبرى، فهي كانت منسجمة مع نفسها وقالت منذ البداية بأنها رد على الجريمة، حتى عندما أنتهت من الرد أصدرت بيانا يفيد بذلك، حتى بعد صدور بيان الانتهاء من الرد كانت سرايا القدس صادقة مع حاضنتها الشعبية حينما قالت بأنها سترد على أي اعتداء صهيوني، بالفعل وبعد نصف ساعة فقط قامت بالرد عند تجدد القصف الصهيوني، سرايا القدس أيضا لم تقل للناس أنني كسبت الجولة أو خسرتها، وهي أيضا لم تُسوِّق انتصارا كبيرا على حاضنتها الشعبية لأنها تعلم أن هذه الجولة هي حلقة من حلقات النضال التي جاءت للرد على خرق العدو للتهدئة الميدانية، لأن التهدئة الميدانية في ذهنية المقاتل وُجدت فقط لالتقاط الأنفاس.

سرايا القدس تعلم أن هناك عدو موجود وإذا كان لديها مفتاح للتهدئة فعند العدو مفاتيح عديدة لاتزال بيديه، وكما للمقاومة مصلحة بالتهدئة أيضا للعدو مصلحة فيها، وربما تكون مصلحته أكبر من مصلحة المقاومة، *لذلك من المهم على المقاومة أن تراقب مصلحة العدو في التهدئة جيدا*، فإذا كانت مصلحته أكبر وتُشكّل خطرا مستقبليا على القضايا الوطنية فإنه يتحتّم على المقاومة العودة الى الميدان دون تردد حتى تتأكد بأن مصلحتها فيها تنسجم والقضايا الوطنية.

كان واضحاً في جولة #بأس_الصادقين أن لغة سرايا القدس مع الناس لم تكن لغة انتصارات كما أنها ابتعدت كل البعد عن لغة الهزائم، كانت لغتها ثورية نضالية ربطت التهدئة الميدانية بمجمل القضايا الوطنية، حتى لا يفاجأ الناس بعد فترة بأن ما تسوّقه من انتصار قد تبخّر، وبذلك هي لا تريد أن تصنع ثغرة اضافية لدى حاضنتها يسهل الانقضاض على المقاومة من خلالها.

كلمات دلالية