تحقيقات جيش الاحتلال صكوك براءة للجنود من الجرائم وتشجيعاً لها

الساعة 09:36 م|26 فبراير 2020

فلسطين اليوم

ليست المرة الأولى التي يعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن تشكيله لجنة تحقيق للوقوف على جريمة ارتكبها جنوده ضد الفلسطينيين وتنتهي إما بتبرئة الجنود من الجريمة أو خلق الذرائع التي تبرر الجرائم وهو ما حدث مؤخراً مع جريمة التنكيل بجثمان الشهيد محمد الناعم شرق خانيونس، والتي حظيت بردود فعل ناقمة من كل من شاهد الجريمة النكراء.

وزير الحرب "الإسرائيلي" نفتالي بنيت، رد على المنتقدين للجريمة النكراء، بتأييد سلوك جيشه بالتنكيل بالفلسطينيين وهو ما يضع تحقيقات الاحتلال في مهب الريح، التي هي أصلاً لا تحظى بقيمة لدى الفلسطينيين والمؤسسات الحقوقية والدولية.

يشار إلى أن موقع والا العبري قد كشف عن نتائج التحقيق الذي أجراه جيش الاحتلال في قضية تنكيل جرافة عسكرية بجثمان الشاب الناعم شرق خانيونس، وبرروا الجريمة النكراء بأن السائق فقد السيطرة على المركبة واجتاز السياج الفاصل نحو 100 متر.

ورغم توثيق كاميرا الصحفي مثنى النجار الذي كان متواجداً في الحدث، وبث مقطع الفيديو الذي يوضح كيف لاحقت الجرافة الإسرائيلية شبان تقدموا لانتشال جثمان الشهيد، وتحت الملاحقة اضروا للانسحاب تاركين خلفهم الجثمان، وكيف أصيب أحد الشبان من الجرافة، تحت حراسة من دبابة إسرائيلية ما يدلل على أن العمل مقصود بالكامل.

ووفق نتائج التحقيق، فإن الحدث وقع بالخطأ، وسحب جثامين الشهداء يأتي بأوامر من القيادة السياسية وبموافقة من القيادة العليا لجيش الاحتلال، بهدف الضغط على حركة حماس لاستعادة الجنود المأسورين لدى المقاومة في قطاع غزة، بحسب ما جاء في التحقيق الذي نشره موقع والا العبري.

هذا التحقيق ليس الأول من نوعه الذي يبرئ ويعطي تبريرات لجرائم جنود الاحتلال، والتي تشكل في مجملها تشجيعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، وبعد حادثة الشهيد عبد الفتاح الشريف، الذي وثقته كاميرا الصحفيين، وهو ملقى على الأرض مصاباً ولا يشكل خطورة على جيش الاحتلال، وتم إعدامه بدم بارد، تم إصدار مشروع قانون إسرائيلي في الكنيست يجرم تصوير جنود الاحتلال، بعد الفضائح التي مني بها هذا الجيش الذي يروج لنفسه أنه الجيش الأكثر أخلاقاً بين جيوش العالم، وتعالت أصوات المؤسسات الحقوقية ضد سلوكياته.

الحقوقي صلاح عبد العاطي، أكد أن ما جاء في نتائج التحقيق الإسرائيلي لا ينسجم مع ما ورد في شريط الفيديو الذي وثق الجريمة شرق خانيونس، رغم أنه شمل على وجود خطأ. لافتاً إلى أن هذا التحقيق هدفه هو امتصاص غضب منتقدي الجريمة النكراء التي تسببت في تصعيد عسكري مع المقاومة الفلسطينية ودفع الاحتلال ثمن جريمته.

وأوضح عبد العاطي في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن المشاهد للفيديو يدرك أن هناك نية إسرائيلية مبيتة للقتل باستخدام القوة المفرطة وغير المتكافئة، باستهداف الشهيد الناعم بقذيفة مدفعية، وسحله بجرافة عسكرية، وملاحقة الشبان الذين حاولوا سحبه، تنفيذا لاوامر عسكرية إسرائيلية عليا باحتجاز جثامين الشهداء للضغط على حركة حماس للافراج عن الجنود الإسرائيليين الذين بحوزتها، وهو ما صرح عنه علانية وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بنيت.

وشدد على أن جريمة التنكيل بالشهيد الناعم، هي مكتملة الأركان، ولا ثقة بتحقيقات الاحتلال، كون دولة الاحتلال تحقق مع نفسها، وهذه التحقيقات نتيجتها التغطية على جرائم جنود الاحتلال، وامتصاص الغضب الدولي.

وأشار عبد العاطي، إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، أشاد بأحد الجنود الإسرائيليين الذي قتل طفلاً فلسطينياً مشاركاً في مسيرات العودة، وقال أنه يستحق التكريم، بينما أكد على أن الذي صور الجريمة النكراء يستحق العقاب. وهو بمثابة تشجيع للجنود على ارتكاب الجرائم وانتهاكات حقوق الانسان. لافتاً إلى أن الحديث عن تحقيقات للجيش الإسرائيلي تتم فقط في الجرائم التي ترصدها الكاميرات وتسبب فضيحة لهم، أما الجرائم التي لا توثق بالكاميرات فلا يتم النظر بها مطلقاً.

وأشار إلى أن إسرائيل لديها ترسانة من القرارات القانونية والعسكرية، التي تهدف للتغطية على انتهاكات جيش الاحتلال لحقوق الانسان في فلسطين، وهو ما يستدعي الضغط من قبل المجتمع الدولي عليها لمحاكمتها على جرائمها.

بذكر، أن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لم تنتظر طويلاً للرد على الجريمة النكراء لجيش الاحتلال، وقامت بقصف المستوطنات الإسرائيلية وحولتها لمدن أشباح، ولم يتم وقف اطلاق النار إلا بعد الرد المناسب على الجريمة.