ورشة لدائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

4 خطوات مطلوبة بشكلٍ عاجل لإفشال "صفقة القرن"

الساعة 02:52 م|26 فبراير 2020

فلسطين اليوم

شدَّد سياسيون وكُتاب على ضرورة وضع استراتيجية شاملة، ورؤية وطنية جامعة لمواجهة الرؤية الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".

وأكَّدَ الكُتاب والسياسيون خلال ورشة عمل نظمتها دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني بعنوان "صفقة القرن.. ما هو المطلوب فلسطينيًا والخيارات المتاحة؟" على أهمية تجاوز عقبة الانقسام الفلسطيني، مع ضرورة تفعيل الهبات الشعبية الرافضة لـ"خطة ترامب".

ويرى الكتاب والسياسيون أنَّ الخطاب الفلسطيني على المستوى الرسمي الممثل في قيادة السلطة والمستوى الفصائلي لايزال ضعيفاً إزاء مواجهة "صفقة القرن"، وأنه لا يرتقي للحد المطلوب لإفشال الصفقة.

ضرورة إنهاء الانقسام 

الكاتب والمحلل السياسي د. إبراهيم ابراش يرى أنَّ الخطابات السياسية الفلسطينية الرسمية والفصائلية وحتى الردود الشعبية لا ترتقي للمستوى المطلوب لإفشال المخططات الهادفة لتصفية القضية.

وشدد ابراش على أهمية وضوح أهداف وخيارات صناع القرار الفلسطيني في تلك المرحلة الحساسة للبناء على تلك الاستراتيجية والآليات والقرارات، داعيًا قيادة السلطة والفصائل للتحرر من أوهام الخطابات السياسية البائسة، وضرورة إعادة النظر في استراتيجيات المواجهة بما يتوافق مع تحديات المرحلة.

وبيَّن ابراش أن الانقسام الفلسطيني الحاصل في الساحة الفلسطينية بين حركتي فتح و"حماس"، وحالة الفصل بين الضفة المحتلة وقطاع غزة، احد العوامل التي شجعت دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو للإعلان عن "صفقة القرن"، مشيراً إلى انَّ الانقسام منح الاحتلال فرصة ثمينة لتمرير مخططاته التصفوية.

وأكد ابراش أنّ خطورة "صفقة ترامب" تنسحب على جميع المكونات الفلسطينية ولا تستثنى أي مكون من تلك المكونات أو منطقة من المناطق (قطاع غزة، الضفة المحتلة، والقدس المدن المحتلة 1948، اللاجئين، الشتات)، إلى جانب استهدافها جميع المؤسسات السياسية الفلسطينية.

وذكر ابراش أنَّ خطورة الصفقة تكمن بإلغاء نصوص القرارات الدولية المدافعة عن القضية الفلسطينية، إلى جانب شطب حقوق الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الضفقة لا تتضمن دولة فلسطينية ذات سيادة موحدة، إضافة إلى أنّها تنص على شطب حقوق اللاجئين وتطوينهم في الدول المضيفة، وتهويد القدس والسيطرة على ارضي الضفة.

ودعا ابراش لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جديدة من الشراكة بين جميع الفصائل، مع ضرورة إنهاء الانقسام، وذلك كخطوات عملية لترتيب البيت الداخلي لمجابهة "صفقة القرن".

إعادة تفعيل أدوار السلطة

من جانبه، رأى الباحث السياسي د. خالد شعبان أنَّ الموقف العربي والإسلامي لم يكن كافياً للتصدي لـ"صفقة القرن"، واصفاً موقف الأنظمة العربية بـ"الضعيف".

واستعرض شعبان مواقف بعض الحكام العرب وتوصيات القمم العربية المنعقدة والردود الشعبية المناهضة للصفقة الأمريكية – الإسرائيلية، داعياً لتفعيل الردود الرسمية والشعبية وتوظيفها لإفشال الصفقة التي تهدف لتجاوز الثوابت الفلسطينية.

ويعتقد شعبان أنَّ عدم امتلاك الدول العربية الرسمية رؤية واستراتيجية واضحة تجاه القضية الفلسطينية، مهَدَ الأجواء لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بيامين نتنياهو للإعلان عن صفقتهم المشؤومة.

ودعا شعبان السلطة لإعادة تفعيل أدوار السفارة الفلسطينية في الدول العربية والإسلامية من خلال تنظيمها أنشطة وندوات ووقفات منددة بالصفقة، إلى جانب إعادة تفعيل دور المنظمة في التواصل مع الشعوب العربية والاهتمام بتوصياتهم في مواجهة المخططات الإسرائيلية.

التصدي لإبتزازت الولايات المتحدة

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير د. أحمد مجدلاني، "إنّ الولايات المتحدة الامريكية تسعى من وراء خطتها للسيطرة على ما تبقى من فلسطين".

وأضاف مجدلاني :"إدارة ترامب تحاول الالتفاف على الشرعية الدولية والقرارات الأممية، إلى جانب أنّها تستخدم أدوات ابتزاز للضغط على الشعب الفلسطيني للتشكيك بمقاومتهم وإضعافها من أجل تمرير مخططاتهم التصفوية".

وذكر مجدلاني أنّ واشنطن تضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل إعادة قنوات الاتصال مع القيادة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنّها تسعى لتطبيق خطتها من طرف أحادي.

الضغط على الاتحاد الاوربي 

وعن موقف الاتحاد الاوروبي، أوضح مدير برامج مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية في غزة أسامة عنتر أنّ موقف الاتحاد الأوروبي إزاء القضية الفلسطينية لم يتطور بعد، وأنَّه لا يزال يراوح مكانه، مشيراً إلى أنَّ بعض الدول الأوروبية تعترف رسميًا بـ(إسرائيل)، في حين تتنكر للحقوق الفلسطينية.

وبيَّن عنتر أنّ استراتيجية الاتحاد الأوروبي تنص على قبول دول الاتحاد بما يقبله الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيراً إلى انَّ القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية التي يتمتع بها الإسرائيليين يمنحها "ضوءاً أخضراً" للسيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية وفرض سياسة الأمر الواقع.

ووصف الموقف الرسمي الفلسطيني تجاه دول الاتحاد الأوروبي بـ"الضعيف"، إذ لم يكن لدى قيادة السلطة قوة أو لوبي قادر على دفع الاتحاد الأوروبي لإصدار قرارات من شأنها أن تضغط على الاحتلال بمنع تنفيذ مخططات استيطانية.

ودعا صناع القرار الفلسطيني للضغط على الاتحاد الأوربي بالاعتراف بدولة فلسطينية على أساس "حل دولتين"، ومنعها من التعامل مع الشركات الإسرائيلية العاملة في المستوطنات، من باب أنَّ تلك المستوطنات فاقدة للشرعية والأهلية القانونية للبناء في مناطق 1967.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في أواخر شهر يناير عن بنودِ "صفقة القرن" بمشاركة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكانت في مجملها بنود تتخطى الثوابت والحقوق الفلسطينية، وهو ما عبَّرَ عنه الفلسطينيون بالرفض بشكلٍ قاطعٍ.

 

 

كلمات دلالية