هل تضطر السعوديّة لمنع العمرة والحج خِشيَة "فيروس كورونا"..؟

الساعة 09:56 ص|26 فبراير 2020

فلسطين اليوم

يبدو أنّ الغضب الإلهيّ، لم يَعُد حِكراً على الصين، أو مدينة ووهان الصينيّة، جرّاء ما فعلته السلطات بأقليّة الإيغور المُسلمة، هذا هو على الأقل التقدير الأوّلي عند بعض المُسلمين في تقييم مرض فيروس كورونا القاتل، والآخذ بالانتشار، والذي وصل أخيراً كزائرٍ غير مرغوبٍ به إلى الشرق الأوسط “المُسلم”، وتحديداً في الكويت، البحرين، إيران، والأراضي الفِلسطينيّة المُحتلّة.

المشهد القادم من الكويت، وعلى وقع وصول كورونا من زائرين لإيران، دخلوا الأراضي الكويتيّة عبر إحدى الرحلات، ومن هُنا اضطرّت السلطات لإقامة حجر صحّي على القادمين من هُناك.

وفي فندق “الكوت”، والذي أصبح مقرّاً رئيسيّاً للقادمين من إيران، بل إنّ قوّات الأمن فرضت طوقاً أمنيّاً حول الفندق المذكور، بالأسلحة والرشاشات، وأظهرت صور رجال أمن كويتيين يُحوّطون الفندق، بلباسهم الرسمي، وأسلحتهم، ويرتدون كمّامات، تحسّباً فيما بدا لأيّ مُحاولات فرار.

السلطات الكويتيّة، لا ترغب بطبيعة الأحوال بانتشار المرض القاتل في “الديرة”، وعليه كان ليس أمامها، سوى تحويل فندق الخمس نجوم، إلى حجرٍ صحّيّ إجباريّ للقادمين على وجه الخُصوص من قُم، وطهران، وهو ما تكفّلت به كوادر وزارة الصحّة.

أمّا بخصوص تكاليف الإقامة، فقد تكفّلت وزارة الماليّة بحجز الفندق لمُدّة أسبوعين ويتضمّن ثلاث وجبات، وهي فترة حضانة الفيروس التي تتراوح بين يومين إلى 14 يوماً.

وسادت الكويت حالة هرج ومرج، وحتى حالات تهويل وذهول ورعب، من جرّاء تداول بعض المفروض عليهم داخل الفندق، مقاطع فيديو، لما قالوا إنها فوضى عارمة، وحالات نقاش وجدل بين المشمولين بالحجر الصحّي وبين الكوادر الطبيّة، فيما حاولت بعض شخصيّات نيابيّة مُحاولة إخراج بعض الأشخاص داخل الفندق، لكنّ وكيل وزارة الصحة وخلال مُؤتمر صحفي، قال إنّ وزارة الصحّة لن تخضع للضّغوط النيابيّة، وأنّ لا شخص استطاع أن يخرج خارج فندق “الكوت” الخاضع لحِماية وزارة الداخليّة.

وفيما بدأت دول عربيّة مُراجعة قرارات استيرادها للبضائع، وتصديرها خشية فيروس كورونا، أكّد وكيل وزارة التجارة الكويتي عبد الله العفاسي، إنّ المخزون الاستراتيجي من السلع الغذائيّة في الكويت يُغطّي البلاد بين 8 أشهر، وسنة.

أمّا رئيس الاتحاد الكويتي للمُزارعين عبد الله الدماك، فأكّد استعداد المزارعين الكويتيين، لسد أيّ نقص في المُنتجات الزراعيّة، ووضع مزارعهم تحت تصرّف الحكومة.

التّساؤل المطروح، وربّما هُناك من يطرحه من زاوية المُؤامرة، وهو لماذا إيران بعد الصين يصلها الفيروس، حيث لا تزال أسباب انتشار هذا الفيروس مجهولةً، وتُسجّل الجمهوريّة الإسلاميّة للمُفارقة أعداداً كبيرةً من الوفيات جرّاء المرض بعد الصين، وهي الخصم الثاني للولايات المتحدة الأمريكيّة.

ومدينة قُم لوحدها بلغ عدد الوفيات فيها 43، وجميع الحالات المُسجّلة حتى الآن في الخليج، وآخرها في البحرين، كانت نتاج تسلّل من إيران، ووصولها على متن الرحلات الأخيرة القادمة من طهران، وثلاثة وصلوا من مدينة مشهد إلى الكويت، سجّلوا نتائج إيجابيّة مُؤكّدة بالفيروس، أمّا الأراضي الفِلسطينيّة المُحتلّة، فقد سجّلت انتقال الفيروس عن طريق وفد كوري جنوبي زارها.

المملكة العربيّة السعوديّة التي لم تُعلن بعد عن إصاباتٍ مُؤكّدة بالفيروس على أراضيها، وتتّخذ سُلطاتها تدابير صحيّة وقائيّة عالية، فقد تُواجه على المدى البعيد في حال تفشّي الفيروس، وتحذيرات منظّمة الصحّة العالميّة من تحوّله إلى “وباء عالمي”، قد تُواجه المملكة، مُعضلة التعامل مع مناسك العمرة حاليّاً ومع اقتراب شهر رمضان، والحج لاحقاً، فالأعداد المهولة التي تزور الحرم من كافّة الدول، قد تحمل الفيروس، وتنشره، وهي كارثة صحيّة، إلى جانب أنها مُعضلة دينيّة، لعلها تحتاج إلى فتوى “كبار العلماء”، تقضي بإيقاف كُل من مناسك العمرة والحج، أقلّه هذا العام احترازيّاً.

وقد تبدو سابقة تاريخيّة من نوعها، لو أقدمت المملكة على منع العمرة والحج خشية فيروس كورونا، خاصّةً أن سُلطاتها قد مرّت بظروف انفلونزا الخنازير، والطيور، وتقول تلك السلطات إنّها نجحت في التّعامل مع الأمر دون تسجيل إصابات.

لكن ووفقاً لتحذيرات قناة “العربية” فإنّ كورونا المُستَجد، ينتقل عن طريق الهواء والتنفّس، ومُخالطة الجُموع، ومُلامسة الأسطح المُلوّثة، والتي يحتاج فيها الإنسان إلى احتياطات صحيّة عالية، وما أكثر الحُشود والتجمّعات في العمرة، والحج.

الإعلامي السعودي وحيد الغامدي، يبدو أنه استشعر مخاطر موسم العمرة وكورونا، وطالب عبر تغريدة له على “تويتر”، وقف القادمين إلى العمرة من خارج المملكة، وأشار إلى عمرة رجب، التي يُقبل المسلمين عليها في هذا التوقيت من كُل عام، وهو ما قد يضع السلطات السعوديّة في مُواجهةٍ أشرس وأعنف مع كورونا على مدار ثلاثة أشهر مُتتالية رجب، شعبان، رمضان، وضبط عدم انتشاره بين المُعتمرين، وعلى أراضيها الواسعة.

ويطرح تساؤلات حول قُدرتها على عدم نشر الفيروس في العالم الإسلامي كلّه، وتحديداً حين عودة المُعتمرين، والحجّاج إلى ديارهم، وفي ظِل اعتراف الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنّ الفيروس لا يزال “قاسياً ومُعقّداً”.

كلمات دلالية