(بأس الصادقين).. أظهرت نجاعة أسلوبها وكشفت فشل قادة الاحتلال

الساعة 06:34 م|25 فبراير 2020

فلسطين اليوم

أكد محللان سياسيان أن المعركة التي خاضتها سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي خلال اليومين الماضيين تحت اسم "بأس الصادقين" لقنت الاحتلال الإسرائيلي وقيادته درسًا قاسيًا وأحبطت تهديدات قادته باستئصال المقاومة الفلسطينية.

وأوضح المحللان في تصريحات لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن المقاومة تمكنت من لجم آلة الاحتلال الإسرائيلي وثبتت معادلة الردع مع جيش الاحتلال بعد منعه من ارتكاب حماقة واسعة ضد قطاع غزة.

درسًا قاسيًا

المختص في الشأن الإسرائيلي حلمي موسى يرى بأن جولة التصعيد الأخيرة التي خاضتها المقاومة وفي مقدمتها سرايا القدس لقنت جيش الاحتلال وقادته درسًا قاسيًا، وعبر عنه المستوطنين الإسرائيليين برفضهم لتصرفات قادتهم في حمايتهم من صواريخ المقاومة.

وقال موسى لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، :"إن المقاومة في غزة لجمت قادة الاحتلال ومنعتهم من ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل".

وأضاف ان احتضان الاهالي للمقاومة، كان سببًا رئيسيًا في تعزيز ثقافة الصمود لمواجهة العدوان الإسرائيلي، بينما عارض الإسرائيليين أداء قادتهم بعد التخلي عنهم في توفير الحماية والامن لهم.

وتابع، :"ان المستوطنين في منطقة غلاف غزة يطالبون اليوم من قادتهم، توفير الحماية الغائبة لهم، بعد أن أصبحت بلداتهم مدن أشباح في أي تصعيد".

وشدد على مواصلة المقاومة الفلسطينية في تعاظم قوتها العسكرية حتى تحقيق أهدافها في كبح أي عدوان إسرائيلي على القطاع، والدفاع عن أرض فلسطين ومقدساتها الاسلامية.

ولفت إلى ان قادة الاحتلال تعتمد على تكتيكات معنية في هذه الفترة الراهنة من خلال إبرام عقود تسويات وهدن، واصفًا إياها "إبر بنج" والمؤقتة.

وأوضح موسى، أن القادة الإسرائيليين يراهنون على مستقبلهم السياسي في كل جولة انتخابات عبر شن عدوان عسكري على الفلسطينيين، وارتكاب مجازر بحقهم، مبينًا ان جولة التصعيد الماضية أفشلت مخططات هؤلاء في حماية جمهورهم الإسرائيليين، سيما في "غلاف غزة" من ضربات المقاومة المتواصلة.

وذكر أن مستقبل نتنياهو السياسي مرهون هذه الأيام بالحفاظ قدر الإمكان على الأوضاع الميدانية على كافة الجبهات لفلسطين المحتلة، موضحًا انه يكذب على جمهوره الإسرائيليين بادعائه الحامي لأمنهم.

وكان وزير الطاقة الإسرائيلي "يوفال شتاينتس"، قد قال اليوم :"إن غزة ستظل مشكلة دائمة لإسرائيل، وان الجيش الاسرائيلي لم يتمكن من إيقاف مقاومتها طوال سنوات"، وهو مؤشر على حالة اليأس لدى القادة الإسرائيليين في إخضاع سلاح المقاومة وتركه عن النهج الذي خرج إليه في الدفاع عن فلسطين.

تحقيق معادلة الردع

من جهته، قال المحلل في الشأن الاسرائيلي عامر خليل، :"إنّ معركة (يأس الصادقين) أثبتت معادلة الردع مع جيش الاحتلال بعد منعه بشن عدوان وحماقة واسعة على القطاع".

وأضاف خليل لـ"وكالة فلسطين اليوم المحتلة"، ان الإسرائيليين زادت من فقدانهم للثقة بقدرة نتنياهو بتوفير الحماية والأمن لهم، مشيرًا إلى ان الجولة الأخيرة كانت واضحة على قادة الاحتلال بعجزهم في الدفاع عن المستوطنين، خاصة في المناطق المحاذية للقطاع.

وعدّ تهديدات الاحتلال بشن حرب مدمرة وإعادة سياسة الاغتيالات، "فارغة المضمون"، وأنّها غير متصدرة عند المستوطنين في "غلاف غزة" على المستوى السياسي، كونهم لا يشكلون نسبة كبيرة في الكنيست.

وتوقع خليل، ان نتنياهو سيتجنب شن عدوان على القطاع قبل الانتخابات الإسرائيلية، عادًا ذلك خشية من تورطه بواقع صعب يهدم مستقبله السياسي، وانه من المتوقع ان يبادر بعدوان بعد الانتخابات لحفظ ماء وجه.

وكانت سرايا القدس، اطلقت وابلًا من الصواريخ تجاه مستوطنات الاحتلال المحاذية لقطاع غزة ردًا على جرائم الاحتلال، الامر الذي تسبب بشل حركة المستوطنيين إضافة إلى مبيتهم داخل الملاجئ المحصنة طوال اليومين، في حين شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على مواقع واهداف في محافظات قطاع غزة.

كلمات دلالية