بأس الصادقين".. ما الذي دفع العدو للتراجع واستجدائه التهدئة من الوسطاء؟

الساعة 01:21 م|25 فبراير 2020

فلسطين اليوم

بقلم: عوض أبو دقة

لم يتأخر ردُ سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على جريمة التنكيل بجثمان الشهيد البطل محمد الناعم، شرق خان يونس، من قبل جيش الاحتلال.

وقد يتبادر للكثيرين أسئلة عديدة، منها: لماذا تركت السرايا، الاحتلال يُنكل بجثمان الشهيد الناعم؟!.. لماذا لم يهاجم مقاتلوها الجرافة؟.. هنا المنطق يقول: لو أن رصاصة أطلقت صوب الجرافة وليس قذيفة آر.بي.جي، لكانت حدثت مجزرة مروعة راح ضحيتها العشرات من الشبان الذين هبوا لانتشال جثمان الشهيد، وإنقاذ المصابين.

نحن هنا نتحدث عن مقاومة راشدة، لا تتقاعس عن أداء واجبها من جهة، ومن جهة أخرى تصون دماء شعبها، وتعرف متى وكيف وأين ترد على جرائم المحتل.

وعلى ذكر أين ترد؟، باعتقادي أن الصواريخ التي أُطلقت صوب مستوطنات وبلدات ما يُسمى "غلاف غزة" في إطار معركة "بأس الصادقين" التي اسمتها سرايا القدس، لم تكن عمياء، بل كانت بإحداثيات دقيقة، جعلت العدو يُقر أن أحدها سقط بقرب منشأة حساسة، رافضاً الإفصاح عن مزيد من المعلومات.

هنا نستيطع القول، بأن السرايا تعرف أين ضربت الصاروخ بدقة؟.. وبتصوري أن هذا جعل العدو يتراجع في هذا التوقيت الحساس (قبل انتخابات الكنيست بأسبوع) ويطلبُ تدخل الوسطاء لمنع المزيد من المفاجآت في جعبة المقاومة.

من ينطلق لهكذا معركة، يعرف مدى استعداد مقاتليه، ومدى الإمكانات التي بين أيديهم. ولقد نجحت السرايا من جديد - ولوحدها- بإدارة الدفة في الميدان باقتدار وحِنكة عالية، فما بالك لو شاركتها كتائب القسام، وألوية الناصر، وكتائب أبو علي مصطفى.

لقد حاول العدو خلال هذه المعركة أن يُسوق بأن عيونه رصدت وطائراته حاولت اغتيال مسؤول رفيع من حركة الجهاد الإسلامي في دمشق، وذلك لزعزعة معنويات المقاتلين بغزة، وثني قيادتهم عن عزمها على مواصلة المعركة، لكنه غفل عن حقيقة هامة، وهي أن هذه القيادة وهبت أنفسها رخيصة لله، وهي تُحمس المجاهدين على الذهاب إلى الجهاد، كما يذهبون لأداء الصلاة.

في النهاية، قدّرت القيادة الموقف، ولم تنحنِ أمام القصف والتهديدات الإسرائيلية، بل أعطت أوامرها بمعاودة استهداف "غلاف غزة"، بعد إعلان سرايا القدس انتهاء عملية الرد على جريمتي غزة ودمشق - والتي راح ضحيتها مجاهديْن اثنين-، وتركت المجال رحباً أمام تدخل الوسطاء وفي مقدمتهم الأشقاء في مصر، بما يُعزز كرامة شعبنا، ويصون دماء أبنائه.

 

 

كلمات دلالية