"بأس الصادقين" انتهت بتوقيع "سرايا القدس"لتثبيت معادلة توازن الردع

الساعة 10:55 ص|25 فبراير 2020

فلسطين اليوم

وضعت الجولة العسكرية معركة "بأس الصادقين" أوزارها بين "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي و"إسرائيل" في تمام الساعة الـ11:30 من مساء أمس بتوقيع نهائي حتى الدقائق الأخيرة من قيادة الجهاد الإسلامي ورجال سرايا القدس، لإيصال رسالة لكافة الأطراف التي دخلت كوساطات لوقف إطلاق النار أن الاحتلال هو من يتحمل تبعات "حماقاته" والتي بدأت بالتنكيل بجثمان الشهيد محمد الناعم، ليتبعها اقتراف جريمة في دمشق أدت لارتقاء شهيدين.

معادلة توازن الردع التي حاولت "سرايا القدس" ايصالها للاحتلال خلال هذه الجولة والتي تأتي قبل أيام عديدة من الانتخابات "الإسرائيلية"، قادتها وببراعة كبيرة، واستمرت في تكبيد الاحتلال مزيداً من الخسائر من خلال شل العديد من المرافق الحيوية، وايقاف حركة القطارات، وتعليق المدارس في كافة غلاف قطاع غزة ، دون أن تتكبد سرايا القدس خلال هذه الجولة أي خسائر بشرية، لتؤكد أن المعركة قادتها سرايا القدس بحنكة ومناورة عالية.

معادلة توازن الردع "الرد بالرد" الذي أصرت ان تثبته سرايا القدس خلال الجولة الحالية  كان هو القائم كون ان الجريمة البشعة التي اقترفها شرق خانيونس وفقا للمحلل في الشأن "الإسرائيلي" عبد الرحمن شهاب كانت قاسية ومنحت المقاومة شرعية الرد على تلك الجريمة التي هزت العالم .

وقال شهاب:"إن المعركة الحالية كانت تُدار بحكمة ، وكما قال الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة نذهب إلى القتال كمان نذهب إلى الصلاة"، مشيراً إلى أن طريقة الرد كانت مدروسة فالجريمة بشعة وتحتاج إلى رد ، فلو لم ترد الجهاد الاسلامي ستجد حركة حماس نفسها مضطرة للرد على تلك الجريمة ، كون أن الجريمة بحاجة إلى رد.

وبين أن دخول جميع الفصائل في هذه الجولة قد يزيد من دائرة اللهب ، معتبراً أن الصورة البشعة منحت للفلسطينيين حق الرد ، دون أن تنتصر رواية الاحتلال .

وأشار إلى أنه لم يكن هناك قرار لدى نتنياهو كيف يحسم الوضع في قطاع غزة ، وقد يكون الاحتلال يستعد لحسم المعركة في غزة ، ولكن في النهائية هل المجتمع "الإسرائيلي" مستعد أن يدفع الثمن حتى مقابل انتصاره على قطاع غزة ، الذي سيكون انتصاراً وهمياً.

ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي حسن عبدو أن الجرأة في الرد بدأت في القرار السياسي والتى كانت بتوقيع من الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة ، معتبراً أن اتخاذ القرار هو المحرك للرد بهذه الطريقة .

وأثنى عبدو على أداء سرايا القدس الذي وصفه بأنه مختلفاً عن الجولات السابقة ، حيث تلافت الخسائر البشرية ، كما حدث في الجولة الأخيرة ، وأتقنت السرايا التخفي والمناورة عند إلقاء الصواريخ لتجنب الخسائر البشرية.

وشدد على أن سرايا القدس خلال جولة اليومين الماضيين كانت هي من تملك زمام إدارة المعركة حيث أن الاحتلال عندما عاود بالقصف، كانت سرايا القدس حريصة  أن تكون كلمتها العليا، وفشل نتنياهو على مجاراة الجهاد الاسلامي في هذه الجولة .

وبين المحلل مصطفى ابراهيم، أن "إسرائيل" خلال هذه الجولة حاولت اللعب على وتر أن حماس ستتحمل المسؤولية،  ولكن يبدو أن هناك تناغم وتفاهم بين حماس والجهاد رغم عدم مشاركة الأخيرة .

وأشار ابراهيم إلى أن "اسرائيل" كانت تعرف انها لا تستطيع توسيع دائرة الرد كون أن الجولة يفصلها عن الانتخابات "الإسرائيلية" سبعة أيام فقط ، وحاولت أن تضع الجهاد الاسلامي في الزاوية إلا أنها وجدت أن للجهاد الإسلامي حاضنة شعبية كبيرة وخاصة.

وجدد ابراهيم تحذيره للمقاومة الفلسطينية كون أنه لا يمكن لأحد تجنب مكر الاحتلال.

 

 

 

كلمات دلالية