تفاصيل لأول مرة

تقرير مشاهد مؤلمة ومروعة يسردها الأبطال الذين حاولوا انقاذ "الشهيد الناعم" أمام الجرافة..!

الساعة 11:10 ص|24 فبراير 2020

فلسطين اليوم

قصة تضحية كتبها الشهداء بدمهم.. ومشاهد بطولة وعز سجلها أبطال رفضوا الذل والهوان واستباحة دم الشهداء، خلعوا عنهم ثياب الخوف والرهبة، واستقبلوا بصدورهم العارية آلة الاجرام الصهيوني، ليحاولوا سحب الشهيد محمد الناعم الذي ارتقى شرق بلدة عبسان بخانيونس جنوب قطاع غزة، تحت أزيز الرصاص اللعين.

ففي أرض زراعية ببلدة عبسان بخانيونس ارتقى الشهيد محمد الناعم، وعندما هب الشبان لحمله، كانت رصاص الاحتلال تسبقهم، ليتحول المكان لحلبة من الصراع بين مطالب الحق ومنتهكيه، غير آبهين بالموت المحقق الذي ينتظرهم، فجثمان الناعم أهم بكثير من الحياة التي لا طعم لها بلا عز وكرامة

هي حكاية الجرحى والمصابين الذين هبوا لإنقاذ جثمان الناعم وانتشاله من براثن آلة العدو والاجرام، إلا أن الرصاص شل حركتهم، لكنه لم يوقف عزيمتهم ومحاولتهم .

حمودة النجار (20 عاماً) من سكان خزاعة، وقريبه عزوز النجار (21 عاماً)، هبوا منذ أن سمعوا بحكاية الشهيد في عبسان، فخرجوا مسرعين محاولين انقاذ الشهيد، فدخلوا عند الشهيد محاولين حمله.

يقول حمودة الذي يرقد في المستشفى في تصريح لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": حاولت حمل الشهيد، الذي كان مصاباً في كل مكان في وجهه، وقد لطخ وجهه بالدماء بحيث لا يمكن التعرف عليه، فأطلق الاحتلال النار علينا من كل صوب، فوقع أكثر من مرة منا، إلى أن أصبت في المكان، فحاولت الخروج من المكان.

وقد أصيب حمودة في ساقيه الاثنين برصاص متفجر أصاب ساقيه بشظايا خاصةً في منطقة وسط الركبة، التي مازالت تصيبها ولم يتم ازالتها كاملةً بعد، وأدت لانقطاع أحد الشرايين.

وعن المشهد يصف حمودة: لم أعش مثل هذه اللحظات في حياتي من قبل، فالإجرام الإسرائيلي كبير، وكان كل همنا هو محاولة انقاذ جثمان الشهيد، ولكن بعد إصابة الشبان كان يصعب علينا ذلك.

أما قريبه وصديقه عزوز الذي رافقه في رحلة البطولة هذه، فوصف ماجرى بمشهد لم يمر في حياته من قبل، شعر فيها بالعز والكرامة والحزن في ذات الوقت حيث حاولوا انقاذ جثمان الشهيد، لكنهم لم يتمكنوا بسبب رصاص الاحتلال.

ويشير عزوز (21 عاماً) في تصريح لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن الشبان رغم اطلاق الرصاص وصلوا لجثمان الشهيد محاولين حمله أكثر من مرة، إلى أن أصيب شاب ثالث كان معهم، فاضطروا لحمله لمكان آمن ومن ثم الرجوع لجثمان الشهيد.

ويضيف: حاولت الوصول فيما بعد لجثمان الشهيد إلا اطلاق النار تزايد فوق رؤوسنا، فيما وصلت الجرافة بشكل مباشر وسحبت الشهيد وضغطت عليه، حيث أصيب لحظتها برصاصة في قدمه السفلى وتحديداً في منطقة "الرمانة"..

ويصف عزوز الحدث بأنه مشهد اجرامي صعب من قبل قوات الاحتلال، حيث حملت الجرافة الشاب أمام الملأ وقد سجلت الحدث كاميرات الجوال والصحفيين الذين انتشروا في المكان.

استشهد محمد الناعم لكنه ترك خلفه قصة بطولة وعظمة، لأبناء الشعب الفلسطيني الذين اعتادت صدورهم أن تكون حامية لروح الأبطال، مسجلين كالعادة لحظات عز وفخر .

 

 

  

 

كلمات دلالية