تحليل التهدئة في غزة: طُعم مدسوس لـ"مفاجأة" قد تحدث في أيِ لحظة!

الساعة 12:19 م|23 فبراير 2020

فلسطين اليوم

دأب قادة الاحتلال "الإسرائيلي" في الآونة الأخيرة على إطلاق التهديدات بشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، واستهداف قادة المقاومة واغتيال شخصيات فيها، في حين أن جنودها ينفذون تهديدهم بجرافة "إسرائيلية" تنكل بجثمان شهيد واستهداف شبان على الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.

هذه التهديدات والتحذيرات تجري رغم ما يدعيه الاحتلال من تسهيلات تقدم لقطاع غزة، كزيادة عدد تصاريح التجار وتوسيع مساحة الصيد، والسماح للجنة القطرية بإدخال أموال تعتبرها "إسرائيل" ضمن التفاهمات.

وفي محطات الصراع مع الاحتلال، لم يغفل الفلسطينيون أساليب الاحتلال الماكرة، والخدع التي يحيكونها، فبينما يتحدث عن تسهيلات وتهدئة، تطلق طائراته صاروخها لتغتال قيادياً فلسطينياً.

اغتيال على وقع التهدئة

محمد علان المختص في الشأن "الإسرائيلي"، يقول :"كان الحديث عن تهدئة في قطاع غزة قوي جداً، عندما اغتال جيش الاحتلال "الإسرائيلي" القيادي في حركة حماس الشهيد أحمد الجعبري، حتى أن بعض وسائل الإعلام "الإسرائيلية" ادعت في حينه أن الجعبري اغتيل ومسودة بنود التهدئة بين "إسرائيل" وحماس في جيبه.

ولفت علان، إلى تزايد الحديث عن احتمالات اتفاق تهدئة بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلية، خاصة في ظل تسريب خبر زيارة رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، وقائد المنطقة الجنوبية لقطر.

وأكد علان، أن هذا الحديث يتطلب من قيادة الحركة والمقاومة، الحذر من تكرار سيناريو اغتيال الجعبري.

وأشار إلى الأنباء التي سُربت من مصر قبل أيام أن المخابرات المصرية منعت خطة "إسرائيلية" لاغتيال رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار والقيادي مروان عيسى. 

الاحتلال عاجز مع غزة

وقد وافقه في التحذير تيسير محيسن المحلل في الشأن "الإسرائيلي"، الذي أكد أنه لا يمكن الارتكان على ما يصدره الاحتلال من تصريحات و تبريرات عبر الوسطاء، محذراً فصائل العمل الوطني أخذ الحيطة والحذر والاحتياطات الكاملة لأي مفاجأة تحدث في أي لحظة.

واعتبر محيسن في تصريحات خاصة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المشهد الغزي على ضآلة مساحته في المنطقة، إلا أن تأثيره في المشهد العام كبير، فالاحتلال الإسرائيلي وفق شواهد سابقة وتصريحات متتالية يظهر حقيقة عجزه عن إيجاد طريق مثلى للتعامل مع قطاع غزة.

وأوضح، أن بعض قادة الاحتلال صرحوا خلال اليومين الماضيين بما يحمل من هذا المعنى بشكل مباشر.

وقال محيسن:"توظيف حالة غزة في المشهد السياسي يجري التعامل معها من خلال إبقاء الحالة الغزية هادئة ساكنة إلى أن يتم البحث وإيجاد طريقة للتخلص من هذا الازعاج الذي تسمى غزة، بما تحمله غزة من مقاومة وقوة والتأثير على الاحتلال، فالحالة تشهد حالة من اللا سلم واللا حرب، وبين مد وجزر".

وأضاف: "الاحتلال سيستمر في مصطلحات التهديد كما في الفترة السابقة بالاغتيال وملاحقة رموز المقاومة واستهدافهم بهدف إبقاء غزة على الأقل في حالة الارتباك الداخلي والخوف المستمر، مع علم الاحتلال أن هذه الوسيلة ليست هي الوسيلة الأنجع في إنهاء ملف غزة.

ويرى محيسن أن فصائل العمل الوطني يرون أن المشهد الغزي في حالته القائمة وفي ظل قراءة موضوعية لوضع دول الإقليم والظروف الداخلية الفلسطينية، لا تسمح بأي شكل من الاشكال للذهاب لقلب الطاولة والذهاب لحرب ليست محسومة النتائج سياسياً بما سوف تستهدفه من أهداف.

واستدرك محيسن قائلاً:"لكن يمكن استخدام أدوات قوة أقل من حرب وإن كانت ستجلب شيء من التحسين لظروف الحياة، إلا أنها افضل من حالة حرب قد تودي بواقع القطاع إلى دمار كبير يعجز أهل القطاع عن إيجاد نوع من المساندة والاسناد من دول الإقليم أو العالم.

 

كلمات دلالية