تقرير "بنك البذور".. مبادرة للحفاظ على الثروات الزراعية في غزة

الساعة 06:00 م|20 فبراير 2020

فلسطين اليوم

تحت شعار "لا كيماوي ولا هرمون بذور بلدية بدون لون"، قرر المزارع سلامة مهنا لتشييد أول بنك للبذور في قطاع غزة، للحفاظ على الموروث الزراعي من الآباء والأجداد، لا سيما أنها تشمل بذورًا طبيعية 100 % "بلدية"، تختلف بخصائصها عن البذور المهجنة جينيًا.

فكرة "بنك البذور" جاءت بعد معاناة كبيرة عايشها المزارعون في زراعة البذور المستوردة من الخارج، كما أن التغير المناخي أجبرنا للجوء الى البذور البلدية، والتي تمتاز بتحمل الأجواء القاسية ومقاومة الأمراض والأعشاب والحشائش. وفق سلامة.

ولم تكن هذه الأسباب فقط هي ما دفع الستيني سلامة مهنا لإنشاء بنك البذور"، ويقول لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "هناك بذور بلدية انقرضت من قطاع غزة لاتكال المزارع على الأنواع المهجنة والمستوردة"، لافتًا أنه يسعى لإعادة الأنواع المنقرضة من خلال بنك البذور في الضفة الغربية.

ويضيف سلامة: "مبادرة بنك البذور فكرة بسيطة مدعومة من الصليب الأحمر، لكنها تحمل بُعدًا وطنيا كبيرًا في حفظ الأصول الوراثية النباتية والحفاظ على التراث المحلي وما ورثناه من اباءنا واجدادنا من البذور الفلسطينية القديمة.

وحول الأصناف التي يتضمنها بنك البذور يذكر مهنا (العدس- القمح- الشعير- السلق- الحمصيص- البقدونس-السبانخ- الباذنجان- البندورة- الفلفل- البطاطا- الجرادة)، وأصناف أخرى.

ويعدّ محصول القمح في قطاع غزة من أهم المحاصيل الزراعية بالنسبة للمزارع، كما يوجد منها 8 أنواع من البذور، كًل نوع لها سماته الخاصة، وفي خطوة تشجيعية يُمنح للمزارعين البذور دون مقابل، ويقوم الأخير بدوره في إعادتها بعد الاستفادة منها وزراعتها. حسب المزارع مهنا.

وتمكّن المزارع سلامة من التواصل مع بنك البذور في الخليل، مبينًا أنهم ساعدوا بإرسال بعض العينات من البذور مثل "سلق جزر بلدي، فاصولياء، وأنواع أخرى"، مثمنا دور اتحاد العمل الزراعي في دعم الفكرة.

ونصح سلامة المزارعين باللجوء إلى زراعة البذور البلدية، لأنها تتميز برائحة ولون وطعم أفضل من البذور المهجنة، لافتًا أن هناك تجارب ناجحة للمهندسين الذين أشرفوا على تجربتها، ولاقت رواجا بين المزارعين وحصلوا عن نتائج إيجابية.

وتزرع البذور المهجنة جينيًا مرة واحدة في العام، ولا يمكن للمزارعين استقطاع البذور منها، لإعادة زراعتها في المواسم المقبلة، بخلاف البذور البلدية، والتي يمكن للمزارع استخدمها بشكل دوري أكثر من عدة مرات في المواسم الزراعية، حيث تعطي جودة عالية في الكمية والنوع في نفس المستوى.

وحول طريقة حفظ البذور، قال إنه يتم تخزين البذور في برطمانات بلاستيكية، وهناك أنواع يتم الاحتفاظ بها لمدة 6 شهور، وأخرى تصل لسنوات، مستدركًا: "هناك أنواع لا يمكننا تخزينها لفترة طويلة وتحتاج لمكان مناسب وفي درجة حرارة مناسبة".

ويطمح سلامة إلى توسيع مشروع "بنك البذور" وأن يتلقى دعمًا من قبل المؤسسات الحكومية المختصة، لأنه يفتقر للمكان الملائم للتخزين، ناهيك عن حاجته لجهاز خاص لتجفيف البذور، إلى جانب أنه يحتاج إلى أجهزة تبريد تحت درجة حرارة معينة، مشيرًا إلى أهمية المبادرة في تطوير المنتجات والمحاصيل الزراعية وعوائدها المادية على الاقتصاد الفلسطيني.

الجدير بالذكر، أن القطاع الزراعي في غزة يعاني من مشكلات عدة منها: مُشكلة مياه الري وملوحتها، إلى جانب تقلّص المساحات الزراعية نتيجة التوسع العمراني، وحظر الاحتلال للمزارعين من الوصول لأراضيهم الزراعية، إضافة لتردي الأوضاع الاقتصادية والافراط في استخدام الأسمدة المحرمة دولياً، ومنع التصدير جراء إغلاق المعابر.

بنك البذور8
بنك البذور9
بنك البذور10
11
بنك البذور12
بنك البذور136
بنك البذور14
بنك البذور1
بنك البذور3
بنك البذور2
بنك البذور4
بنك البذور5
بنك البذور6
بنك البذور7
 

كلمات دلالية