خبر بن غوريون ام بن غابير.. هارتس

الساعة 09:55 ص|15 فبراير 2009

بقلم: امير اورون

ثلاث عناوين صدرت في اخر الاسبوع: طريق سياسي مسدود اثر انتخابات الكنيست، الاستخبارات الامريكية تتوقع مجابهة اسرائيلية – ايرانية بسبب الذرة في هذه السنة، والتحقيق البوليسي الرابع عشر مع ايهود اولمرت في مقر رئيس الوزراء. ملخص كل العناوين: تضخم غدة الانانية الذي يدفع اولمرت وبنيامين نتنياهو لنصب حاجز مزدوج امام تشكيل حكومة مستقرة فطنة وذات قدرة وفرصة على الارتقاء بشؤون اسرائيل في فترة محفوفة بالمخاطر.

على اولمرت ان يخرج في هذا الصباح في اجازة لا يعود منها لرئاسة الوزراء، لصالح تسيبي لفني. كان عليه ان يفعل ذلك قبل اشهر حتى يضفي مضمونا حقيقيا لبيان استقالته، ولكنه تجنب ذلك كانتقام من لفني التي كانت قد طالبت باقالته. انجازها في الانتخابات يشير انها لو حصلت على فرصة لاداء دورها كرئيسة للوزراء فعليا في الخريف الاخير لكان بمقدورها ان تشكل حكومة منذئذ وان توفر علينا حماقة الانتخابات وسخافتها. اما لو وصلت الانتخابات من رئاسة الوزراء فان انتصارها سيكون في هذه الحالة واضحا وجليا.

بقاء نتنياهو في منصبه حتى تشكيل الحكومة الجديدة القانوني، الا انه ليس سليما. هناك شك ان كان المشرع قد توقع مسبقا ان رئيس الوزراء الفعلي الذي يتراس حكومة انتقالية، لن يخوض انتخابات الكنيست. اولمرت لن يكون عضوا في الكنيست الجديد، الا انه سيبقى رئيسا للوزراء لاسابيع واشهر، حتى تشكيل الحكومة القادمة. بامكانه اتخاذ القرارات، التي لن يضطر بنفسه لتحمل مسؤولية نتائجها.

على اولمرت ان يخلي مكانه للقائمة باعماله وان يخصص لنفسه زمنا نوعيا للمساءلات امام ميني مازوز، والبحث عن المزيد من البيوت والشقق في ارجاء البلاد واستئناف حسابه النشط في شركة ريشون تورز، استعدادا لعودته لحياة الدرجة الاولى في الطائرات والفنادق الفخمة، ولكن في هذه المرة كمحاضر مطلوب ومرغوب (الا ان ترهبن بصورة معاكسة لطبعه وعفت نفسه الرحلات لامريكا حتى لا يستدعى للتحقيق في اف بي اي كشاهد ضد موشيه تلانسكي).

وسواء فعل ذلك ام لم يفعله هناك امام لفني حاجز اكثر ارتفاعا متمثلا بشخص اخر وهو بنيامين نتنياهو. ليست لديه حكومة مع "المعسكر الوطني" ، الذي هو المعسكر الشوفيني والذي سيكون معسكرا للخصومات. جورج ميتشل يطالب بالتوقف عن بناء المستوطنات رغم التكاثر الطبيعي؟ يعقوب كاتس يقترح عليه في المقابل نموا طبيعيا ولكن ليس بالضرورة بهذه الكلمات. نتنياهو يحلم بانجيلا ميركل ويلتقي مع باروخ مارزل. وهذا من قبل مشاكله مع افيغدور ليبرمان الذي قال عشية الانتخابات "انا اعرف اين اضغط على بيبي وانا اعرفه من الاسفل".

من دون كاديما لن تكون لدى نتنياهو حكومة معتدلة، اي لن تكون لديه حكومة بالمرة. ومن دون تناوب مع لفني لن ينجو حزب كاديما من نفسه. ضرورة التنسيق مع واشنطن في العملية السياسية هي محك لمراهنة نتنياهو وادعاءه بانه وطني وسياسي ومؤرخ.

هو كما نعلم يعتقد بان الذرة الايرانية تهدد وجود اسرائيل، محمود احمدي نجاد هو هتلر والعام هو عام 1938. معنى ذلك ان الوقت سانح لتشرشل الذي انضم لحكومة بريطانيا من دون شروط مع اندلاع الحرب العالمية.

ضمن المفاهيم المحلية، على نتنياهو ان يختار بين خطين: خط دافيد بن غوريون او خط ايتمار بن غابير. بن غورون السياسي والامني وكذلك من خدم لفترة ما في ظل موشيه شاريت، الى ان عاد لرئاسة الوزراء. ان كان نتنياهو يعرف كيف يفعل ولا يكتفي بالكلام فقط، سيطلب لنفسه حقيبة الدفاع في حكومة كاديما – الليكود – العمل، برئاسة لفني ومع حقيبة الخارجية او المالية لايهود باراك. ايران التي تسير على طريق الذرة ليست بانتظار قرارات نتنياهو.