تقرير مزارع من غزة ينجح في استخلاص سماد طبيعي 100%

الساعة 07:46 م|18 فبراير 2020

فلسطين اليوم

لم يستسلم المزارع الأربعيني صالح الأسطل لغلاء أسعار الأسمدة المستوردة من الخارج، لا سيما في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، الأمر الذي قد ينهي أزمة مئات المزارعين والاستغناء الكامل عن الأسمدة الصناعية.

ومن داخل دفيئته الزراعية يقوم المزارع الأسطل بتقليب المخلفات النباتية داخل أحواض مخصصة لذلك، وأحواض بلاستيكية أخرى لا تتعدى مساحتها الـ 80 مترا، مستغرقة منه ساعات طويلة للتأكد من عملية استخلاص السماد الطبيعي بشكل سليم. 

ويسعى المزارع الأسطل من خلال مشروعه الخاص الذي يقيمه في أرضه شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، للتخلص من مخلفات المحاصيل الزراعية، وإعادة تدويرها من خلال عمليات معينة، لتخرج للمزارع على شكل سائل خاص في تسميد المزروعات.

وعن فكرة مشروعه الخاص، يقول لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إنه تم دعمه من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد موافقتها على تمويل مشروعه بمبلغ (5000 دولار)، لافتا أن فكرته انبثقت خلال مشاهدته للمخلفات الزراعية الملقاة في الشوارع، وبسبب المواطنون الذين يقدمون شكاوى جراء الرائحة الكريهة التي تصدر منها.

ومن خلال تجارب أصدقائه المزارعين، والتعلم الذاتي عبر الانترنت، تمكّن الأسطل من وضع خطة لمشروع انتاج السماد، بإنشاء وحدات إنتاجية مكونة من حوض مصنوع من الاسمنت وأخر بلاستيكي، وكلٌ منهما له مهمة في عملية الاعداد لتجميع وتخمير المخلفات.

ويشير إلى أن مخلفات الحيوانات "الروث" والمزارع تدخل في مراحل إعداد السماد، وينتظر الأسطل في نهاية مواسم قطف المحاصيل الزراعية المتنوعة في المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، للحصول على مخلفاتها وتجميعها والبدء في مراحل إعداد السماد الطبيعي.

وحول عملية تحضير السائل العضوي، يقول: "يتم تقطيع المخلفات الزراعية في ماكينة خاصة تم تصميمها بواسطة مهندسين، ثم يتم تغطيتها بمخلفات زراعية أخرى غير مقطعة، بعدها تقلب من الأعلى إلى الأسفل أسبوعيًا.

ويبيّن أن السائل العضوي يمكن استخدامه لجميع أنواع المحاصيل المثمرة وليس له أي أضرار على النباتات، ويكفي اللتر الواحد منه لتغطية مساحة 3 دونمات بعد خلطه ب (10 لتر) من الماء، مؤكدًا في الوقت أن يمكن للمزارع أن يستغني عن السماد الصناعي بشكل كامل، وفق الأسطل.

ولجأ المزارعون في قطاع غزة، إلى طرق بديلة عن الأسمدة الصناعية، لا سيما مع ارتفاع أسعارها وعدم قدرة المزارع على شرائها، وانهيار القطاع الزراعي جراء الحروب الثلاثة التي فتكت بالمزارعين، وإغلاق المعابر، ناهيك عن الحصار المفروض على غزة منذ ما يزيد عن 13 عامًا.

ويطمح الأسطل، أن تتبنى الجهات الحكومية المختصة فكرة مشروع إنتاج السماد الطبيعي، وإنشاء معامل على مستوى قطاع غزة، للنهوض مجددًا بالقطاع الزراعي، مؤكدًا أنه سيوفر على المزارعين مبالغ كبيرة ويعود بالنفع الاقتصادي على المواطن والمزارع.

ولم يكن هذا المشروع الأول للمزارع الأسطل، فقد نجح في استخلاص سماد طبيعي المعروف باسم "الكمبوست" الذي يمكن الحصول عليه من تخمير البقايا العضوية النباتية كالتبن والحطب، إضافة إلى المخلفات الحيوانية.

ووفق التقارير الزراعية عام 2019، تفيد بأن قطاع غزة يستهلك نحو (12 ألف طن) من الأسمدة الزراعية، بينها(3500) طن من الأسمدة الكيماوية، فيما يتم يستخدم البقية أسمدة عضوية طبيعية من مخلفات الدجاج والمواشي.

ويعاني القطاع الزراعي في غزة من مشكلات عدة منها: مُشكلة مياه الري وملوحتها، إلى جانب تقلّص المساحات الزراعية نتيجة التوسع العمراني، وحظر الاحتلال للمزارعين من الوصول لأراضيهم الزراعية، إضافة لتردي الأوضاع الاقتصادية والافراط في استخدام الأسمدة المحرمة دولياً، ومنع التصدير جراء إغلاق المعابر.

مزارع من غزة ينجح في استخلاص سماد طبيعي 100% (1)
مزارع من غزة ينجح في استخلاص سماد طبيعي 100% (9)
مزارع من غزة ينجح في استخلاص سماد طبيعي 100% (8)
مزارع من غزة ينجح في استخلاص سماد طبيعي 100% (7)
مزارع من غزة ينجح في استخلاص سماد طبيعي 100% (6)
مزارع من غزة ينجح في استخلاص سماد طبيعي 100% (5)
مزارع من غزة ينجح في استخلاص سماد طبيعي 100% (4)
مزارع من غزة ينجح في استخلاص سماد طبيعي 100% (2)
 

كلمات دلالية