تقرير لماذا يقبل فتية صغار على الانتحار في قطاع غزة..؟

الساعة 01:27 م|18 فبراير 2020

فلسطين اليوم

حالةٌ أخرى من الانتحار لفتىً مازال عمره 17 عاماً من سكان المغازي وسط قطاع غزة، تضاف لسجل حالات الانتحار التي باتت تتصدر حديث المواطنين الذين يرفضون انتهاك أي روح بغير حق.

ويعيش قطاع غزة ظروفاً اقتصادية ومعيشية صعبة نتيجة للحصار الخانق الذي يفرضه القاصي والداني على المواطنين في القطاع، يرى البعض أنها قد تكون أسباب لمحاولات العديد للانتحار، إلى أن أكثر الحالات باتت صغيرة في السن، أي ليس لديها مسؤوليات على عاتقها لكي تجبرها على الاقدام على الانتحار.

الانتحار بين صغار السن يضع العديد من التساؤلات حول الدوافع والأسباب وكيفية علاج الأمر، والمسؤولية التي تقع على الجميع.   

صمت المراهقين

فقد أقرت الأخصائية النفسية سمر قويدر، أن المراهقين في هذه الأعمار ليس لديهم ثبات في الانفعال أو التفكير، فلا يستطيع التعبير عن مشاعره واحتياجاته التي غالباً ماتكون غير واضحة في هذا السن.

وبينت قويدر في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأهل لا يكون لديهم فهم واضح مع أبنائهم في هذا السن تحديداً، لذا يشعر المراهق أنه غريب عن مجتمعه، حتى أنه من الممكن أن تحدث صدامات بين الطفل وأهله في سنة المراهقة، حيث أن هذه الفترة هي أكثر الفترات التي يحتاج فيها المراهق للقرب والاهتمام وتقدير الاحتياجات.

ولفتت إلى أن بعض المراهقين يعانون من ظروف معيشية صعبة أدى به للانتحار للتخلص من حياته، خاصةً في سن من (15-18) حيث يعاني الضغوط النفسية والاضطراب ولا يجد احتياجاته ويشعر أنه غريب.

ونصحت قويدر، الأهل بضرورة القرب من أبنائها في مرحلة المراهقة ومحاولة إصلاح أي مشكلة أو أزمة عائلية قد تؤثر على الأبناء، حيث يعاني المراهقون من ضيق النفس بسبب هذه المشكلات والتي ليست من الضرورة أن تكون مادية.

ونبهت إلى أن المراهقين غالباً لا يفصحون عما يجول بخاطرهم، أو الضغوطات التي يتعرضون لها، ويعانون من الصمت، لذا من الأهمية أن تكون البيئة التي يعيش فيها المراهق مستقرة .

عوامل الانتحار تجتمع في قطاع غزة

أما الأخصائية النفسية والاجتماعية نادية أبو سرية، فأوضحت أن الانتحار موجود لدى من يعاني من الاكتئاب، بحيث بات يشعر أنه ليس له أهمية في حياة من حوله، وأن الحياة ضيقة بالنسبة له، خاصةً من يتعرض لمضايقات اجتماعية والتنمر خاصة سن المراهقة التي يتعرض للانتقاد دائماً.

ونبهت أبو سرية في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى خطورة المشاهدات التلفزيونية والألعاب الالكترونية، خاصةً لعبة "الببجي" المنتشرة بين جيل المراهقين والشباب والتي تحرضه اللاعب على القتل، فتسيطر عقلياً على من يمارسها، فتعطيه معلومات وتأمره بالقيام بعدة مهام الأمر الذي يجعله متعلقاً بها، وتنفيذ أي أمر لها، فتقوم ببرمجة عقل الشخص.

أما الأسباب الاجتماعية فهي للإناث أكثر منها للشباب، ولكن محاولات الانتحار للفتيات لا تكون جدية، بل تضع الفتاة خط رجعة ويكون عندها رهبة عند محاولتها الانتحار.

وعن علاقة الوازع الديني بالانتحار لدى الأطفال، قالت أبو سرية:" المريض المضطرب من الناحية النفسية ليس له علاقة بالوازع الديني، فالبعض حاول الانتحار رغم أنه يعي أنه حرام شرعاً، ولكن يعود السبب كون لديه أفكار مشوشة.

وبينت أبو سرية أن قطاع غزة تجتمع فيه العوامل التي تساعد على الانتحار من بينها الوضع الاقتصادي السيء سواء كان للأعزب الذي لا يستطع تكوين عائلة بسبب الظروف الاقتصادية كمثال أو المتزوج الذي يعجز عن توفير قوت يومه، مستدركةً:" لكن الأمر هنا يعود للوازع الديني".

ونصحت أبو سرية الأهل ممن لديها مريض بالاكتئاب المشخص، والتي تعي عائلته أنه مريض أن تنتبه له فأي كلمه منه لها علاقة بحياته يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار بشكل جدي، حتى لو كانت عبارة بسيطة، وأن تكون حذرة من عباراته وكلماته، لافتةً إلى حالة كانت قد أقدمت على الانتحار بعد أن كتبت بوستاً عبر "الفيس بوك" مفادها:" الحياة لا طعم لها".

أما محاولات البعض في الانتحار، فأوضحت أنها تهدف لاستعطاف الآخرين والحكومة، وهي محاولة غير جدية، منوهةً إلى أن هذه الأفكار تساعد في زيادة معدلات محاولة الانتحار، التي تكون ورائها المراوغة.  

 

كلمات دلالية