فتت الحس الوطني

حنا عيسى: التطبيع لا يخدم الامن العربي ونحتاج أساليب ورؤى نضالية جديدة

الساعة 11:18 م|17 فبراير 2020

فلسطين اليوم

أكد الدكتور حنا عيسى أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يخدم الأمن العربي مطلقًا من الأطماع والأهداف التوسعية للحركة الصهيونية في منطقة الشرق الاوسط.

وأوضح د. عيسى في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، بأن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يكون الطاغية في جميع المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط لإخضاع الجميع ونهب خيرات العرب من وراء الاستمرار في التطبيع مع الدول العربية والاسلامية.

وشدد على أن انزلاق الحكام العرب في التطبيع مع "إسرائيل" يؤدي إلى الإطاحة بالوحدة العربية وقضايا التحرر الوطني وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتفتيت الحس الوطني لدى الشعوب العربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.

وأشار د. عيسى إلى أن المخطط التوسعي للحركة الصهيونية مرسوم مسبقًا منذ مؤتمر هنري كامبل عام (1905 – 1907)، مرورًا باتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ووعد بلفور 1917 حتى الوصول إلى تنفيذ ترامب صفقة القرن عام 2017 بالإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيلي.

ولفت إلى أن كل ما ذكر مسبقًا يأتي في اطار مبرمج عبر التاريخ لما ترسمه الحركة الصهيونية للاستيلاء على خيرات الوطن العربي واستثمارها لمصالحها الامبريالية التوسعية وتقسيم الوطن العربي واعادة الجغرافية فيه بما يخدم المصلحة الامبريالية الاسرائيلية.

 

الوضع العربي في أسوأ أحواله

ويرى د. حنا عيسى بأن العلاقة بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي يجب أن تكون في اطار القانون الدولي وقراراته بدءًا من قرار التقسيم عام 1947 وما لحقها من مبادرات واتفاقيات أهمها المبادرة العربية عام 2002 التي وضعت خطوط واضحة لإيجاد الحق الفلسطيني ومن ثم اقامة العلاقات مع اسرائيل وفقًا لرؤيته..

واستدرك الدكتور عيسى بالقول: "الأوضاع في الوطن العربي تسوء بشكل كبير جدًا، فقد تمكنت أمريكا من شراء المعارضة والحكام في آن واحد وتضربهم في بعضهم البعض فيما يسمى بالدبلوماسية التحويلية، وكل ذلك يأتي لمصلحة ربيبتها "إسرائيل" التي تهدف لتمرير مشروعها التوسعي.

وبين أن ما تشهده الدول العربية اليوم حوَّل قضية فلسطين من قضية الوطن العربي الأولى إلى قضية هامشية تأخذ القسط القليل من الاهتمام في وسائل الاعلام العربية التي تسيطر عليها المسلسلات والأفلام المدبلجة والأجنبية.

وأشار إلى أن الحس العربي القومي تفتت نتيجة الفقر والحروب التي أدت إلى تقسيم الدول العربية ونهب خيراتها، معتقدًا بأن الشعوب العربية لا تستطيع التظاهر بسبب غياب حركات التحرر العربي اليسارية وغياب الرؤية العربية الموحدة ضد المشروع الصهيوني.

تحقيق الانجاز يتطلق أمرًا واحدًا

وحول الموقف الفلسطيني من صفقة القرن قال د. حنا عيسى: "اسرائيل بدأت تطبق فعليًا صفقة القرن على أرض الواقع منذ توقيع اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين عام (1993 – 1995) حتى اللحظة".

وأضاف: "تمكنت إسرائيل منذ أوسلو حتى اليوم من السيطرة على القدس واعتبارها عاصمة أبدية لها، وتوسيع الاستيطاني في جميع أرجاء الضفة الغربية المحتلة إضافة إلى سيطرتها الكاملة على الحدود والمياه وعدم عودة اللاجئين واضعاف الوضع الفلسطيني الداخلي منذ 2005.

وأشار إلى أن إسرائيل اليوم وبعد الاعلان الرسمي عن صفقة القرن فهي في أوج نشاطها للتحرك على جميع المستويات لتثبيت نفسها على ارض الواقع حتى لا يجد الفلسطيني أي شيء ليقوم بالتفاوض عليه.

وفيما يتعلق بالمطلوب فلسطينيًا وفقًا للدكتور حنا عيسى لمواجهة صفقة القرن أكد بأن المطلوب لتحقيق أي انجاز أو صمود لنا هو إعادة اللحمة لشعبنا الفلسطيني من خلال برنامج سياسي متفق عليه بين كافة القوى الوطنية والاسلامية وتبنيه من الدول العربية والاسلامية كافة للضغط على أمريكا بأساليب نضالية جديدة وعقلية جديدة وبأسلوب جديدة.

وأشار إلى أن الأساليب النضالية الجديدة تحتاج إلى رؤى وفكر وتغير في الوضع الفلسطيني الذي يرثى له، مؤكدًا بأن شعبنا وشعوب المنطقة العربية والاسلامية تمر بمرحلة عصيبة جدًا ونحتاج إلى أن نفكر بوجودنا حتى أن نفكر بالاستمرار على ارضنا.

كلمات دلالية