ماذا تخفي تصريحات نتنياهو الخادعة حيال الحرب والتهدئة؟!

الساعة 06:45 م|16 فبراير 2020

فلسطين اليوم

تباينات أراء محللين سياسيين وأخر عسكري حول تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "تفضيله التهدئة على العمل العسكري ضد قطاع غزة"، فمنهم من عبر عن خشيته من خدعة الحرب الماكرة ومنهم من رأى بأنه تصريح عام ليس جديد ويدلل على رغبة حقيقية من نتنياهو بالهدوء في هذا الوقت بالذات لأسباب مختلفة.

فيما اتفق جميع المحللين على دعوة المقاومين سواء في قطاع غزة أو خارج القطاع لأخذ الحيطة والحذر الشديدين كون الحرب خدعة في قاموس العسكريين وخاصة لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي..

وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو أكد، بأن جيش الاحتلال مستعد تمامًا لكل الخيارات المتاحة لوقف الخطر القادم من قطاع غزة بما في ذلك العمل العسكري.

وقال نتنياهو خلال اجتماع مع رؤساء التجمعات الاستيطانية في غلاف غزة اليوم الأحد: "نستعد لكل الخيارات، بما في ذلك العمل العسكري، رغم اننا نفضل التهدئة على العمل العسكري" كما يزعم.

الحرب خدعة

الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، يرى بأن تصريح نتنياهو بـ "تفضيل الهدوء على العمل العسكري" خادع وماكر، ولا يمكن الاعتماد عليه مطلقًا، خاصة وأن لنتنياهو تصريحات تتناقض معه تمامًا.

ويعتقد الشرقاوي في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، بأن نتنياهو يحاول أن يخدع المقاومة بشكل عام ليس في قطاع غزة بالتحديد بل أيضًا في لبنان، وتصريحاته السابقة بأن هناك مفاجأة كبيرة قبل الانتخابات دليل على أن تصريحاته تعتمد على تمرير الخدعة ضد المقاومة.

وتوقع الشرقاوي أن تصريح نتنياهو موجه إلى لبنان وليس لغزة، مستندًا إلى المثل العربي الذي يقول: "الحكي الك يا جارة واسمعي يا كنة"، معبرًا عن خشيته من اندلاع حرب كبيرة بين المقاومة اللبنانية متمثلة بحزب الله و"إسرائيل".

كما يرى الشرقاوي بأن العملية العسكرية ضد قطاع غزة تحصيل حاصل بهدف نزع سلاح المقاومة، وهي تحاول أن توجه سهامها جنوب لبنان.

لن يلطخ صفعته الجديدة البيضاء

من جهته يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عبد الرحمن شهاب بأن تصريح نتنياهو ليس جديد فهو يستعد للحرب منذ احتلال فلسطين عام 1948 أما فيما يتعلق بتفضيل الهدوء على الحرب فهذ دليل على أن نتنياهو لن يخوض أي معركة زائدة قد تلطخ انجازه الكبير بإعلان "صفقة القرن".

وقال شهاب لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "نتنياهو اليوم في علو كبير، جميع الإسرائيليون لن يُنكروا ما حققه من انجاز كبير في إعلان "صفقة القرن" مع ترامب وهذا الانجاز يحتاج إلى المحافظة عليه إلى ما بعد الانتخابات المقبلة".

وأضاف: "صفحة نتنياهو بعد الصفقة ناصعة بالإنجازات في نظر الاسرائيليين وأي معركة عسكرية مع المقاومة سواء في غزة أو غيرها توقع خسائر بشرية في المستوطنين الإسرائيليين فإن صفحة نتنياهو ستتلوث بالخيبات وتعيد الذاكرة إلى الاخفاق الكبير في مواجهة المقاومة بغزة والانهاء من خطورتها على مستوطني غلاف غزة".

ويعتقد شهاب بأن أي معركة ستكلف نتنياهو الكثير والكثير جدًا خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية الثالثة، المقرر انطلاقها بعد أسابيع عدة، لذلك أتوقع بأن نتنياهو سيلتزم الهدوء هذه المرة وسيكتفي بصفقة القرن التي رفعت أسهمه عاليًا.

يقرأ من 3 زوايا

من جهته يرى الكاتب السياسي د. ثابت العمور بأن تصريحات نتنياهو تقرأ من ثلاثة زوايا، أولها أن التصريحات تأتي في سياق الخدعة وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث بها ذلك ففي حرب 2008-2009 حدثت خدعة التصريحات، كما حدثت في حرب 2012 و حرب2014 وقبل أقل من عام عندما اغتالت اسرائيل قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الشهيد بهاء أبو العطا (10/11/2019).

وأشار العمور في تصريح لفلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن التصريحات جزء لا يتجزأ من الخديعة بهدف دفع المقاومة للتراخي، مؤكدًا بأن المقاومة مستيقظة وتدرك ذلك جيدًا في هذه المرحلة بالذات.

أما الزاويتين الثانية والثالثة التي يعتقد الكاتب العمور قد تمنعان نتنياهو من شن اعتداء أو معركة على غزة هما، الثانية: "أن نتنياهو يملك مشاريع تطبيعية مع الدول العربية ويريد لهذه المشاريع أن تتم بهدوء وبدون أي معيقات أو تأخير"، لافتًا إلى أن الاعتداء على غزة وقتل الاطفال قد يتسبب بتراجع بعض الدول التي ترغب بالتطبيع.

أما الزاوية الثالثة التي يقرأ منها التصريح وفقًا للعمور، أن نتنياهو يخشى ما في جعبة المقاومة في قطاع غزة، ففي حال شن حرب على القطاع قبل موعد الانتخابات بأيام فهو لا يملك قدرة على انهائها قبل لحظات من الانتخابات وبهذا يسجل هزيمة ساحقة أمام منافسيه.

وتوقع الكاتب العمور أمام هذه الرؤية بأن تكون التهدئة سبيلًا لنتنياهو أولًا لتمرير غايته بتنفيذ مشاريعه التطبيعية مع العرب وثانيًا بتمرير الانتخابات في ظل ما حققه من انجازات على مستوى "صفقة القرن".

كلمات دلالية