خبر أردوغان: مخطئ من يقول إن أنقرة مع حماس وضد إسرائيل

الساعة 08:02 ص|15 فبراير 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن انتقاد تركيا الشديد للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة حماس لن ينهي دورها كوسيط للسلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأدت العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة التي انتهت بوقف لإطلاق النار يوم 18 يناير (كانون الثاني) إلى صدور احتجاجات من قبل تركيا، حليفة إسرائيل، بلغت ذروتها في مشادة كلامية بين أردوغان والرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا مؤخرا، وانسحاب الرئيس التركي من حلقة النقاش.

وقال أردوغان في مقابلة مع «رويترز» وصحيفتين تركيتين، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت الثلاثاء الماضي وأظهرت تحقيق أحزاب اليمين مكاسب، «رسمت صورة قاتمة جدا» للمستقبل.

وتتبنى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي موقفا خاصا في المنطقة، بسبب علاقاتها الوثيقة بإسرائيل والدول العربية وكذلك واشنطن. ويقول دبلوماسيون ومحللون إن ضررا قصير المدى لحق بدور تركيا كوسيط للسلام في الشرق الأوسط، خاصة كمفاوض محايد بين إسرائيل وسورية، بسبب انتقاد أردوغان اللاذع لإسرائيل ودفاعه عن حماس.

وأضاف أردوغان، في التصريحات التي أدلى بها على متن طائرته عائدا إلى أنقرة بعد رحلة في إطار حملة انتخابية في مدينة سيفاس التركية، «لا أفكر بهذه الطريقة.. تركيا دولة قوية لها موقف دولي مميز».

واستطرد «لسنا من أراد هذا الدور التفاوضي. أرادت كل من سورية وإسرائيل أن تلعب تركيا دور الوسيط في المفاوضات بينهما، ولهذا السبب شاركنا فيها. وحدث الشيء نفسه في المحادثات بين باكستان وإسرائيل». وأضاف أن منتقدي بلاده يسيئون فهم السياسة الخارجية التركية، إذا اعتقدوا أن الحكومة التركية تقف إلى جانب حماس أو ضد إسرائيل. وقال إن تركيا تريد السلام في المنطقة وتدافع عن الضعفاء وهم، في هذه الحالة، المدنيون في غزة.

وأشار أردوغان إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، ذا الجذور الإسلامية، أعاد نفوذ تركيا في العالم، ومن الطبيعي أن تستخدم تركيا قوتها الجديدة في حل الأزمات من منطقة القوقاز إلى الشرق الأوسط. وقوبل أردوغان استقبال الأبطال عند عودته إلى تركيا قادما من دافوس، كما أكسبه موقفه الثناء في العالم العربي. وقال أردوغان إن إسرائيل «تعرف جيدا كيف تقتل» لكنه أثار دهشة الدبلوماسيين الغربيين الذين تساءلوا عما إذا كانت تركيا بدأت في الابتعاد عن الغرب. وحث أردوغان الحكومة الإسرائيلية المقبلة على النظر في الطريقة التي تنفذ بها سياساتها وأفعالها تجاه الفلسطينيين، وعلى رفع الحصار عن الفلسطينيين. وقال إن نهج إسرائيل الصارم مع الفلسطينيين فشل.

ويقول محللون إن إسرائيل تعاني من حالة انقسام، مثلما هو الحال بين الفلسطينيين، وأن فرص تحقيق السلام بين الجانبين أصبحت أقل من أي وقت مضى. وأشار أردوغان إلى نتيجة الانتخابات الإسرائيلية وقال «للأسف رأينا أن الإسرائيليين صوتوا لصالح هذه الأحزاب (اليمينية)، ويجعلني هذا حزينا بعض الشيء.. للأسف رسمت الانتخابات صورة قاتمة جدا».

وأضاف «يجب رفع الحصار مع التهدئة. يجب أن يطلق سراح الشعب الفلسطيني من هذا السجن في الهواء الطلق الذي يعيشون فيه حاليا. هذا الأمر ضد حقوق الإنسان».

ومن المتوقع أن يحث أردوغان الرئيس الأميركي باراك أوباما، في اتصال هاتفي متوقع قريبا، على اتخاذ نهج مختلف تجاه الشرق الأوسط، عما كانت تتخذه إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وقال «أتوقع أن يكون الرئيس أوباما صوت من لا صوت له وحامي من لا حماية له». ودافع أردوغان مجددا عن انتقاده للسلطات الإسرائيلية. وقال «يجب أن نفرق بين أمرين وهما الشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية. أقول الأمر نفسه لشعبي. أعتبر معاداة السامية جريمة ضد الإنسانية». وأضاف «قلت أيضا إن في الوقت الذي تعتبر فيه معاداة السامية جريمة ضد الإنسانية فإن الخوف المرضي من الإسلام جريمة أيضا ضد الإنسانية. قلت إن الشعب اليهودي يجب أن يلعب دورا في محاربة هذا النوع من الإجحاف».