اختراق هواتف جنود إسرائيليين..

حرب الأدمغة بين المقاومة والاحتلال تستعر

الساعة 05:09 م|16 فبراير 2020

فلسطين اليوم

ليست المرة الأولى التي يكشف جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، عن تعرض هواتف جنود وضباط إسرائيليين للاختراق الأمني، إذ أعلنت وسائل إعلام عبرية اليوم، عن تَمكن الأجهزة الأمنية التابعة للمقاومة الفلسطينية من اختراق هواتف جنود جيش الاحتلال، والتجسس عليهم، الأمر الذي وضع المنظومة الأمنية الإسرائيلية في مأزقٍ كبير.

أجهزة المقاومة الأمنية أخذت منحى التطور التكنولوجي والأمن التقني، في مواجهة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في إطار خضم الحرب الدائرة المعروفة بـ"حرب الأدمغة" التي لا تقل أهمية عن العدوان العسكري، من خلال خداع القوات الإسرائيلية عبر تنصيب تطبيقات إلكترونية على هواتفهم الذكية تسمح بالتنصت عليهم ومعرفة أدق تفاصيلهم الحياتية والأمنية.

ولطالما كان جيش الاحتلال يتبجح في تصريحاته الإعلامية عن فعالية وقوة منظومته الأمنية على المستوى العالمي بإحباط العمليات الهجومية التي تنفذها حركات المقاومة، جاءت أجهزة المقاومة الفلسطينية بإمكاناتها المتواضعة لتسجل أمام اعتدى الجيوش بطشًا وتدميرًا، انتصارًا حقيقيًا عبر اختراق أمنه، وزعزعته.   

هيئة البث الإسرائيلية "كان"، ذكرت في تقريرًا لها اليوم، أنّه على مدار عدة أشهر تمكنت حركة "حماس" من إدخال 3 تطبيقات للهواتف الخلوية للجنود والضباط "الإسرائيليين"، تعمل على نقل معلومات، منها المكان، تشغيل الكاميرا، وتشغيل التسجيل في الهاتف الخلوي، فيما تم إدخالها عبر مكالمات بواسطة شبكات التواصل، بعد انتحال أسماء وهمية.

معارك متبادلة

من جانبه، يرى الخبير الأمني محمود العجرمي، إنّ تمكن المقاومة الفلسطينية من اختراق مئات الهواتف لجنود جيش الاحتلال، ليس بجديد، وإنّما يأتي ضمن حقول المعارك المتبادلة في صراح الأدمغة بين حركات المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، منذُ احتلال فلسطين عام 1948.

وذكر العجرمي في اتصال هاتفي مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنّ المقاومة نجحت في قرصنة العديد من الحسابات والموقع الرسمية لمؤسسات وجنود الاحتلال خلال السنوات الماضية، بينها اخراق حساب وزير وزارة الحرب الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنّها حصلت على معلومات هامة، يمكنها من استخدم تلك المعلومات كتكتيك أمني وعسكري في معاركها المقبلة مع العدو، لإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف جيشه.

وقال،:"إنّ استخدام المقاومة سلاح التقنيات لاختراق هواتف جنود الاحتلال، جاء ردًا على محاولة العدو قرصنة مجموعات لحماس على منصتي (الواتساب) و(تلغرام)، أمس"، مضيفًا أنّ المقاومة وزارة الداخلية بغزة تتابعان مجريات الأحداث عن كثب، وتعملان بيقظة في حقل جديد المعروف عالميًا بـ"السايبر" لكشف مخططات الاحتلال، وإحباطها.

وأوضح الخبير الأمني، أنّ المقاومة أثبتت نجاعتها في سلاح (السايبر)، عبر اختراق هواتف جنود الاحتلال العاملين في أماكن هامة وحساسة في مفاصل كيان الاحتلال، منها، اختراق بيانات الدفاعات الصاروخية (القبة الحديدية)، الذي مكنّ المقاومة من تحقيق معظم إصابة صواريخها بدقة دون اعتراضها، خلال الجولات الفائتة.

وبينّ، أنّ سلاح المقاومة في غزة يتعاظم من الناحية اللوجستية والعسكرية، إذ نجحت في اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية المتآكلة من خلف خطوط العدو، سواء كان برًا أبو بحرًا أو جوًا، ملفتًا إلى انّها تثبت نجاحها في عالم التقنيات الحديثة في قرصنة مواقع وحسابات جيش الاحتلال، منها الرسمية او شبكات التواصل الاجتماعي.

وأشار، إلى أنّ الأجهزة الأمنية للمقاومة الفلسطينية نجحت في الوصول إلى تلك الثغرات الفنية والإلكترونية، من خلال استدراج جنود العدو للدخول معها، دون إشعارهم بذلك، ومعرفة معلومات أمنية وعسكرية عن تموضع انتشارهم وطبيعة سلاحهم وإمكاناتهم، خاصة أنّ هؤلاء يعملون في مواقع وأماكن ونقاط جدًا حساسة، ملفتًا إلى أنّ تلك المعلومات تُضاف إلى ذخر بنك الأهداف للمقاومة في خوض المعارك المقبلة.

واستدل عريقات، على ذلك قدرة المقاومة بقرصنة هواتف القوة الخاصة الإسرائيلية التي تسللت إلى شرقي خانيونس عام 2018، وحصولها على جميع المعلومات الخاصة بالقوة، وكشفها أمام العالم بأسرة، وهو ما جعل المنظومة الأمنية الإسرائيلية في حيّرة من كيفية تمكن المقاومة من الحصول على تلك المعلومات الحساسة.

موقع "i24" الإسرائيلي، تطرق على موضع الاختراق، وذكر، أن الطريقة المتبعة للاختراق هي انتحال المقاومة شخصيات حسناوات لجر الجنود الى علاقات افتراضية واستخلاص المعلومات منهم، إضافة إلى أنّها كانت تطلب من الجنود بعد دردشات عادية قصيرة، تثبيت برمجية تحتوي فيروس يعمل في الخلفية وينقل المعلومات إلى خوادم الانترنت التابعة لحماس.

شكل مفصل 

من جهته، يرى الخبير الأمني محمد أبو هربيد، إنّ قدرة المقاومة في استخدام الأمن الرقمي ونجاحها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، شكل مفصلاً هامًا في إدارة ساحات المعارك معه، الأمر الذي وضع البنية الأمنية الإسرائيلية في توجس عدم الاستقرار.

ويعتقد أبو هربيد في اتصالٍ هاتفي مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنّ كشف الاحتلال عن اختراق هواتف جنوده، يأتي في سياقين، السياق الأول، تبرير هجومه على بعض مواقع المقاومة الفلسطينية في غزة، والأخر توعية قواته والبيئة الداخلية من تداعيات وخطر الاختراق في الحصول على معلومات هامة وحساسة عن أمنه، قد تستخدمها المقاومة في المعارك والجولات المقبلة.

وأوضح، أنّ شبكة الانترنت أصبحت ساحة أساسية من ساحات المواجه مع العدو الصهيوني، وأنّ نجاح المقاومة في أنشطة اختراق هواتف القوات الإسرائيلية مؤخرًا يُسجل لصالحها، خاصة في مجال السايبر التقني الجديد.

وبينّ الخبير الأمني، أنّ سياق نجاح المقاومة يأتي في كيفية قدرتها على اختراق عقول الجنود، وإقناعهم في الضغط على روابط التطبيقات المرسلة على هواتفهم النقالة وتحمليها، ليتم بعدها قرصنة بياناتهم وتقب اتصالاتهم وتنقلهم بين المدن المحتلة والأماكن العسكرية الهامة.

ولفت، إلى أنّ المقاومة تمكنت من هزّ مكانة وسمعة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، التي منحت صورة وردية لها أمام جيشها والعالم، مشيرًا إلى أن محاولات المستمرة من رجال المقاومة في اختراق مواقع وحسابات جنود الاحتلال يخالف رواية العدو التي تسعى لتصنع صورة القوي والبطل في المجال الأمني والتقني.

وكانت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس"، قد أعلنت أمس السبت، عن اختراق المجموعات الخاصة بها على تطبيق "واتساب"، جاء ذلك بعد إعلان موقع المجد الأمني اختراق المجموعة الخاصة به على تطبيق "تليغرام".

وتخوض المقاومة الفلسطينية حربًا ضروسًا مع قوات الاحتلال في العديد من المجالات، في إطار الاستعدادات الميدانية والتكتيكية للتصدي لمخططاته، فيما تُجني الأجهزة الأمنية الفلسطينية ثمارها، في مجال الأمن التقني و(السايبر)، سواء في توعية جمهورها من محاولات الاختراق الإسرائيلي، أو اختراق هواتف مواقع وحسابات إسرائيلية حساسة، مكنها من ذخر المزيد من المعلومات، القادرة على زعزعة أمن الاحتلال.

كلمات دلالية