لقاء تطبيعي كبير مع الإسرائيليين

بالصور شعار قطع العلاقة مع "إسرائيل".. "ضحك على الذقون"!

الساعة 01:48 ص|16 فبراير 2020

فلسطين اليوم

صدعتْ السلطة الفلسطينية وقياداتها ومنظمة التحرير وهيئاتها رؤوس الشعب الفلسطيني بالحديث عن قطع كل علاقاتها مع "إسرائيل" بما فيها العلاقات الأمنية، في أعقاب رفض الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتسوية، غير أنَّ الواقع يقول عكس ذلك، إذ أنَّ اللقاءات التطبيعية مع الاحتلال لازالت تمارس تحت وفوق الطاولة.

وشارك عددٌ من رجالات قيادة السلطة يتكون من أشرف العجرمي وزير الأسرى سابقاً وفتحي أبو مغلي وزير الصحة سابقاً وحسين الأعرج رئيس ديوان رئيس السلطة وحمد الله الحمد الله رئيس بلدية عنبتا ومنيف طريش عضو بلدية البيرة وإلياس زنانيري نائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي في مؤتمر ما يسمى (برلمان السلام التطبيعي في تل أبيب).

ولاقى اللقاء التطبيعي مع شخصيات صهيونية من الطراز الرفيع استياء الفصائل الفلسطينية التي اعتبرت أنَّ الحديث عن قطع العلاقات مع الاحتلال ضرباً من ضروب الخداع، كون السلطة ورجالاتها لا زالت تمارسه سواء من خلال سياسة الباب الدوار واعتقال المقاومين، إلى استمرار اللقاءات التطبيعية الاستفزازية.

لقاء مشؤوم

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر حبيب اعتبر أنَّ اللقاء التطبيعي بين رجالات من قيادة السلطة الفلسطينية وشخصيات إسرائيلية بحجة السلام يعطي المسوغ والذريعة للعرب بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الشيخ حبيب في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم": إن مشاركة شخوص من السلطة الفلسطينية وبعض الجهات الأخرى يعطي الذريعة والمسوغ لبعض العرب للتطبيع مع الكيان الغاصب، وإن مثل تلك التطبيع وتلك اللقاءات ما هي إلا نتاج اتفاق أوسلو الذي سوغ للاحتلال الإسرائيلي التواجد على أرضنا.

وأضاف: اللقاءات التطبيعية بين بعض الفلسطينيين والإسرائيليين يعطي الذريعة امام الأنظمة والشخصيات العربية للتطبيع جهاراً مع الاحتلال الإسرائيلي خاصة في منطقة الخليج العربي التي يهرول امرائها وشيوخها تجاه الاحتلال الإسرائيلي.

وشدد حبيب على أنَّ الفلسطيني لأبد أن يكون النموذج والقدوة والمنارة يهتدي إليها العرب والمسلمين تجاه التعاطي مع القضية الفلسطينية، مستغرباً استمرار التطبيع مع الإسرائيليين في ظل فشل مشروع التسوية بشهادة أصحابه من الطرفين الإسرائيليين ومهندسي اتفاق أوسلو من الفلسطينيين.

طعنة في الخاصرة

من جانبها، دانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اللقاء التطبيعي الذي جمع شخصيات فلسطينية بينها قيادات من السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بحجة التواصل والسلام، مشددة على أن اللقاء التطبيعي يشكل طعنة للمواقف الرامية لمواجهة صفقة القرن.

وقالت حركة حماس على لسان الناطق باسمها حازم قاسم "إن لقاء شخصيات فلسطينية مع شخصيات صهيونية في (تل أبيب)، يشكل طعنة لكل المواقف الرافضة لصفقة القرن، وهي تطبيع مستنكر ومرفوض من الكل الوطني الفلسطيني".

وأوضح قاسم في بيان صحفي تلقت "فلسطين اليوم" نسخة عنه أن اللقاءات التطبيعية تشجع بعض الأطراف في المنطقة على التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتضعف حركة التضامن مع قضية شعبنا الفلسطيني.

وأشار إلى انَّ اللقاءات التطبيعية تثبت بما لا يدع مجالاً للشك استمرار السلطة في غرقها بوهم مسار التسوية الذي تسبب في كوارث وطنية، بدلًا من الاستجابة للمطالب الوطنية الداعية إلى تحلل السلطة من الاتفاقات مع الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني.

ضرب في مصداقية السلطة

في السياق، دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مشاركة قيادات فلسطينية رسمية في مؤتمر تطبيعي أقيم في "تل أبيب"، مشددةً على أن اللقاءات التطبيعية تمثل طعنة لأبناء شعبنا الفلسطيني، لاسيما أنها تجري برعاية ومباركة من قبل السلطة.

وطالبت الجبهة الشعبية في بيان صحفي وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه بحل ما تُسمى "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" التي شارك فيها نائب رئيسها والتي يترأسها محمد مدني عضو اللجنة المركزية في فتح.

ورأت الجبهة الشعبية ان المشاركة في اللقاء التطبيعي من قبل شخصيات في السلطة الفلسطينية يبرهن عدم جدية قيادة المنظمة في تنفيذ قرارات الإجماع الوطني بالقطع مع اتفاق أوسلو ووقف كافة أشكال اللقاءات والعلاقات مع الكيان.

وأضافت "إن مشاركة نائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي ووزراء سابقون وموظف كبير في ديوان الرئاسة ومندوبين عن بلديات فلسطينية بالضفة يشير إلى استمرار حالة التهافت والهرولة من قبل القيادة المتنفذة مع الكيان الصهيوني.

وذكرت الجبهة في بيانها المطول أنَّ جميع التصريحات والبيانات والمواقف الصادرة عن السلطة ومسؤوليها بشأن قطع الاتصالات مع الكيان الصهيوني في سياق مواجهة صفقة القرن غير جدّية، هدفها تبريد الصوت الشعبي الفلسطيني المناهض للصفقة الامريكية الصهيونية.

جريمة وطنية

من جانبها، عدّت حركة الأحرار الفلسطينية، مشاركة وفد من قيادة السلطة، في مؤتمر ما يُسمى برلمان السلام التطبيعي في تل أبيب "جريمة وطنية ولا أخلاقية.

وقال الحركة في بيان وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه "إنَّ اللقاء يتنافى كلياً مع ادعاء السلطة برفضها لصفقة القرن"، مضيفة ان اللقاءات التطبيعية تشجع الإدارة الامريكية والاحتلال الإسرائيلي على مواصلة خطواتهم لتنفيذها على أرض الواقع.

ودعت حركة الاحرار الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته وقواه وفصائله لفضح سياسة السلطة اللاوطنية الهابطة والتصدي لها والضغط لإسقاط نهجها الفاسد، مشددةً على أهمية التحلل مما يسمى لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي التي تخدم الاحتلال وتساهم في تبييض صورته السوداء الإجرامية.

tatb
86266325_4358819657493754_8119910009829064704_n
85215308_4358819750827078_608760302233714688_n
85209691_4358819707493749_4519344492146327552_n
85079488_4358819664160420_9976483179134976_n
 

 

كلمات دلالية