مزهر: سلاح المقاومة خط أحمر

القيادي البطش: رفض "صفقة ترامب" لن يبقى في حدود الفعل الجماهيري والأيام ستثبت ذلك

الساعة 07:58 م|11 فبراير 2020

فلسطين اليوم

أكَّد عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي الأستاذ خالد البطش أنَّ الرؤية الأمريكية تفرض على الفلسطينيين المواجهة والمقاومة بكل أشكالها، مشدداً على أنَّ مواجهة الصفقة والتعبير عن رفضها لن يبقى في حدود الفعل الجماهير.

وقال البطش خلال ندوة سياسية بعنوان (صفقة القرن.. التحديات والمواجهة) نظمها مركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية: "الرؤية الأمريكية تفرض على الفلسطينيين المواجهة بكل أشكالها ولا خيار لن غير ذلك، والأمور ستتدحرج رغم أنف دونالد ترامب، وكوشنير، وبنيامين نتنياهو، ونفتالي بينت، ولن يبقى الرد على تلك الصفقة في حدود الفعل الجماهيري والأيام ستثبت ذلك".

وأضاف البطش: على شعبنا أولاً أن يرفع صوته عالياً من أجل رفض صفقة القرن، ومن أجل الإعلان الوطني العارم برفض أي مشروع يستهدف قضيتنا".

وحدد القيادي البطش، ثلاثة مرتكزات أساسية لمواجهة "صفقة القرن" وإنقاذ القضية من التصفية، أولها التحرّك الميداني في الشوارع بالضفة والقدس وغزة والأراضي المحتلة عام 48 وفي الشتات، وتوحيد كل الطاقات والجهود الفلسطينية، تنخرط فيه جميع مكونات شعبنا الفلسطيني، لإشغال العدو الإسرائيلي.

وأشار إلى أن المحدد الثاني يتلخص في البدء فوراً بإجراءات استعادة الوحدة الوطنية، داعياً الرئيس عباس لعقد لقاء عاجل يجمع الأمناء العامين للفصائل والقوى يبحث التحديات الراهنة للقضية الفلسطينية.

وذكر أن المحدد الثالث للخروج من الاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي يتمثل في سحب الاعتراف بدولة الاحتلال وإلغاء اتفاق أوسلو ووقف التنسيق الأمني وتطبيق القرارات الوطنية المتعلقة بوقف اشكال التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسها قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي.

وقال البطش متحدثاً عن الخطوة الثالثة لمواجهة الصفقة:" يجب أن يلتحم العرب مع الفلسطينيين، لأن الزلزال السياسي لصفقة ترامب سيطال المنطقة بأسرها"، داعياً الدول العربية للتنبه من خطورة المشروع الصهيوني وصفقة القرن، قائلاً "إن التهديد الحالي لا يستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل سيؤدي إلى تقسيم الدول التي تقول عن نفسها إنها ذات سيادة، مشدداً على ضرورة أن تطور هذه الدول من مواقفها، وتساند القضية الفلسطينية.

وتابع بالقول: من المفترض أن نواجه التهديد معاً، فلسطينيين وعرب ومسلمين، على الأمة العربية أن تبدأ بخطوات احتجاجية، وأن تغلق سفارات أميركا في بلادها، وتطرد السفراء وتغلق القنصليات وتوقف كل العلاقات التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، وان تأخذ قراراً عربياً موحداً بالإعلان عن إنهاء رفع الحصار عن قطاع غزة وتؤيد الشعب الفلسطيني في مواجهة مشروع تصفية قضيته، وتعزز صمود المقدسيين.

واستهجن البطش مواقف وزراء الخارجية العرب بشأن صفقة القرن، قائلاً: مواقف الدول العربية التي سمعناها مع الأسف الشديد، نقولها وعبر الإعلام ما سمعناه من معظم وزراء الخارجية العرب، لا يعدو كونه تعميم امريكي، تعميم قادم من الخارجية الامريكية وزع على وزراء الخارجية العرب، لا يوجد تفسير غير ذلك.

وأضاف: كل الدول التي تحدثت ينصحوننا بالتريث وان نعيد قراءة المشهد والصفقة وكأنهم يقولون لنا ليس بالإمكان أبدع مما كان وهو غير مقبول فلسطينياً.

سلاح المقاومة خط أحمر

بدوره، شدد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، على أهمية العمل المشترك في مواجهة صفقة القرن، داعياً لتشكيل قيادة وطنية موحدة تدير أدوات مواجهة صفقة القرن لضمان إفشالها.

واعتبر مزهر ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلانه عن صفقة القرن لم يكن ليعلن عن نبتة شيطانية، وإنما أعلن عن استكمال مسار التسوية، معتبرًا أن جاءت لتكلل مسيرة التسوية التي بدأت باتفاقيات أوسلو ومدريد وامتدت لأنابوليس وما تبعها من تنسيق وبروتكولات.

وقال مزهر "إنَّ مجريات وتطبيقات الصفقة ليست حديثة وأما تم الإعلان لاستكمال مشروع السيطرة وتصفية القضية بتواطؤ عربي وخاصة من بعض الدول الخليجية".

وأضاف: "حتى اللحظة لم يتغير شيء على الواقع، هناك حديث وخطابات وتهديدات لكن لا يوجد أي خطوات عملية لمواجهة الصفقة"، متابعاً "كل ما يجري مراهنات لتضييع الوقت إلى حين إجراء الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة لمعرفة إذا ما كان هناك مسار لتسوية جديدة في حينه".

وعن علاقة ملف التهدئة بالصفقة، قال مزهر "إن إسرائيل تحاول تبريد جبهة غزة في محاولة لتقديم تحسينات لها، لكننا نقول إنه لا يمكن فصل غزة عن الضفة والقدس، وهذا التبريد في مهب الريح في ظل محاولات الضم وفي ظل ما يجري في القدس والضفة"، مشدداً على أنه لن يتم السماح للاحتلال بالتطاول على سلاح المقاومة، وأن غزة لن تكون جزءًا من هذه الصفقة.

وجدد تأكيده على أن المواجهة والانتفاضة الشاملة بما فيها الاشتباك المباشر هي الخيار لمواجهة هذه الصفقة، معتبرًا أن الضفة الغربية والقدس هما مركز الصراع لأن الاحتلال يعتبرها أرض الميعاد".

ودعا مزهر الرئيس عباس لعقد الإطار القيادي المؤقت الذي يضم الأمناء العاميين، لبحث ورسم مسار جديد ومجرى جديد يؤسس للوحدة ويعيد بناء المنظمة على أسس وطنية وديمقراطية تعددية بعيداً عن التفرد والاقصاء من أي طرف كان".

صفقة إسرائيلية – أمريكية بأيدٍ عربية

بدوره، أوضح الكاتب والمحلل السياسي سعيد بشارات "أن صفقة القرن موافقة ومنسجمة مع ما يريده الإسرائيليين ومتعكزة على القوة السياسية للإنجيليين الذين يقفون الى جانب إسرائيل في هذا الموضوع وهم من يعمل على تشديد الخناق على الفلسطينيين وخاصة بما يتعلق بالدعم المالي الذي تم حجبه عن السلطة الفلسطينية، وهؤلاء الإنجيليين هم من يعتمد عليها الرئيس ترامب بخصوص العلاقة مع إسرائيل. وبتأكيد فلن يوافقوا على فرض ما لا تريده إسرائيل".

وشدد بشارات في كلمته على أنَّ "خطة القرن" أو "صفقة القرن" ليست خطة ترامب، بل هي خطة نتنياهو، حيث يشير الإعلان الأمريكي وخاصة بعد الاعتراف بهضبة الجولان كمنطقة إسرائيلية، وخاصة توقيته عشية الانتخابات، إلى أن الرجال الذين يعملون الى جانب الرئيس ترامب هم تقريبًا "يعملون" مع نتنياهو مباشرة، وبالتالي فأي اتفاق مستقبلي، أو حل، يجب أن يمر من خلاله_ من خلال نتنياهو.

وقال بشارات "نتنياهو هو من وضع التفاصيل الدقيقة للخطة كما سرب الإعلام عبر رجاله المعروفين في البيت الأبيض وعبر السفير الإسرائيلي في واشنطن كما سنرى لاحقاً, و كذلك السعوديين الذين كشفت مصادر مطلعة على أن محمد بن سلمان ولي عهد السعودية هو من طلب شخصياً من الرئيس الأمريكي ترامب أن يطبق خطته على الأرض دون الإعلان عنها، لأن الإعلان عنها سيسبب مشاكل للحكومات والزعماء العرب، هم بغنى عنها، وهذا ما حدث، وقد صرح كوشنر و جرينبلات أكثر من مرة، بأن الصفقة تقريباً تم تنفيذ جلها دون أي ضجيج ، وأكبر خطوة فيها كانت الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية الى القدس , وليس آخرها الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان".

وأضاف: كذلك على علم بتفاصيل الصفقة أكثر المتضررين منها, الأردن، والتي تبدي معارضة ظاهرية خجولة ،لكنها في واقع الحال تنفذها بحذافيرها مع إسرائيل وخاصة بما يتعلق بالقدس والأماكن المقدسة فيها، وما تقوم به الآن من معالجات داخل اسوار الحرم القدسي هو ترتيبات للإدارة المستقبلية التي سيتم الثبات عليها.

وأشار إلى أن إخراج الحركة الإسلامية من الحرم جاء ضمن الإدارة لهذا الملف وتهيئة الأرضية للحدث الكبير المتمثل بفرض السيادة الإسرائيلية على الحرم وهو ما يسعى اليه اليمين الان، مستدلاً على ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية أن الوزيرة ميري ريجف في حال تم تعيينها وزيرة للأمن الداخلي في حكومة نتنياهو القادمة فستقوم بالسماح لمنظمات جبل الهيكل بذبح القرابين داخل الأقصى وهو نوع من علامات السيطرة و فرض السيادة الإسرائيلية على المكان.

وأوضح بشارات أن صفقة القرن لترامب ستحدد وضعه باعتباره مسيح اليمين الإسرائيلي، فمن المعقول أن نفترض أن إدارة ترامب_ وهذا أمر تعكسه تصريحاتهم_ ستضع اللوم عن فشلها على الفلسطينيين، مما يمهد الطريق لإضفاء الشرعية على الضم.  وسيعلن ترامب أنه إذا رفض الفلسطينيون صفقة القرن، فهم بذلك رفضوا أفضل صفقة يتم تقديمها لهم على الإطلاق.

واختتم حديثه قائلاً: هذا الجنون لم ينفرد به فقط ترامب_ بقصد أو دون قصد_ فمنذ اللحظة الأولى أخذ الجميع يسمي ما سيعرضه ترامب على الفلسطينيين والإسرائيليين "بصفقة القرن". من صحفيين ومعلقين. وبذلك فقد تبنوا العلامة التي اخترعها ترامب، واشتروا مناورته التسويقية النرجسية. وبالتالي فالكل شارك في غسل وعي الجماهير لمدة عامين، كل يوم بهذا المصطلح، "صفقة القرن".

كلمات دلالية