بالصور كتاب وأكاديميون يوصون بإجراءات عملية شاملة لمواجهة "صفقة القرن"

الساعة 03:08 م|11 فبراير 2020

فلسطين اليوم

أوصى كتاب وأكاديميون بضرورة اتباع إجراءات عملية لإحباط جهود تمرير "صفقة القرن" الأمريكية، التي أعلن عن بنودها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في 28 يناير الماضي، وذلك من  خلال التحرر من اتفاقية (أوسلو) وتبعياتها، مع إلغاء دائرة المفاوضات، وإطلاق يدّ الشعب الفلسطيني في مقاومة قوات الاحتلال، وضرورة اتخاد قرارت دولية تصد بنود الصفقة.

وأكد الكتاب، خلال ندوة حوارية نظمها المكتب الإعلامي الحكومي في قاعة "الأوريجانو" في مدينة غزة، بعنوان "سبل مواجهة صفقة القرن والمطلوب وطنيًا، وإقليمًا، ودوليًا"، أن صفقة القرن بمثابة إعلان الحرب على الفلسطينيين، إلى جانب أنها تُمهّد لدورات عنفٍ جديدةٍ في منطقة الشرق الأوسط.

وأجمع المتحدثون، أن ردود الفعل الرسمية والشعبية سواء الفلسطينية أو العربية أو الدولية، ضعيفة وهزيلة لا ترتقي لإحباط الصفقة الرامية إلى شطب القضية الفلسطينية، داعينإلى تعزيز تلك الردود لمواجهة الخطة المنحازة لسياسات الكيان الاسرائيلي، مع ضرورة تعاظم الاشتباك الجماهيري مع القوات الاحتلال على نقاط التماس.

بيبيب.JPG


 

 على الصعيد الوطني

وأكد مدير مركز مسارات د. صلاح عبد العاطي، أنَّ صفقة القرن خرقًا صريحًا للاتفاقيات الدولية المعروفة والمنظمات الحقوقية تعارض بنودها، مشددًا على أهمية استمرار الاحتجاجات الشعبية (الثورة) في وجه الاحتلال، لإحباط المؤامرة التصفوية.

وأوضح عبد العاطي، أن التفاعلات الرسمية والشعبية لا ترتقي للمستوى الحقيقي القادر على الضغط باتجاه تراجع ترامب عن خطته، وأن الخطابات الرسمية الفلسطينية لا توازي حجم الخطر الذي يهدد قضيتهم، مبينًا أن غياب الرؤية الشاملة والاستراتيجية الوطنية يمهد لتمرير الاحتلال مخططاته التدميرية.

وبينّ أن، "الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة يسعون إلى تطبيق قانون الغاب المتسلط على رقاب الدول الفقيرة والمظلومة، بديلًا عن القانون الدولي، وهو ما تحاول به إدارة ترامب إلغاء الوجود الفلسطيني على أرضه المحتلة منذُ سنوات".

ووصف المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية حساسة وخطيرة على الصعيد الوطني في ظل الانقسام الفلسطيني، ومحاولة ترامب تطبيق خطته للتسوية، أمام مرأى الجميع، دون ردة فعل جادة لإحباطها تمريرها.

وقال عبد العاطي:"إنّ الانقسام الفلسطيني البغيض يحول دون صياغة برنامج وطني قادر على مجابهة الإملاءات التي تفرضها (إسرائيل) والولايات المتحدة".

وأضاف: "قيادة السلطة تلعب دورًا كبيرًا في المساعدة على تطبيق خطة ترامب، في ظل استمرار التنسيق الأمني، وعدم التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، بالإضافة إلى فرض عقوبات مالية على موظفي قطاع غزة، وهو ما يخدم سياسة الاحتلال لارتكاب جرائم جديدة على الشعب الفلسطيني".

ولمواجهة صفقة القرن، دعا عبد العاطي، قيادة السلطة و"حماس" إلى ضرورة استعادة الوحدة والوطنية، وتوسيع دائرة العمل وفق الشراكة مع الفصائل الفلسطينية بما يخدم مصالح الفلسطينيين، من خلال صياغة رؤية واضحة، ورسم استراتيجية قادرة على المجابهة.

84658495_4207262885957889_2706902159051456512_n

 

على الصعيد الاقليمي

في سياق متصل أكد الكاتب والمحلل السياسي، د. محمود العجرمي، أن "صفقة القرن" تهدد المنطقة العربية برمتها، بجعلها دائمة النزعات والصراعات الداخلية، وصولًا إلى تفكيك أنظمتها.

وأوضح العجرمي، أنّ المواقف العربية والدولية منقسمة فيما يخص خطة ترامب التي تجاوزت فيها المواثيق والقوانين الدولية كافة، ما بين مؤيدٍ ومعارض، إذ عبرت عنها تلك الدول في خطابتها وبيناتها بعد الإعلان عن الصفقة فورًا.

وبينّ أن إعلان ترامب عن خطته بحضور بنيامين نتنياهو وغياب مشاركة الجانب الفلسطيني، تجاوز للأعراف البروتوكولية الدولية، التي نصت على ضرورة مشاركة الجانبين في أي مشروع "تسوية"، فيما تأتي الصفقة الأمريكية في صالح الكيان الاسرائيلي.

واستعرض العجرمي في حديثه، مواقف الدول العربية والاقليمية والإفريقية إزاء بنود الخطة التصفوية التي تهدف إلى توطين اللاجئين في الدول المجاورة، وإلغاء صفة لاجئ لنحو 5 ملايين فلسطيني، مشيرًا إلى أن معظم تلك الدول ترفض الصفقة، والجزء الآخر رحب بها كمصر والسعودية.

ونوه إلى أن بنود "اتفاق اوسلو" نصت على منح العدو السيطرة على منطقة القدس المحتلة، وأن صفقة ترامب جاءت لتؤكد تلك البنود.

وقال العجرمي، :"إن اوسلو حولت القضية الفلسطينية من شعب يريد الحرية والاستقلال إلى سكان تحت السيادة الاسرائيلية"، مضيفًا أن الاتفاقية غابت في مضمارها المخاطر المحدقة بمستقبل اللاجئين.

999.JPG

 

على الصعيد الدولي

وأكد رئيس مجلس العلاقات الدولية د. باسم نعيم، أنّ الموقف الدولي متواطئ مع الرواية الصهيونية الاستعمارية، في ظل دعم دول الاتحاد الاوربي الاحتلال في بناء البؤر الاستيطانية وتعزيز تواجد المستوطنين في فلسطين المحتلة، عبر ضخ ملايين الدولارات سنويًا، وهو ما تحاول به الصفقة تكريس سياسة أمر الواقع.

وأوضح نعيم، أن موقف الاتحاد الأوروبي الأخير إزاء إحباط الصفقة ضعيف وركيك، ولا يحمل أية قوة لمجابهة بنود تلك المخططات التي تديرها (اسرائيل)، مشددًا أن خطة التسوية تلغي بوابة الأمل في أي حل سياسي قد يطرح في المرحلة المقبل.

وقال نعيم، :"إنّ محاولات إحباط خطة والولايات المتحدة تحتاج إلى جهد دولي كبير وفق آليات عمل شاملة، لإفشال تمريرها".

وأضاف، انّ إدارة الرئيس ترامب تعمل على إعادة صياغة المنظومة الدولية، التي خطى بها الرؤساء الامريكيين منذً انتهاء الحرب العالمية الثانية، قبل نحو 100 عام، في حين تريد من إعلان الصفقة تغيير جوهر المنطقة، بعدم الاستقرار وتبديل الشعوب.

أما بخصوص المستوى الشعبي الدولي، أشار إلى غياب الحراك والوقفات الشعبية المنددة للصفقة، مرجئَا إلى سيطرة اللوبي الصهيوني على المنظمات الدولية ومعظم المؤسسات المحلية، لتلك الدول.

وطالب نعيم، السلطة بضرورة إعادة النظر في آليات العمل الخاصة مع المنظمات الدولية، وضرورة استمرار الاحتجاجات الشعبية واصدار البيانات الرسمية بتوضيح مخاطر صفقة ترامب وتداعياتها على المنطقة بأسرها والعالم.

يشار إلى ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، قد أعلن في 28 يناير، عن بنود صفقة القرن، وتهدف إلى سيطرة الاحتلال على ثلثي فلسطين المحتلة، وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، فيما شهدت الضفة وغزة، مسيرات غاضبة حول الخطة.

غ.JPG

غ7.JPG



 

كلمات دلالية