بالفيديو "مشهد هوليودي بغزة" .. صياد يصارع الأمواج بحثا عن لقمة العيش

الساعة 10:19 م|10 فبراير 2020

فلسطين اليوم

يرتجفون خوفًا على حياتهم، يتأرجحون شمالًا ويسارًا، يرتفعون أمتارًا عدة ويهبطون كالرصاصة القاتلة، يسقط أحدهم في مياه البحر المتلاطمة ويمسك بحبل نجاته وهو يهوى بين الأمواج الهائجة، هذا ليس مشهد تمثيلي بل مشهد حقيقي لثلاثة صيادين في قطاع غزة تعرضوا للخطر الشديد.

دقائقٌ معدودةٌ كانت كفيلة لتدب الرعب والخوف في قلوب الصيادين، وكل من رأى المشهد من شاطئ البحر أو عبر مقطع الفيديو الذي انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، ليصبح شاهدًا على معاناة وخطورة حياة الصياد الفلسطيني في توفير لقمة العيش إضافة إلى مخاطر أخرى تتعلق بالاحتلال الإسرائيلي الذي يطلق النار بشكل يومي تجاه مراكب الصيادين.

84773980_10157959201647829_4171613541746343936_n
 

مهنة الاجداد

علاء العاصي (36 عامًا) ورث مهنة الصيد عن والده وأجداده منذ عام 1994 تعرض للكثير من المخاطر الحقيقية لأسباب مختلفة منها "غدر البحر"، وأخطرها اطلاق النار والملاحقة من قبل قراصنة الاحتلال لإسرائيلي، إضافة إلى المنخفضات الجوية التي تتسبب في هياج أمواج البحر.

ورغم خطورة البحر إلا أن علاء يحاول توفير لقمة العيش له ولأسرته المكونة من 4 أفراد رغم الخطورة الشديدة التي يتعرض لها.

يستغل علاء وغيره العشرات من الصيادين المنخفضات الجوية التي تجلب الأسماك بعد خنق مساحة الصيد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تم تحديدها في منطقة الشيخ رضوان حتى مدينة رفح جنوب قطاع غزة إلى 10 ميل فقط (ليس دائمًا)، بينما في منطقة الشيخ رضوان حتى السودانية شمالًا حتى 6 ميل (ليس دائمًا).

الأمواج تقذف صياد إلى شاطئ البحر

استعد علاء، طوال ساعات فجر يوم الأحد لرحلة الصيد حيث تفقد الغزل والمركب وشبكات الصيد، ورغم قوة المنخفض الجوي، إلا أنه توجه في الصباح إلى شاطئ البحر برفقة شقيقه وابن شقيقه "دياب".

وحاول علاء ورفاقه الابحار داخل بحر "قطاع غزة" وسرعان ما عاد إلى الشاطئ بعد أن اصطدم مركبه بالأمواج العاتية بفعل الرياح الشديدة التي ترافق المنخفض الجوي الذي يضرب الأراضي الفلسطينية منذ مساء الخميس الماضي.

مركب صيد.JPG
 

وشوهد عبر مقطع فيديو "مركب صيد" علاء العاصي أثناء اصطدام الامواج به وغمره بالمياه، سقوط "دياب" داخل البحر من شدة الاصطدام؛ لكن دياب الذي يرتدي ملابس ثقيلة تمسك بحبل المركب محاولًا انقاذ نفسه من الغرق.

تمسُك دياب بحبل المركب كان سببًا في انقاذ حياته وفق ما أكده عمه علاء العاصي لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، والذي قال: "كان دياب يرتدي ملابس ثقيلة وخاصة اللباس المخصص للصياد وهو الافرول إضافة إلى –جزمة- كبيرة وهذه الملابس الثقيلة لا تساعد الصياد على السباحة مطلقًا وتقود الصياد إلى أعماق البحر حيث الغرق المحتوم".

شَعَرَ علاء بنوع من الراحة لامساك دياب بحبل المركب؛ لكن قلبه كان يخفق بسرعة عالية بسبب هبوط المركب الحاد جدًا على بعد مترًا واحدًا من جسد دياب، حاول علاء اصلاح ماتور المركب الذي تعرض للتلف من مياه البحر لكنه عبثًا يحاول.

أما شقيق علاء الذي كان يقف على مقدمة المركب حاول خلع سترته في محاولة للنزول إلى البحر وانقاذ دياب، لكن صرخات الناس التي تراقب المشهد على شاطئ البحر ساهمت في توتره وتراجعه عن هذا الفعل الخطير.

لم يفقد الامل

سيظل هذا المشهد الخطير عالقًا في ذهن علاء وابن شقيقه دياب وكل من رأى مقطع الفيديو وسيظل شاهدًا على معاناة وخطورة ما يتعرض له الصياد لتوفير لقمة العيش له ولأطفاله.

لكن علاء لم يفقد الأمل وتمكن مع رفاقه من اقتحام البحر في ساعات الليل من يوم الأحد حتى عادوا مساء اليوم الاثنين، حاملًا رزقه بين يديه وشاكرًا ربه على عودته سالمًا معفى من رحلة خطيرة جدًا.

وتفاجئ علاء من مقطع الفيديو الذي يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، قائلًا: "مشهد مرعب كنت خائف جدًا وأخشى على حياة دياب لكن الحمد لله الأمور طيبة".

علاء واحدٌ من بين عشرات الصيادين الذين تعرضوا لمثل هذا الموقف المرعب خلال اليومين الماضيين بسبب المنخفض الجوي الشديد الذي يضرب الأراضي الفلسطينية.

ويتعرض الصيادون لخسائر فادحة بسبب الأمواج الشديدة المتلاطمة سواء بالتسبب في أعطال في كهرباء المركب أو الماتور أو تمزيق الشباك والصنارات متعددة الأشكال والأحجام.

85238912_10157959201727829_5629171600575168512_n
85058654_10157959201452829_4043913671431159808_n
 

كلمات دلالية