إعلان نتنياهو .. تثبيت للأمر الواقع وإرضاءً لليمين المتطرف

الساعة 12:34 م|09 فبراير 2020

فلسطين اليوم

مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من مارس القادم، يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت بنيامين نتنياهو على الظهور إعلامياً بشكل كبير، والترويج لإنجازاته الحالية والمستقبلية ويستجدي اليمين إلى جانبه، والتي كان آخرها، إعلانه بأنه بدأ بوضع الخرائط والحدود لتنفيذ خطوة ضم مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن للسيادة الإسرائيلية، علماً أن أحد مهندسي "صفقة القرن" جارد كوشنير صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد أن إجراءات الضم ستتم عقب تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.

وكان قلقاً كبيراً رادو نتنياهو وطاقمه مؤخراً عقب إعلان صفقة القرن، بعد إعلان كوشنير عن توقيت الضم بعد الحكومة القادمة، ما عرض نتنياهو لهجوم من اليمين، وصل إلى حد رفض "صفقة القرن" من قبل البعض، وطالبوه بالضم الفوري واستغلال الفرصة التاريخية وفرض الأمر الواقع.

المختص في الشأن "الإسرائيلي" عصمت منصور، لفت إلى أن سفير الولايات الامريكية في تل ابيب اليميني المتطرف فريدمان صرح عقب اعلان نتنياهو ببدء وضع الخرائط للضم، بأن إعلان الضم قبل الانتخابات وبشكل أحادي سيضر بخطة ترامب (صفقة القرن)، مشيراً إلى أن هذا من شأنه كبح جماح نتنياهو، ومواجهة الضغط الذي يتعرض له من قبل اليمين الذين يطالبونه بالضم الفوري واستغلال الفرصة قبل الانتخابات وفرض أمر واقع.

ولفت منصور في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن نتنياهو لجأ لحل وسط في تصريحه بأنه لن يخرج عن التنسيق مع الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت يعطي رسالة للمستوطنين أن العدد التنازلي للضم بدأ فعلياً، لاسترضائهم والرد على الانتقادات اللاذعة التي وجهت له من قبل الأصوات التي تطالبه بالضم الفور.

وقال: لن يكون هناك مباشرة فعلية للضم قبل الانتخابات، بسبب المعارضة الأمريكية لهذه الخطوة ورغبتها في الضم بعد الانتخابات المقبلة في "إسرائيل".

وأوضح، أن اليمين الإسرائيلي يخشى أن تفز الانتخابات المقبلة واقعاً يؤخر عملية الضم، وذلك بتشكيل حكومة وحدة بين الليكود وكاحول لافان، أو تكون حكومة من اليسار والوسط ولم يذهبوا للضم، ومن أجل ذلك اليمين يريد استغلال الفرصة التاريخية من أجل تثبيت الأمر الواقع.

الدكتور وليد القططي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، قال: في حديث لإذاعة القدس، أن إعلان نتنياهو يأتي في إطار استكمال ما أعلن في واشنطن في 28 يناير من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو، بشأن تفاصيل صفقة القرن.

وقال:" إعلان نتنياهو هو تطبيق للأمر الواقع في الحقيقة، مستدركاً أنه يجب أن لا ننسى أن فلسطين كلها محتلة من العدو، والقدس ضمت للكيان الإسرائيلي منذ زمن بعيد، ويتم تهويدها مع الوقت، وأن الأرض الفلسطينية سواء في أراضي 48 محتلة ومستوطنة، وفي الضفة الغربية تقام عليها المستوطنات ليل نها، وقطاع غزة محاصر من البحر والجو.

وأضاف، أن هذا العدوان والإرهاب الإسرائيلي هو استكمال لوعد بلفور مرورا بصك الانتداب وقرار التقسم وإعلان دولة "إسرائيل"، حتى كامب ديفيد وأوسلو، هذه حلقات متواصلة مع بعضها لالتهام فلسطين.

وأكد أن إدارة الصراع من قبل الإدارات الأمريكية قد انتهى والان يدخلون مرحلة إنهاء الصراع مستفيدين من حالة العجر العربي والانقسام الفلسطيني، والقضية الفلسطينية لم تعد القضية الأولى للأنظمة العربية والإسلامية بل ولم تعد الثانية والثالثة بل هي قضية مؤجلة عند العرب.

كلمات دلالية