خبر الشعبية تكرم الصحافيين على أدائهم الإعلامي المتميز في الحرب الأخيرة على غزة

الساعة 12:55 م|14 فبراير 2009

فلسطين اليوم: غزة

أعرب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومسؤول فرعها في قطاع غزة، د. رباح مهنا عن فخر قيادة الجبهة وكوادرها وأعضائها بشهداء صاحبة الجلالة وجرحاها وبكل الصحافيين والعاملين في الحقل الإعلامي الذين أدوا واجبهم المهني بشجاعة منقطعة النظير خصوصاً في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

 

وقال د. مهنا في كلمة له خلال حفل تكريم نظمه المكتب الإعلامي للجبهة في مطعم لاتيرنا بمدينة غزة يوم الجمعة الموافق 13/2/2009 أن هذا الاحتفال "واجب نقوم به كقوة سياسية تجاه شرائح مختلفة من أبناء شعبنا الذين عملوا وخدموا القضية"، مخاطباً حشد الإعلاميين الذين لبوا دعوة الجبهة قائلاً: "كنتم مهنيين، ومن خلال مهنيتكم كانت كل كلمة وصورة تنطق بهذا الانتماء الوطني والإنساني لتبين للعالم حقيقة العدوان الصهيوني البشع على شعبنا، وجاء فريق من العاملين في الفضائيات العربية ليساعد في تغطية هذه الحرب ونقل صمود أبناء شعبنا".

 

ووجه تحياته "للصحافيين جميعاً، الفلسطينيين منهم والعرب والأجانب، على دورهم في صنع لوحة الصمود التي حققناها في هذه الحرب الوحشية".

 

وعلى الصعيد السياسي، قال د. مهنا إن "نتائج الانتخابات الإسرائيلية جاءت لتؤكد حقيقتين: الأولى، ميل المجتمع اليهودي نحو اليمين، وأن أغلبيتهم أيدوا الحرب على قطاع غزة. أما الحقيقة الثانية فجاءت تقول إن هذا المجتمع لا ينزح نحو السلام, وعلى الواهمين بإمكانية تحقيق السلام أن يتوقفوا عن هذا الوهم".

 

وأكد أن "حربنا ضد الحركة الصهيونية، وليست حرباً دينية، لذلك يجب أن نستند في مقاومتنا إلى تحالف وطني واسع يستند إلى بعد عربي عميق خاصة على الصعيد الشعبي منه".

 

ولفت د. مهنا إلى أن "المعركة انتهت، لكن الحرب على غزة لم تنته"، داعيا إلى استثمار انجازات شعبنا خلال هذه المعركة والتي تمثلت في "صمود وصبر وتكاتف أبناء شعبنا، وكل قواه السياسية والعسكرية، التي لم ترفع الراية، وظلت حتى آخر لحظة تطلق الصواريخ من غزة وأصابعها على الزناد".

 

وحذر من أننا إذا لم نحسن استثمار هذه الانجازات فإننا سوف نجني المر، مشيراً إلى أن "المعركة السياسية مستمرة من إسرائيل مدعومة بأميركا ومن النظام العربي الرسمي وبقطاع واسع من المجتمع الدولي".

 

واعتبر مهنا أن السبيل لاستثمار هذه الانجازات يكمن في "إنهاء حالة الانقسام و التوحد من خلال تشكيل قيادة وطنية موحدة مؤقتة تقود العمل السياسي الفلسطيني، وتأخذ قراراتها من اللجنة التنفيذية في حال الحاجة إلى ذلك، وتشرف على الحوار وعلى التحرك السياسي، وعلى التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية على أساس التمثيل النسبي الكامل حتى ننهي حالة الانقسام، على أساس التمسك بالثوابت الوطنية والتمسك بخيار المقاومة لإشعار المجتمع الإسرائيلي بأن استمرار الاحتلال واستمرار العدوان الإسرائيلي سيدفعه الثمن".

 

وجدد رفض الجبهة "التهدئة مع الاحتلال لأنها بالمعنى السياسي خاطئة"، مؤكداً أن البديل هو تشكيل قيادة مقاومة موحدة تحدد أين ومتى وكيف نمارس المقاومة؟".

 

بدوره، حيا الصحافي شهدي الكاشف في كلمة ألقاها باسم الإعلاميين الفلسطينيين، الجبهة الشعبية، واصفاً إياها بالمنبر الوطني الذي دعا ولا يزال إلى نبذ الفرقة ويسعى للتجميع والوحدة"، معرباً عن فخره "بهذا التكريم من هذه النخبة، ونسعى لأن نفتح قلوبنا لكم ومعكم لنرسل رسائل عديدة نرى أن تجربة الحرب الأخيرة وضعتها على سلم أولوياتنا جميعاً".

 

وقال الكاشف في رسالته الأولى أنه "آن الأوان لتشكيل مجلس أو هيئة لرعاية أسر الشهداء الصحافيين والدفاع عن حقوقهم بل ورفع قضايا يتم الإشراف عليها من قبل جهات محددة لمحاكمة المجرمين و القتلة الذين ارتكبوا هذه الجرائم والسعي للحصول على تعويضات لهم كما حصل مع الصحافي البريطاني جون ميلر الذي قُتل مطلع الانتفاضة الحالية في رفح وجرى تعويض عائلته"، داعياً "مؤسسات حقوق الإنسان لفتح هذا الملف".

 

ووجه الكاشف تحياته "لفرسان الكلمة والصوت، خصوصاً لإذاعاتنا المحلية، التي كانت الصوت الذي يؤنس ليالي شعبنا في غزة المظلمة لعدم وجود الكهرباء"، مرسلاً رسالته الثانية للإعلام الحربي لفصائل العمل العسكري، مؤكداً أن هذا الإعلام المهم "لا يجوز أن يظهر ويختفي وأن يرسل رسائل إعلامية بتفجير مئات المركبات وقتل مئات الجنود" بشكل يمس بمصداقيته.

 

وأشار على أن "مصداقية الإعلام المقاوم هي أهم بدرجات بل إنها قد تحسم كثيرا من معارك الإعلام التي نخوضها مع ماكينات إعلامية تفوقنا في الإمكانيات والانتشار ولكنها لا يجوز أن تفوقنا بالمصداقية".

 

كما طالب الكاشف في رسالته الثالثة فصائل العمل الوطني وكل حكومات وقيادات شعبنا إلى التعاطي مع الصحافيين من منطلق أن" الصحفي الفلسطيني مثل كتيبة متقدمة في المعركة على غزة ساهمت في صنع الانتصار، وقدمت التضحيات، وكان عين الوطن وشاهداً على جرائم الاحتلال، ونقول إن التعامل مع الصحافيين قبل حرب غزة في أي مكان في فلسطين سواء بالملاحقة أو التضييق عليهم لا يجوز أن يستمر بأي حال من الأحوال، فكما كنا شركاء في الحرب علينا أن نجذر هذه الشراكة بعدها".

 

وفي رسالته الأخيرة، وجه الكاشف مجموعة من التساؤلات لزملائه في نقابة الصحافيين وفي كتلة الصحافي: "هل كان يجب أن ننتظر الدكتور نبيل شعث والسيد أحمد قريع والدكتور موسى أبو مرزوق وقرارات من الرئيس عباس والأخ إسماعيل هنية كي نبدأ في وقف الحملات الإعلامية؟ وهل نحن بحاجة لهم جميعا كي نأخذ قرارات جادة لبدء حوار إعلامي وطني يرسم خطوط المرحلة القادمة ويحدد موعداً لانتخابات نقابة الصحافيين؟ و كي توافقوا على أن تجلسوا لتبحثوا أوضاع الصحافيين"، مؤكداً في ختام كلمته أن "ان ما جرى ويجري يجعل من واجب الصحافيين أن لا ينتظروا قرارا سياسيا كي يوحدوا صفوفهم".

 

أما الصحافي يوسف الشولي رئيس وفد قناة الجزيرة القطرية إلى قطاع غزة، فقال في كلمة نيابة عن الصحافيين الوافدين إلى غزة أن "هذا التكريم الذي جمع هذا الحشد الكبير من الزملاء الصحافيين، كان له أكبر الأثر في نفوسنا جميعاً، لأننا لم نكن نتوقع من شعب تعرض للقتل والتدمير أن يقوى على أن يقدم لنا الورود اليوم" في إشارة إلى الورود التي وزعها أعضاء المكتب الإعلامي للجبهة على الحضور أثناء استقبالهم إياهم، إضافة إلى هدية رمزية.

 

وأضاف الشولي قائلاً: "في غزة تعلمنا الكثير، كانت مدرسة وجامعة بالنسبة لنا، ليس على الصعيد الإعلامي فقد ولكن على الصعيد الإنساني، تعلمنا من هذا الشعب كيف يصمد وكيف يحقق الانتصار، ويحيي ضيوفه بالورود".

 

ولفت إلى أن عدد الشهداء الصحافيين في العالم تراجع خلال عامي 2009 و2008، عما كان عليه الحال في 2007 إلا أن الأرض الفلسطينية تبقى أكثر من يقدم الصحافيين شهداء، لدورهم الشجاع في كشف الحقيقة".

 

وأثنى الشولي على الصحافيين الفلسطينيين وأدائهم الإعلامي قائلاً: "تبين لي من خلال وجودي هنا أن الصحافيين الفلسطينيين قادرون حقا أن يكونوا نبراسا ومعلما لكثير من المؤسسات الإعلامية ليس العربية فقط وإنما العالمية أيضاً".

 

وفي أعقاب كلمة الشولي، سلمت عضو المكتب السياسي للجبهة الدكتورة مريم أبو دقة، وعضو المكتب الإعلامي للجبهة د. ذو الفقار سويرجو ذوي الشهداء الصحافيين باسل فرج، وإيهاب الوحيدي، وعلاء مرتجى، وعمر السيلاوي دروع تكريم لعطائهم البطولي.

 

وجدد عريف الحفل الصحافي محمد المدهون في ختامه العهد للصحافيين ولكل الشهداء ولجرحانا ولأسرانا على البقاء على درب المقاومة حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.