اليوم ذكرى استشهاد القائد "عزيز الشامي" .. أبرز محطاته الجهادية حتى استشهاده

الساعة 09:39 م|07 فبراير 2020

فلسطين اليوم

من حي الشجاعية.. حي الأبطال.. خرج المجاهد أبو مجاهد.. ليقاتل العدو في كل مكان.. فكان يتقدم الصفوف.. تربى على القرآن.. وعلى سورة الأنفال.. سار على نهج الرسول وأحب الصحابة رضي الله عنهم.

نعم هكذا هم أبطال الجهاد الإسلامي في فلسطين .. أصحاب العقيدة الصحيحة والإيمان والثورة.. علمّهم الفارس القائد د. فتحي الشقاقي أن فلسطين آية من القرآن لا يمكن التنازل عنها والتفريط بترابها..هم كذلك صدقوا الله فصدقهم . 

تقف الكلمات حائرة عند الحديث عن أسطورة جهادية ومقاومة شجاعة ختم سجل حياته بشهادة مشرفة فكان للإعلام الحربي الدور والشرف لتسليط الضوء للحديث عن حياة عضو المجلس العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي القائد عزيز الشامي "أبا مجاهد" في ذكرى استشهاده.

الميلاد والنشأة

ولد شهيدنا القائد "عزيز محمود يوسف الشامي" "أبا مجاهد" في حي الشجاعية بمدينة غزة في الثالث عشر من يوليو عام 1970م، وتربى في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها كما تعرف واجبها نحو دينها، تلك الأسرة المكونة من والديه وأربعة من الأبناء، واثنتين من البنات.

درس الشهيد "عزيز الشامي" في مدارس الشجاعية فحصل على الابتدائية من مدرسة حطين، وأنهى دراسته الإعدادية في مدرسة الهاشمية، وترك دراسته للمساهمة في إعالة أسرته الكبيرة وسد احتياجاتها اليومية، حيث تزوج الشهيد برفيقة حياته، فأنجب منها البنين والبنات، وترك خلفه سبعة من الأبناء (ثلاثة من الأبناء الذكور وأربعة من الزهرات).

مشواره الجهادي

منذ تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثم على صدر شعبه وأمته فانخرط في العمل الوطني مقاوماً للاحتلال ورافضاً لوجوده واستمراره، فكان اعتقاله الأول في بداية التسعينات لمدة ستة أشهر لدى المجرمين الصهاينة المحتلين لبلادنا العزيزة _ فلسطين، كما اعتقل على أيدي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ضمن حملة الاعتقالات السياسية للمجاهدين في العام 1996م وذلك لمدة 5 سنوات.

عمل الشهيد "عزيز الشامي" "أبا مجاهد" مرافقاً للشيخ/ "عبد الله الشامي" القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، كما يعتبر شهيدنا أحد القادة الميدانيين لسرايا القدس وعضو المجلس العسكري للسرايا في قطاع غزة.

شارك الشهيد القائد "أبا مجاهد" في العديد من العمليات العسكرية، كما أشرف على بعض العمليات، ومن ضمنها العملية الاستشهادية المشتركة في مغتصبة "نتساريم" بين سرايا القدس وكتائب الشهيد عز الدين القسام بتاريخ 24/10/2003م والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة اثنين آخرين بجراح.

عُرف الشهيد "عزيز الشامي" بإقدامه وشجاعته الباسلة وتصديه المتواصل للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا الفلسطينية في قطاع غزة، ويسجل له أنه أول من أطلق صواريخ (قدس2) صوب المغتصبات الصهيونية.

لقد نجا الشهيد في وقت سابق بفضل الله تعالى من الموت بأعجوبة، إذ انفجر بالقرب من سيارته لغم أرضي كان قد نصبه رجال المقاومة على الخط الشرقي للدبابات الصهيونية التي تحاول اجتياح قطاع غزة، حيث قام وقتها أحد الكلاب المارة بالمكان بشد الأسلاك فانفجر اللغم الأرضي بالقرب من سيارة الشهيد والذي توافق مروره من المكان في تلك اللحظة إذ كان الشهيد وقتها يتفقد المقاومين ويشاركهم الاستعدادات لمواجهة الاجتياحات. وقد حفظته عناية الله آنذاك ليواصل مشواره الجهادي.

كما فقد الشهيد "أبا مجاهد" أصابع يده لدى انفجار صاعق _ عبوة ناسفة في يده حيث كان يجهزه لمواجهة الاجتياحات الصهيونية على بلادنا الحبيبة. لكنه لم يستسلم وواصل جهاده ضد الصهاينة الأوغاد.

تعرض الشهيد "عزيز الشامي" لمحاولة اغتيال جبانة قامت بها طائرات (F16) الصهيونية وذلك في بداية شهر رمضان المبارك لهذا العام 1424 هـ ولكن عناية الله حفظته وإخوته المجاهدين من تلك المحاولة الجبانة والآثمة.

وكان شهيدنا "أبا مجاهد" يجهز الاستشهاديين بنفسه من خلال تصويرهم وإمدادهم بالأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامهم الجهادية.

رحلة الخلود

في حوالي الساعة (10.30) من صباح يوم السبت 16 ذو الحجة 1424هـ الموافق 7/2/2004م، أقدمت الطائرات الصهيونية على قصف سيارة القائد "عزيز الشامي" لدى مروره في شارع الوحدة بالقرب من كراج بلدية غزة وملعب اليرموك وسط مدينة غزة، وذلك حسب اعتراف المصادر الصهيونية نفسها، في حين حلقت طائرات (F16) على ارتفاع منخفض مطلقةً البالونات الحرارية للتغطية على الجريمة الصهيونية النكراء بحق أبناء شعبنا المرابط على ثرى وطنه العزيز.

هذا وقد أصيب القائد "عزيز الشامي" في هذه العملية الجبانة بجراح بالغة وقد جرت محاولات طبية حثيثة للإبقاء على حياته، حيث قام الأطباء ببتر ساقه أملاً في إنقاذ حياته، إلا أن الأجل إذا جاء لا يؤخر، وقد أُعلن بعد عصر ذلك اليوم عن استشهاد هذا القائد الفذ الذي شهدت له ساحات الوطن بالبطولة والفداء.

هنيئاً لك الشهادة يا أبا مجاهد.. ها نحن جئنا بما كنت تريد.. جئنا برؤوس بني صهيون.. اقتلعنا رؤوسهم من أجسادهم.

 

كلمات دلالية