الضفة الغربية "تغلي".. هل بدأت الانتفاضة ضد "صفقة القرن"؟

الساعة 01:54 م|06 فبراير 2020

فلسطين اليوم

أكد محللان سياسيان بأن العمليات الفردية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين قد تتطور إلى انتفاضة شعبية عارمة تعم الأراضي الفلسطينية كافة في حال تم دعمها من جميع الأطراف في فلسطين وخارجها.

فيما يرى محلل سياسي ثالث بأن العمل الفردي المقاوم الذي شهدته الضفة خلال الساعات الماضية ما هو إلا عمل بطولي مألوف لن يرتقي إلى ثورة للتصدي لصفقة القرن لأسباب عدة أهمها ضعف ثقافة المقاومة داخل أبناء شعبنا بعد سنوات من الاعتقال ونزع السلاح خاصة في الضفة المحتلة.

وكانت الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين شهدت خلال 24 ساعة أحداث عدة أهمها تنفيذ عملية دهس في القدس فجر اليوم الخميس، وعملية اطلاق نار أمام باب الاسباط، وتصدي بطولي من الشبان ضد قوات الاحتلال المتوغلة في مدينة جنين، إضافة إلى مواجهات عنيفة في مدينتي الخليل وبيت لحم بالضفة المحتلة.

واستشهد خلال الـ 24 ساعة 4 شهداء بينهم اثنين خلال تصديهما لقوات الاحتلال المتوغلة في مدينة جنين وهما: يزن أبو طبيخ والشهيد طارق لؤي بدوان وهو رقيب أول في الشرطة الفلسطينية.

كما أستشهد الشاب محمد الحداد في الخليل، واستشهد فلسطيني أخر قام بتنفيذ عملية اطلاق النار على باب الأسباط في المسجد الأقصى المبارك (لم يعلن عن اسمه).

لن تتطور إلى ثورة

الكاتب والمحلل السياسي البرفسور عبد الستار قاسم يرى، بأن الفعل المقاوم الذي تشهده القدس والضفة الغربية المحتلتين هو فعل لا يخرج عن المألوف وهو أمر اعتيادي لن يتطور كما يعتقد البعض إلى ثورة عارمة.

وتوقع د. قاسم في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، بان العمليات التي شهدتها الضفة والقدس الليلة الماضية لا تخطوا كونها عمليات فردية لن تتطور إلى ثورة عارمة أو تتناسب مع ما يجري من تصفية للقضية الفلسطينية؛ لأسباب مختلفة.

ويعتقد قاسم، بأن القدس والضفة غير مهيأتين لأعمال المقاومة مطلقًا؛ فالثقافة الوطنية هُدمت وتحولت إلى ثقافة شخصية والسبب في ذلك هو تدمير ثقافة المقاومة لدى الشباب الثائر من خلال الاعتقال والتهديد وسحب أسلحتهم على مدار السنوات الماضية من قبل أمن السلطة.

من جهته يرى استاذ العلوم السياسية في نابلس د. كمال علاونة أن الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء أمام ما تُسمى "صفقة القرن" وسيواصل مقاومته سواء كانت فردية أو جماعية ولن يتنازل عن حقوقه وثوابته.

وقال د. علاونة: الشعب الفلسطيني دومًا على أهبة الاستعداد للوقوف أمام صفقة القرن التي تهدف لتصفية القضية"، مؤكدًا بان شعبنا شعبٌ حي ولن يرفع الراية البيضاء.

وأضاف: "ترامب منح اسرائيل الضوء الأخضر للإجرام والارهاب ضد أبناء شعبنا؛ لكن شعبنا لن يصمت ولن يقف مكتوف الأيدي أمام أي جريمة وأي ارهاب إسرائيلي".

وأشار إلى أن كل انسان فلسطيني هو مشروع شهادة، معبرًا عن تفاؤله من انفجار الاوضاع واشتعال الضفة الغربية والقدس المحتلتين ضد الاحتلال الإسرائيلي.

تنفيذ "صفقة القرن" سيواجه بمزيد من الغضب

أما المختص في الشأن الإسرائيلي فرحان علقم قال: "شعبنا يؤكد كل يوم على وحدته وتطلعاته للحفاظ على الثوابت وحقوقه المشروعة"، لافتًا إلى أن ما جرى بالأمس من تطورات ميدانية تؤكد ثباته وحفاظه على رفض الاحتلال وكل مخرجاته.

وحول تأثير الفعل المقاوم الفردي على أمن الاحتلال قال المختص علقم: "إن الاوضاع الميدانية تختلف عن الوضع السياسي فالمشهد في الميدان يدلل على أن شعبنا الفلسطيني لن يسمح لتطبيق صفقة القرن الأمريكية.

وأضاف: "أي محاولة اسرائيلية لتنفيذ "صفقة القرن" ستواجه بمزيد من الغضب والمقاومة الشعبية، كما أن فئات أخرى من الشعب ستنخرط في المقاومة لتضفي لمقاومة شعبنا قوة وعنفوان أكبر.

الفصائل تبارك العملية

وكانت الفصائل الفلسطينية باركت العمليات البطولية في مدن الضفة والقدس المحتلتين مؤكدة أن هذا الفعل المقاوم هو رد طبيعي على جرائم الاحتلال وصفقة القرن الأمريكية.

واعتبرت الفصائل بان العمليات البطولية في الضفة والقدس ستشكل بداية مرحلة جديدة من المواجهة مع قوات الاحتلال تحمل عنوان التصدي لصفقة القرن، وحماية المقدسات الإسلامية.

وشددت الفصائل على أن العمليات البطولية وتصدي ابناء شعبنا هي رسالة تحدي لسلاح القمع الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المصليين في المسجد الأقصى وضد المقدسيين والشعب الفلسطيني بشكل عام.

وشددت الفصائل على أن عمليتي القدس البطولية (الدهس واطلاق النار) أظهرتا هشاشة وفشل المنظومة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي أمام مقاومة شعبنا الفلسطيني.

كلمات دلالية