تأجير الجيبات .. أولها دلع وآخرها ولع

الساعة 09:24 م|05 فبراير 2020

فلسطين اليوم

"أولها دلع وآخرها ولع" .. مثل شعبي دارج، يشير إلى العواقب الوخيمة التي تنتج عن سلوك غير مسؤول، وهنا نتحدث عن الفتيان الذين يستأجرون الجيبات الفارهة مقابل المال أو يقودونها بسرعة جنونية، تنتهي بكوارث، من حوادث سير، وهو ما حدث قبل أيام بالقرب من مسجد فلسطين في مدينة غزة.

شاب في العشرينات من عمره كان يقود جيب فاره، ونتيجة للسرعة الجنونية التي قدرتها حوادث المرور 180، أدت لإصابة ثلاث سيارات، سيارة كانت تسيير أمام الجيب وسيارتين بجوار الرصيف، إضافة لتضرر الجيب بشكل كبير. ولولا خلو الشارع من المارة لحدث ما لا يحمد عقباه.

العقيد فهد حرب مفتش تحقيقات حوادث المرور في المحافظات الجنوبية ، أكد في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أكد أن شاب في العشرينات من عمره، صدم ثلاث سيارات نتيجة سرعة جنونية قدرتها حوادث المرور بالقرب من مسجد فلسطين وسط مدينة غزة، دون وقوع إصابات لعدم وجود مواطنين في الشارع، مخلفاً الحادث إصابة ثلاث سيارات، بصورة كبيرة إضافة للجيب.

وأوضح العقيد حرب، أن الحادث طالما لم يؤدي إلى إصابات أو حالات وفاة، ويقتصر على أضرار مركبات، فيتم الافراج عن المتسبب بالحادث، ويتم تصليح السيارة المتضررة بفواتير بقرار محكم حوادث الطرق، لتقييم الأضرار التي خلفها السائق المتهور، والخسائر في سعر السيارة بعد التصليح، والأضرار عن توقف المركبة عن العمل إذا كانت مرخصة للعمل على الخط، ليتحمل تكاليفها المتسبب بالحادث. وكلها يفترض التأمين التكفل بها، ولكن في حالة عدم وجود تأمين يتم تحميلها للسائق.

وعن تأجير السيارات لفتيان لا يحملون رخص قيادة، أوضح العقيد حرب أن العديد من الحوادث وقعت وخلفت نتائج كارثية نتيجة تأجير سيارات لفتية لا يحملون رخص قيادة وهذا يتم من خلال مكاتب عشوائية غير مرخصة، ويتم تأجير السيارات لهؤلاء الفتية بأسعار مضاعفة، مع توقيعهم على كمبيالات فارغة، وغالباً ما تحدث مصائب جراء ذلك، وينتهي الأمر بمشاكل بين صاحب السيارة المؤجرة، وأهل المستأجر، متسلحاً بكمبيالة مالية على بياض.

وأشار إلى أن هناك مكاتب عشوائية منتشرة في جميع المحافظات تؤجر السيارات، وتستعمل سيارات غير قانونية إضافة إلى أنهم يؤجرون لفتية من أجل الكسب المالي غير مكترثين بالنتائج التي يخلفها مثل هذه الإجراءات.

وأكد أن مكتب تحقيقات حوادث المرور سياسته واضحة، وهي ضرورة إغلاق تلك المكاتب وإلزامهم بالترخيص المناسب حسب الأصول، وكذلك السيارات التي يتم تأجيرها لتحمل الرقم 16، مستدركاً أن تحقيقات المرور طالبت الجهات المختصة ذات العلاقة بالوقوف إلى جانبنا. ولكن تحت ذريعة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة لم يتم متابعة الأمر من هيئات التنفيذ ، بملاحقة هؤلاء المؤجرين وترك الأمر فترة من الزمن باعتبار أن الوقت غير مناسب لملاحقتهم.

وأشار العقيد حرب إلى أمرٍ خطير، وهو أن مؤجري المركبات من المكاتب العشوائية يكون لديهم علم بأن المستأجر لا يحمل رخصة قيادة، ولذلك يقوم بتأجيره من أجل المكسب المالي مع ضمان حقه في المركبة كاملة سلفاً فيما لو أصابه حادث كبير.

ووجه العقيد حرب رسالة للأهالي، بالانتباه والتشديد على أبنائهم عدم سياقة المركبات دون ترخيص، وكذلك استئجار مركبات قانونية اذا اضطروا لذلك.

وشدد على أن المكاتب والمؤجرين العشوائيين مهما تهربوا الآن فسيدفعون ثمن استهتارهم بأرواح المواطنين.

وأكد أن الحوادث التي وقعت جراء الاستهتار بأرواح المواطنين من قبل المؤجرين والمتهورين كثيرة خلال السنوات الماضية، وراح ضحيتها مواطنون وأصيب آخرون إلى جانب الخراب في الممتلكات العامة.

كلمات دلالية