إدريس سليمان: فلسطين قضية السودان الأولى

حوار قيادي كبير في المؤتمر الشعبي: لقاء البرهان مع نتنياهو "مرفوض" ولنا خطوات عملية ضد اللقاء المخزي

الساعة 11:14 م|04 فبراير 2020

فلسطين اليوم

- لقاء البرهان مع نتنياهو أمر مخزٍ ومرفوض على جميع المستويات ومناقض للموقف السوداني المساند للقضية الفلسطينية

- اللقاء طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، ويسيء للشعب السوداني

- فلسطين بالنسبة للشعب السوداني قضية مبدئية وعقدية وإنسانية

- عبد الفتاح البرهان في موقفه المُدان لا يمثل إلا نفسه فهو غير مفوضٍ وغير منتخبٍ من الشعب السوداني

- ليس من حق البرهان أن يغيرَ من المواقفِ تجاه القضايا المركزية للسودان مثل الموقف من القضية الفلسطينية

- لقاء البرهان جاء من وراء الشعب السوداني، إذ لم يستشر فيه أطراف المجلس السيادي ودون تشاور مع الحكومة

- الخطوات العملية والمنددة باللقاء بين نتنياهو والبرهان لن تتوقف حتى تتكشف دوافع ومخرجات اللقاء

- كلَّ من اقترب من الاحتلال الإسرائيلي مثل أولئك الذين هرولوا وطبَّعوا حصدوا الذلة والانكسار والمهانة

- صفقة القرن هي بالحقيقة صفعة القرن وهي صفقة ظالمة وجائرة وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية جملةً وتفصيلاً

- المقاومة الشاملة هي الحل الوحيد القادر على كبح جماح الرؤية الأمريكية والإسرائيلية ومخططات التصفية

- طريق المفاوضات لن يجلب للشعب الفلسطيني سوى مزيدٍ من الضياع، وفلسطين لا يمكن تحريرها إلا عبر المقاومة والجهاد

أكَّد الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي في السودان إدريس سليمان أنَّ لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أمر "مخزٍ، ومدانٍ، ومستنكرٍ"، ومناقض للموقف السوداني الشعبي الذي ظل مسانداً للقضية الفلسطينية على الدوام.

وأوضح إدريس سليمان في حديثٍ مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن اللقاء بين البرهان ونتنياهو يمثل طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني الأصيل، والأمتين العربية والإسلامية، ويسيء للشعب السوداني الأصيل، المعروف بمواقفه المشرفة المدافعة عن الحقوق والثوابت الفلسطينية، مشيراً إلى أنَّ الشعب السوداني بقواه الحية يرفض بأشد العبارات اللقاء التطبيعي.

وقال سليمان: مواقف الشعب السوداني معروفة ولا تتزعزع، وشعبنا السوداني الأصيل كان ولا يزال يؤمن أن القضية الفلسطينية هي قضيته وقضية الأمة الإسلامية والعربية الأولى، مضيفاً "فلسطين بالنسبة لنا ليست قضية هامشية، وإنما قضية مبدئية، وعقدية، وإنسانية أصيلة، لا يمكن تجاوزها، إذ كيف يمكن لنا أنْ نتجاوز آية في القرآن الكريم.

فلسطين قضية السودان الأولى

وتابع: اللقاء بين نتنياهو والبرهان كان صادماً للغاية، كون السودان معروف بمواقفه الأصيلة تجاه فلسطين، إذ أنَّ جميع الحكومات، والقوى، والمنظمات السودانية، كانت ولا تزال مع القضية الفلسطينية، والحق الفلسطيني على كامل ترابه.

وشدد سليمان على أنَّ عبد الفتاح البرهان في موقفه المُدان لا يمثل إلا نفسه، فهو غير مفوضٍ وغير منتخبٍ من الشعب السوداني وإنما موجود بحكم الضرورة التي فرضتها الظروف في السودان، قائلاً: مهمته تسيير أعمال السودان، وليس من حقه مطلقاً أن يغيرَ من المواقفِ تجاه القضايا الأساسية والقضايا المركزية السودانية، والتي من بينها الموقف من القضية الفلسطينية.

وبيَّن سليمان أنَّ موقف البرهان المُستنكر جاء من وراء الشعب السوداني، ولم يستشير فيه أطراف المجلس السيادي، ودون تشاور مع حكومته، مشيراً إلى أنَّ اللقاء لن يكون له تداعيات ولن يغير من مبادئ الشعب السوداني.

في السياق، أكَّد أن القوى السودانية عبَّرت من خلال البيانات والوقفات والتظاهرات والإعلام السوداني والعربي عن رفضها الكامل للقاء بين البرهان ونتنياهو، مشيراً إلى وجود سلسلة من الخطوات العملية التي لن تتوقف في السودان حتى تتكشف دوافع ومخرجات اللقاء.

تجوعُ الحرةُ ولا تأكل بثديها

وعن أنَّ اللقاء جاء لترتيب العلاقة مع الإدارة الامريكية وبهدف رفع وتجاوز العقوبات المفروضة على السودان، علَّق الأمين السياسي قائلاً: تجوعُ الحرةُ ولا تأكل بثديها، ويجوع السودان ولا يأكل من مواقفه، يجوع السودان ولا يأكل بالموقف من فلسطين، لن نتنازل عن الموقف من فلسطين، ولن نقبل بالابتزاز، والخنوع، والإغراءات.

وأضاف: "الحديث أن المعادلة التطبيع مقابل رفع العقوبات مجرد أوهام، إسرائيل لا يمكن أن تقدم لنا أي شيء، هي فقط توزع الموت بين المدن العربية والأفريقية، هي تقدم السلاح للشعوب والدول لكي يقتلوا بعضهم البعض"، مشدداً على ان "الاحتلال الإسرائيلي" يسعى لإضعاف السودان على جميع الصُعد، وأنها تسعى لأن يكون السودان دولة ضعيفة ومشتتة، كون السودان يشكلُ عليها خطراً داهماً لمواقفه الأصيلة من الشعب والقضية الفلسطينية.

وأضاف: التجربة تقول أن كلَّ من اقترب من الاحتلال الإسرائيلي لم يستفد شيء، وأنَّ كل من اقترب منها مثل أولئك الذين هرولوا وطبَّعوا حصدوا الذلة والانكسار والمهانة، متسائلاً: ماذا أعطى الاحتلال الدول المطبعة؟! ماذا جنى أولئك الذين هرولوا تجاه الكيان الغاصب لفلسطين غير الذل؟!.

صفعة القرن

وعن بنود الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال: "هذه الصفقة ظالمة وجائرة وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية جملةً وتفصيلاً، هذه ليس صفقة وإنما صفعة للأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء"، مُشدداً على أن الكيان والولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تعطي الفلسطينيين أي حقٍ من حقوقهم حتى تلك الحقوق التي أقرتها الأمم المتحدة إلى جانب القرارات الدولية.

واعتبر أن خطة ترامب ما هي إلا عبارة عن كرت في يد كلٍ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ليحسنوا من حظوظهم الانتخابية القادمة، وأنها لا تحمل أدنى مصلحة للشعب الفلسطيني، ولا تهدف سوى لتصفية ما تبقى من قضية فلسطين.

المقاومة سلاح المواجهة

وعن سبل المواجهة لصفقة ترامب التصفوية، أكد "أن المقاومة الشاملة هي الحل الوحيد القادر على كبح جماح الرؤية الأمريكية والإسرائيلية ومخططات التصفية، وهي الحل القادر على تحرير فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها ومن رفح حتى رأس الناقورة.

وتابع: الحلول التفاوضية لن تجلب للشعب الفلسطيني سوى مزيدٍ من الضياع (..) عندما يكون أحد الأطراف ضعيف فإن الطرف القوي يملي عليه ما يشاء، وهو ما جرَّبه بعض القطاعات في الشعب الفلسطيني الذين ظنوا أنهم بإمكانهم التحصُّل على بعض المكاسب من وراء أوسلو وإسرائيل والإدارة الأمريكية، بينما هم في الواقع حصلوا على صفر كبير وسراب أكبر.

ودعا سليمان الشعب الفلسطيني لعدم الالتفات لأصوات النشاز، وأن يثق بأن الشعوب تميز الغَثِّ من السَّمِينِ والرَّدِيءِ من َالْجَيِّدِ، وأنَّ النصر صبر ساعة، مختتماً حديثه قائلاً: صفقة القرن هي بمثابة صفعة القرن، ومن غير المقاومة الشاملة والجهاد والاستشهاد لن يحصل الشعب الفلسطيني والأمة على أرضهم الكاملة وحقوقهم الثابتة في فلسطين.

كلمات دلالية