حدث سوداني غير مفاجئ‏.. بقلم سعيد بشارات

الساعة 09:39 م|03 فبراير 2020

فلسطين اليوم

في العام الماضي رد نتنياهو على زيارة الرئيس التشادي أدريس دبي بزيارة- سماها تاريخية- الى تشاد، وكانت هذه الزيارة تجديد لعلاقات سرية سابقة مع تشاد.

خلال تلك الزيارة أعلن نتنياهو أن هناك اتصالات مع السودان، من أجل فتح علاقات وتطبيعها مع السودان، في تلك الفترة زار السودان وفد صحفي إسرائيلي من الليكود، وتجول في السودان وكتب سلسلة تقارير من الخرطوم، نشرت جميعها في صحيفة الحزب الحاكم؛ يسرئيل هيوم.

عاد نتنياهو من التشاد، التي وعدها هناك بأن يفتح لها البوابة نحو واشنطن، كما وعد دول إفريقية أخرى بلسان التهديد، أن إسرائيل ، فقط إسرائيل هي بوابتكم نحو الشمال، نحو اوروبا وأمريكا، وعداها، طرق وبوابات مغلقة.

مرت الأيام ، وسكنت الأخبار حول الملف السوداني، الى ان اعلن نتنياهو عن زيارة لآوغندا أمس، وصفها ايضاً بأنها تاريخية وسيصنع فيها التاريخ، واصطحب معه بشكل غير معهود "رئيس الموساد" يوسي كوهين ، مهندس العلاقات الخارجية مع الدول العربية التي ما تزال تكنز علاقتها مع "إسرائيل" وتريد الآن أن تخرج من الخزانة.

وفعلاً كان التاريخ اليوم حاضراً، وليس مفاجئاً، وتعرى أمامنا ، وانقلب السودان على لاءاته، التي أطلقها قبل 53 عامًا حينما أعلنت جامعة الدول العربية من السودان: "لا سلام مع إسرائيل ، لا اعتراف بإسرائيل ، لا مفاوضات مع إسرائيل". بعد تلك ال 53 سنة: إسرائيل والسودان يجتمعان ليمزقا وثيقة اللاءات، وتفتح السودان علاقتها مع من سيمهد لها الطريق الى البيت الأبيض.

‏إسرائيل هي طريقكم الى واشنطن؛ قال نتنياهو لعبد الفتاح برهان ، وأخبره أن ايران لن تنفعكم، وحان الوقت لطي صفحة العداء، والإنضمام الى محور القطع، الذي سينتج عنه قطع الحبال مع ايران، وقطع طريق السلاح الى غزة كما قال الصحفيون الإسرائيليون.

هذا اللقاء، كما قالوا، نتيجة وساطة من المحور السني المعتدل ، الذي تتوج بهذا اللقاء، الذي جاء بدعوة من الرئيس الآوغندي، وربما كانت الزيارة لآوغندا فقط للقاء رئيس السيادة السوداني الذي سيفتح مجال بلاده الجوي امام شركة ال-عال كي تقصر الطريق أمام الإسرائيليين الى أمريكا الجنوبية ، كما قصرتها السعودية أمامها في طريقها الى الهند. فليش متفاجئين؟!

كلمات دلالية