فَلْنَكنْ مع أنفسِنا بمواجهَة أعدائنا.. بقلم : علي عقلة عرسان

الساعة 12:49 م|01 فبراير 2020

فلسطين اليوم

بقلم : علي عقلة عرسان

هل تلغي المصالح المتبادلة بين المأزومين " ترامب ونتنياهو" حقوق الشعب الفلسطيني وتجعله مشلولاً كما هي حال معظم الأنظمة العربية في مواجهة "صفقة هي لصالح "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية، لصالح الإنجيليين والصهاينة، لصالح ترامب ونتنياهو.. حيث ينجو ترامب من العزل كرئيس ويكسب أصواتاً في انتخابات ٢٠٢٠ تؤهله لدورة رئاسية حديدة، وينجح نتنياهو في أن يحصل من الكنيست على حصانه تجنبه المحاكمة في التهم الموجهة إليه ويكسب في الانتخابات القادمة في شهر آذار/ مارس ٢٠٢٠ ويعود رئيساً لوزراء كيان الإرهاب الصهيوني لدورة جديدة؟!

هل تلغي الولايات المتحدة الأميركية، بصفقة "ترامب - نتنياهو"، قرارات هيئة الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بقضية فلسطين؟ وتلقي حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية سيادية في حدود ١٩٦٧، وهو الحل الذي تتفق عليه دول العالم وتراه مدخلاً مناسباً ينهي تسكُّع أعدل قضية في العالم في أروقة الأمم المتحدة منذ أكثر من سبعة عقود؟!.. وهل تنكفئ دول كبرى تنازع الولايات المتحدة تفرُّدها بالسياسة الدولية، وتريد أن تكون طرفاً نِدَّاً لها في تلك السياسة وفي كل شأن من شؤون السلم والأمن في العالم، وتخنع الدول والقوى التي تنادي بتعدد الأطراف في شؤون العالم.. أم أنها، عندما يتعلق الأمر " بإسرائيل" والصهيونية واليهود، شريكٌ وداعمٌ ومؤيدٌ لكيان الإرهاب والعنصرية " إسرائيل" التي تحتل فلسطين وتنكل بشعبها.. وأن تلك الدول تتواطأ ضد شعب مظلوم وقضية عادلة، وتأتمر بأمر اليهود وتدعم احتلالهم وإرهابهم وعدوانهم وامتلاكهم لأسلحة نووية يهددون بها العرب ودول العالم الأسلامي علناً؟! وهل يقبل العالم هذا العبث الأميركي - الصهيوني بالقرارات الدولية، ويأتمر بأوامر الثنائي الفاسد المفسد "ترامب - نتنياهو"؟!.

السؤال ليس مطروحاً على الدول العربية حتى لمجرد التفكير به فضلاً عن مقاربته بقول أو عمل، لأنها أصبحت منذ سنوات خارج الفاعلية في قضية فلسطين بوصفها قضية مركزية في النضال العربي، ومسؤولية عربية بكل الأبعاد والتبعيات والمتطلبات، وبكونها أساس في الصراع مع المحتل الصهيوني من أجل التحرير والتخلص من داء يفتك بجسم الأمة العربية ومن سرطان لا يصح الجسم العربي إلا باستئصاله.. وهي تفعل ذلك إما بالهرب من الموضوع، وإمَّ بإظهار العجز عن إبداء أي رأي فيه أو القيام بتصرف مجدٍ حياله..

وقد دفن عرب مبادرة السلام العربية التي أصبحت خطة وموقفاً يرددونهما منذ مؤتمر بيروت ٢٠٠٢، وانتقلوا إلى تأييد خطة ترامب المدمرة لكل الحق الفلسطيني ولهيبة من يقولون بتلك المبادرة؟.. إن السؤال كما أسلفت ليس موجهاً لمن لا يعنيهم حتى أمر مبادرتهم التي شكلت بالأصل بداية التراجع الجوهري عن الحق التاريخي في فلسطين، ونكوصاً قومياً، وتملصاً من فلسطين وقضيتها.. واستبدلها سياسيون ببقاء مقابل تقديم الثمن الفادح فلسطينياً وعربياً "سياسياً واقتصادياً ومالياً وجغرافياً".

وأصبحت بعض الدول العربية، لا سيماالتابعة منها لـ " إمبراطورية الشر الأميركية"، تتعاون مع كيان العنصرية والإرهاب "إسرائيل" اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، وتتحالف مع المحتل الصهيوني ضد دول وشعوب عربية تعاني من الاحتلال والعدوان والتآمر، ويفعل الكثير من أجل " إسرائيل" ومعها، مما يعرفه أولو الأمر والعارفون ببواطن الأمور.

نحن اليوم بمواجهة خطة " ترامب" المُسماة صفقة القرن التي يلوِّح بها منذ ثلاث سنوات، وقد صرح منذ أيام بأنه سيعلنها في يوم الثلاثاء ٢٨/١/٢٠٢٠ ودعا شريكه نتنياهو ورئيس حزب " أرق ـ أبيض" الصهيوني غانتس للتشار والاحتفال بمناسبة الإعلان.. ورحب الإثنان بالخطة، ورأي نتنياهو أنه: "مرة واحدة في التاريخ تقع فرصة كهذه ومحظور تفويتها..لدينا اليوم في البيت الابيض الصديق الأكبر الذي كان لإسرائيل في أي وقت من الأوقات، وعليه فتوجد لنا الفرصة الأكبر التي كانت لنا في أي وقت من الأوقات"." وقد تسرب من تلك الخطة ما نذكر بعضه بإيجاز:

حسب "أزرق أبيض"، وبعد لقاء " آفي بركوفيتش" الذي حل محل جيسون غرينبلاط المستقيل، مع اللواء "أمير ايشل" مبعوث غانتس للقاء، أنه حسب الخطة" ليس للفلسطينيين حدود مشتركة مع أي دولة عربية، باستثناء محور فيلادلفيا؛ ويمكن للجيش الإسرائيلي أن يقيم استحكامات في كل نقطة على الارض عند الطواريء، حتى في المدن الفلسطينية؛ ولإسرائيل أضيفت أرض سيادية، والكتل الاستيطانية تحظى باعتراف أمريكي.".. وحسب تسريبات أخرى أنه تعطى لإسرائيل المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية ونصف المنطقة " ج"، وذلك يعني ما نسبته ٣٠ إلى ٤٠ ٪ من مساحة الضفة، وأن الإدارة الأميركية ستوافق على "البسط الفوري للقانون الإسرائيلي على غور الأردن وعلى المستوطنات في يهودا والسامرة".. وسيبقى جيش الاحتلال في أرض السلطة ليحمي المستوطنين والمستوطنات المتوزعة هناك، وليراقب كل تحرك فلسطيني، وسيكون له الحق في أن يدخل إلى أي مكان من المناطق التي تسيطر عليها سلطة منزوعة السلاح مستباحة بالمعنى الفعلي للعدو المحتل.

وستعطى للفلسطينيين مناطق في "النَّقَبْ" وفي وادي "عَارَة" بدل نصف المنطقة ج الذي سيعطى لإسرائيل، كما تُعطى أحياء عربية في القدس.. ولن يكون هناك تواصل جغرافي بين الأرض التي ستكون للسلطة الفلسطينية، وسيربط نفقٌ بين قطاع غزة والضّفة.

وحافز اقتصادي للفلسطينيين بمبلغ 50 مليار دولار.. من المعروف والمُعْلَن من جانب " ترامب" أن دول الخليج العربي ستدفعه أو تدفع مُعْظَمه "، وكما يقول المثل الشامي " مِنْ دهنه سَقِّي لَه".؟! وليس هناك مجال مناورة أو اختيار كما صرح ترامب فإما القبول بـ "كل شيء أو لا شيء".. وهناك تلميح بأن تُعطى فرصة انتظار أربع سنوات لقبول الفلسطينيين، وهي بنظر أصحاب " الصفقة" مدة انتظار لخلخلة الموقفين العربي والفلسطيني، وتهيئة لمجيئ خَلف لـ"أبو مازن" إن هو أصرَّ على الرفض، يرضى بما لم يرضَ به.

نحن اليوم أمام تحدٍ مصيري، وأمام هجوم شرس لأعدائنا، ولذا فإنه " يجب تسفيه ترامب ورفض خطته وتحميله مسؤولية ما سيجري في المنطقة من توتر ومواجهات ومتغيرات.. وينبغي على الجماهير العربية أن تدين الحكومات والمسؤلين العرب الذين يوافقون على " الفصّقة - الصّفعة"، والذين يثبت تواطؤهم، والذين يبطنون الموافقة على الخطة ويشجعونها ويظهرون غير ما يبطنون، أو يلوذون بصمت بمواجهتها. إنَّ هذا الوقت ليس وقت السكوت على الرغم من الأوجاع والمصائب والأخطار التي تحيق بأقطار عربية وبتنظيمات وقوى تقاوم الوجود الصهيوني والمشاريع الأميركية والأوروبية وغيرها في وطننا.. هذا الوقت هو وقت الشعب الفلسطيني لينهي التنسيق الأمني مع العدو المحتل الصهيوني وليس وقت متنفذين لم يوقفوا ذلك التنسيق المُهين مع الاحتلال ضد شعبهم ومقاوميه رغم التلويح بذلك والتصريح عنه بكلام ليل يمحوه النهار  لذر الرماد في العيون.. هذا الوقت هو وقت رفض أوسلو وتحميل الاحتلال مسؤولياته كقوة محتلة وليس ستر عوراته ودفع تكاليف احتلاله.

هذا وقت المناضلين الفلسطينيين ليعيدوا ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية إلى موقعه والعمل به ورفض التعديلات التي أجريت عليه بسبب أوسلو وغيرها.. ويعلنوا للعالم تمسكهم بحق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى وطنه فلسطين.. هذا وقت الشعب الفلسطيني ليتخذ موقفاً مبدئياً شاملاً ونهائياً باختيار المقاومة سبيلاً لتحرير الأرض والإنسان، وللتخلص من الاحتلال الصهيوني ومن الاستعمار الأميركي وتغيير نظرة العالم إليه والنظرة إلى قضيته، فهو شعب يتعلق بالحرية والاستقلال ويناضل من أجل تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة في وطنه التاريخي فلسطين.. هذا وقت كسب أصدقاء للقضية العادلة، قضية فلسطين، واستقطاب مناضلين من العدالة والحرية والتخلص من سياسات المراوغة والتواطؤ والخداع وقهر الشعوب.. هذا وقت العرب المقاومين وليس وقت العرب المتخاذلين والموالين لأعداء الأمة، وقتٌ يقول فيه الشعب العربي لأعدائه وللأمم، لترامب والصهاينة وأتباعهم وأذنابهم وعملائهم، وللمتخاذلين والمتآمرين من ساستهم: " كفى.. لسنا للبيع، ولسنا كباش محارق لكم.".. هذا وقت نوجه فيه بنادقنا إلى العدول الأول لنا "إسرائيل"، للاحتلال الأميركي ولكل احتلال، وليس إلى صدورنا حيث يقتل بعضنا بعضاً كما يأمرنا ويعبث بنا الاحتلال وأعوانه وأدواته وعملاؤه.. هذا وقت الصحوة العربية، وقت يقظة العقل والضمير، وقت المواجهة بعلم ووعي وإيمان، وقت الانتماء بمسؤولية ويقين لأرض وتاريخ وقضايا عادلة، ومقاومة كل مَن يوجه سلاحه لصدورنا وينحرنا يومياً وليس وقت تنفيذ خطط ومخططات أعداء الأمة العربية، أعداء السلم والأمن والقيم والأخلاق والدين، من صهاينة ومتصهينين يستهدفوننا بالتدمير والنهب والإبادة ويستولون على أموالنا وثرواتنا ويتابعون منهجهم العدواني لإبادتنا.

إن ضم القدس والمستوطنات في الضفة والجولان وغور الأردن، والاعتراف بيهودية الدولة، وإبقاء الشعب الفلسطيني بلا دولة وبلا سيادة وبلا بندقية يدافع فيها عن أبنائه، واستباحته استباحة مفتوحة من " إسرائيل" وجيشها العنصري المجرد من الأخلاق، بموجب خطة ترامب، ومحاصرته في معازل، وقطع كل طريق للتواصل بين فلسطين والدول العربية، لا سيما الأردن، ووضع الفلسطينيين تحت رقابة مستمرة من جانب الاحتلال المكرس باتفاقيات، واتخاذ منطقة غور الأردن حدوداً آمنة لدولة "إسرائيل" من الجبهة الشرقية وضع لا يمكن أن يقبَلَ ولا أن يُطاق.. فإسرائيل التي تملك كل أنواع الأسلحة بما في ذلك السلاح النووي الذي تهدد به العرب وإيران علناً تدعي أنها مهددة من الفلسطيني المجرد حتى من السكين، ومهددة من الشرق الذي يحمي حدودها منذ عقود من الزمن؟! هذا منتهى الفجور ومنتهى الافتراء ومنتهى الانتهاك.. وهذاافتراء صهيوني منهجي أوصل "إسرائيل" إلى هذه امتلاك القدرات والأطماع والتطلعات، وممارسة العدوان المكشوف يوماً بعد يوم.

إن ضم غور الأردن "لإسرائيل" عزل للفلسطينيين عن محيطهم العربي، وتهديد للأردن الذي يرى ما لا يراه سواه.. وربما بعد هذا يبقى مَن يخاف على أمنه وسلطته من غزة المحاصرة منذ أحد عشر عاماً ومن سلطة فلسطينية منزوعة السلاح أكثر مما يخاف عليها من " إسرائيل" المدججة بكل أنواع السلاح.. وهناك من " يفبرك" ويصدِّر عن الفلسطيني ما لا يمكن قبوله.. فالفلسطيني بنظر "جواره" وربما بنظر آخرين، " إرهابي" عندما يطالب بأرضه وحقوقه، أو عندما يدعو أشقاءه وأخوته وأمته للمطالبة بمساعدته على استعادة الأرض والحقق. وتلك من مصائبنا المزمنة في وطننا العربي، وقد رأينا الكثير من تفاعلاتها ومضارها وعشنا أيام صراع دموي في إطارها.. وفي هذا الصَّدَد أذكِّر بالكثير مما تروجه " إسرائيل" وتأخذ به الإدارات الأميركية وأوساط أوروبية ودولية وتغذيه وتمارسه أوساط سياسية عربية، وأشير هنا إلى ما نشره الصهيوني " إفراييم عنبر" عن العلاقة بين "إسرائيل" والأردن حيث قال:" المملكة الاردنية هي شريك استراتيجي لإسرائيل منذ سنوات عديدة، حتى قبل معاهدة السلام مع اسرائيل في 1994. والسبب الأساس لذلك هو العدو المشترك – الحرك الوطنية الفلسطينية. للدولتين نسيج هائل من المصالح المشتركة التي تتضمن الدعم للتواجد الأمريكي في المنطقة، المعارضة للحركات القومية والعربية والإسلامية، وبالتأكيد للإسلام المتطرف، السني أو الشيعي. كما أن عَمَّان ترى بانسجام مع القدس موضوع التهديد الإيراني."/ عن جريدة إسرائيل اليوم - 27/1/2020 - الأردن لن يكون عائقاً./  وكل هذا وسواه مما يقوله أعداؤنا، ومما تمر غيماتُه وسجالاته وظِلاله في فضاء أنفس وأقطار عربية من آن لآخر، ويتراكم زيارات للعدو الصهيوني واتفاقيات معه ودعماً لاقتصاده وندوات ومؤتمرات ومؤامرات يحيكها وتتم معه و.. و.. لأقول إنَّ كل هذا ينبغي ألّا يجعلننا، ولن يجعلنا أبداً بإذن الله، نفقد ثقتنا ببعضنا بعضاً ونلغي أخوتنا، أو ننحّي وجوهنا عن أشقائنا، أو لا أشعر بشعورهم ولا نكون منهم ولهم.. أو أن يفكر المنتمي لأمته منا بصدق ووعي بأن " يَشْلَحَ ثَوبه"، فمن يَشْلَحُ ثوبَه يَعْرَى وقد يموت من البَرْد. وإنني لآمل وأدعو إلى أن نبقى، برغم المحن والفتن والمرارات، على تآخٍ وتواصل وتفاعل وتعاونٍ، وتسامح  بَنَّاءٍ، منقذ لنا ولأجيال، نردد قول الشاعر  محمد بن ظفر بن عمير الكندي الملقب بالمقنع الكندي ( توفي 69 هـ / 689م:

وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِـــي

                                    وبَيْنَ بَنِــي عَمِّـي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا

أَرَاهُمْ إِلَى نَصْرِي بِطَاءً وإنْ هُــمُ

                                    دَعَوْنِي إِلَى نَصْرٍ أَتَيْتُهُمُ شَدَّا

فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومهُمْ

                                    وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدا

وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبَي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ

                                    وإنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوِيتُ لَهُمْ رَشْدًا

وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ

                                    دَعوني إِلى نَصرٍ أَتَيتُهُمُ شَدّا

وإنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِي

                                    زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا تمُرُّ بهِمْ سَعْدَا

وَإِن هَبطوا غـــوراً لِأَمرٍ يَســؤني

                                    طَلَعــتُ لَهُم مـا يَسُرُّهُمُ نَجــدا

فَإِن قَدحوا لي نارَ زنــــدٍ يَشينُني

                                    قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَنـدا

وَإِن بادَهونـي بِالعَـــداوَةِ لَم أَكُــن

                                    أَبادُهُمُ إِلّا بِما يَنـــعَت الرُشـــدا

وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً

                                    وَصَلتُ لَهُـم مُنّي المَحَبَّــةِ وَالوُدّا

 

الثلاثاء، ٢٨ كانون الثاني، ٢٠٢٠

كلمات دلالية