ساعات قليلة تفصلنا عن ما تسمى بصفقة القرن، المقرر الإعلان والكشف عن تفاصيلها غداً الثلاثاء 28/1/2020، خلال مؤتمر صحفي مشترك سيعقد بين نتنياهو وترامب، في تمام الساعة السادسة مساءً.
ترامب سيقدم خلال المؤتمر المشؤوم فلسطينياً، جدولًا زمنيًا لتنفيذ الخطة والتي قد تكون خلال ستة أسابيع للبدء بالتنفيذ، إلا أن الموقف الفلسطيني المشحون بات في حالة استنفار لما قد تحمله الساعة السادسة موعد "مؤتمر الإعلان عن الصفقة" من كوارث للقضية والثوابت الفلسطينية التي يحاول ترامب منذ توليه أن يضع الأراضي الفلسطينية قرباناً "لإسرائيل" دون أي مراعاة للقوانين الدولية والرفض العالمي لما يسمى بصفقة القرن، وسط خشية من طبخة أمريكية "إسرائيلية" عربية للإطاحة بالقضية .
اجتماعات فلسطينية مكثفة لبحث آليات الرد الأمثل على مؤتمر الغد "صفقة القرن" ، وسط دعوات بتفعيل كافة أشكال المقاومة، والتحركات الدبلوماسية للرد ودعوات من حركة حماس للرئيس محمود عباس لإنهاء الانقسام حالاً والتوحد في ظل التحركات الأمريكية، ليعود التساؤل مجدداً ما سيحدث غداً.. وهل المظاهرات والمؤتمرات المنددة هي الأمثل !!
يوم غضب
القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، دعت إلى اعتبار يوم الثلاثاء إعلان الخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة بـ"صفقة القرن"، يوم غضب شعبي وجماهيري واسع، رداً على "هذا العدوان الأميركي الاحتلالي، ليقول الشعب الفلسطيني كلمته بصوت واحد، أن الصفقة لن تمرّ، والشعب الفلسطيني قادر على إسقاطها مثلما طوى وأسقط كل المشاريع السابقة".
وقالت القوى الوطنية والإسلامية، في بيان عقب اجتماع لها، إن "الضجة الإعلامية المفتعلة الجاري تداولها حول الإعلان المرتقب لصفقة القرن المشؤومة، بينما تم تنفيذ أجزاء كبيرة منها طوال السنين الماضية، تندرج في إطار الحرب النفسية المتواصلة مع استمرار القيادة والشعب الفلسطيني في رفض الصفقة جملةً وتفصيلاً، وإن هذا الإعلان لن يمس بواقع الأراضي الفلسطينية والعربية باعتبارها وحدة واحدة وأراضي محتلة، وأهمية إزالة هذا الاحتلال بكل أشكاله، وإنفاذ القانون الدولي بفرض عقوبات دولية على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال".
الفصائل الفلسطينية كافة اعلنت وخلال بيانات مختلفة عن رفضها لصفقة القرن ، وشددت على ضرورة رفضها بالوحدة والفعاليات المتفق عليها ..
لا تحرك للعرب
واعتبر سمير حمتو الكاتب والمحلل سياسي ،ان اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن خطته المشؤومة المسماة بصفقة القرن لن تُغير من الواقع شيئاً فور اعلان ترامب عن خطته المشؤومة وستبقى الامور على حالها باستثناء بعض المسيرات الغاضبة في القدس و الضفة والقطاع وبيانات الشجب والاستنكار.
واعتبر ان التصريحات المتحفظة التي ستصدر من بعض وزراء الخارجية العرب لن تبدي رأياً صريحا في الصفقة.
وبشأن تحركات الاحتلال قال حمتو، سيبدأ قادة الاحتلال سباقا محموما لتطبيق بنود صفقة القرن لأنها فرصتهم التاريخية وليس امامهم الا ستة اسابيع لإ نجاز العمل من خلال إعلان ضم المستوطنات في الضفة الى الكيان واضافة مزيد من التقطيع للمناطق الفلسطينية وعزلها عن بعضها البعض وضم غور الاردن ، إضافة الى تشديد اجراءات الخناق على الفلسطينيين في القدس لتهجيرهم.
وبين حمتو ان غزة سيكون لها شأنٌ آخر حيث ستتحرك دولة الاحتلال من خلال الوسطاء من اجل اقامة دولة منزوعة السلاح في غزة مقابل اغراءات مالية كبيرة ومشاريع ضخمة.
المحلل ثابت العمور قال ان تمرير صفقة القرن لا علاقة لها بمحاكمة ترامب ولا محاكمة نتنياهو ، وما يحدث هو خلاصة لمجموعة تحولات ومتغيرات بدأت منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.
منذ الاعتراف بالقدس عاصمة لليهود ومنذ نقل السفارة اليها ونحن نعلم ان هناك صفقة من بن عباس الى بن سلمان وزيدان ونهيان وأروغان وكل العربان من المغرب الى جاكارتا ثم ماذا فعلنا لا شيء.
وتابع منتقداً من يتحدث عن مواجهة صفقة القرن بالقول ان هناك مجالين لمجابهتها الأول عملي يتبنى المواجهة ورفع التكلفة ، والثاني عملي ايضا ويقوم على مخاطبة العالم ، موضحاً ان الموضوع ببساطة يتعلق بشرعية وجودنا , ولكن الانظمة العربية تستمد شرعيتها وبقائها من واشنطن وليس من القضية الفلسطينية.