خبر إلى اليمين در.. والله ولي الأمور.. علي عقلة عرسان

الساعة 01:05 م|13 فبراير 2009

بقلم: علي عقلة عرسان

الانتخابات الأخيرة في الكيان الصهيوني أطلقت إيعاز " إلى اليمين در"، لكن أي يمين؟ إنه الذي يقول في الوقت الراهن بـلسان نتنياهو: " غملا ـ أي قرية جملة في الجولان السوري المحتل ـ  لن تسقط مرة أخرى، وأنه لن تُخلي مستوطنات، وأن القدس لنا إلى أبد الآبدين." مع إضافات متطرفة من ليبرمان تقول بطرد عرب 1948 من أرضهم في فلسطين ابتداء من مدينة أم الفحم لتقوم الدولة اليودية النقية.

 

إن تكتل "اليسار الصهيوني" التقليدي الضخمة، أي حزب العمل وما لف حوله أو تحالف معه مروراً بميرتس وأطياف التنظيمات الشيوعية ووصولاً إلى كديما شارون وأولمرت الذي أصبح "يساراً" على يدي تسيبورا ابنة الليكود والموساد وايتان ليفني أحد مجرمي المنظمات الإرهابية قبل عام 1948، هو تكتل يمين بالمفهوم العام السليم لدولة معتدلة وليست معتلّة. ولم يكن ذلك " اليسار الصهيوني" إلا يميناً شوفينياً نازياً متطرفاً عبر تاريخه الإجرامي منذ ما قبل عام 1948 وحتى الآن.. فكيف حين يأتي يمين إلى السلطة بمفهوم تلك الدولة الصهيونية المعتلّة؟. أما حين يفوز العنصريون والمتطرفون واليمين المتشدد في انتخابات الكنيست 18فنحن أمام وجه حقيقي " لتجمعات الإرهابيين القتلة التي تكون إسرائيل"، وأمام الوجه العنصري القبيح لأبشع كيان إجرامي في التاريخ، يجسد أسوأ مشروع استعماري ـ استيطاني منذ أن بدأ، و لمشروع الصهيوني.

 

يقول المتابعون من الداخل إن اليهود يميلون اليوم إلى اليمين، ويعترضون على مسارات التفاوض والسلام، وهو ما أشارت إليه نتائج الانتخابات الأخيرة، وأن حظوظ نتنياهو " 27 صوتاً" بتشكيل حكومة هي أقوى من استحقاقات ليفني " 28 صوتاً"، وأن الإعداد والاستعداد لمزيد من العدوان والتطرف والتشدد هو السمة العامة المنتظرة لحكومة تمثل الجمهور الذي انتخبها في شباط/ فبراير 2009. وأرى أن تلك الانتخابات قد أسفرت عن تعادل تام بين السيئ والأسوأ، فإذا أخذنا مجموع أصوات أكبر حليفين في الكتلتين لمتنافستين، "كديما والليكود"، وجدنا أن كديما والعمل 28+ 13 =41 صوتاً، وأن الليكود وإسرائيل بيتنا 27 + 15 = 42 صوتاً، كديما وحده " ليفني" أعلى من الليكود " نتنياهو" بصوت، وتحالف الليكود " نتنياهو" مع إسرائيل بيتنا " ليبرمان" أعلى من تحالف كديما والعمل بصوت. لكن مجموع ما يمكن أن يحققه الليكود مع مجموع حلفائه المحتملين أكثر مما يمكن أن يحققه كديما مع حلفائه المحتملين. وحكومة تجمع بين الفائزين الرئيسين كديما والليكود في تحالف يحكم بالتناوب يمكن أن تشكل حلاً داخلياً يشكل بدوره مصيبة كبرى للداخل، وللفلسطينيين في الداخل والخارج بصورة خاصة ودائمة.. أما العرب فبعضهم خارج اللعبة، وبعضهم حليف الصهيوني القادم وشريكه، وقلة عادت إلى التسليم بحقيقة أن الصراع عربي صهيوني، وأنه صراع وجود وليس نزاعاً على حدود، ولكنها لا تملك إلا التأفف والتحسر والقعود.        

 

إنني لا أستطيع أن أرى نقاط اختلاف جوهرية بين التحالفات الصهيونية، ولا أن أميز بصورة معيارية دقيقة بين درجات الإجرام التي تملكها حكومة تحالف يسار بالمفهوم الصهيوني لليسار " العمل وكديما.. أولمرت، ليفني، باراك " التي ما زالت تضح بدماء أطفال غزة، وبين حكومة تحالف "يمين " يجمع الليكود وإسرائيل بيتنا.. نتنياهو وليبرمان"، أو حكومة تحالف تضم كديما والليكود معاً.. ذلك لأن كل أولئك شركاء يتنافسون على ترسيخ الاحتلال والاستيطان واستمرار إرهاب الدولة وشن العدوان.. والفائز منهم من يقتل من الفلسطينيين أكثر، والمبشر بالفوز من يذهب في الإجرام أبعد. والمجرم هو المجرم، والقتل هو القتل، والإرهاب هو الإرهاب، والعدوان هو العدوان.. وكل أولئك مجرم وقاتل وإرهابي ومعتد محتل. نعم إنهم يعيشون في جحيم خلافاتهم ولكنهم يحسمونها عند الشدة على حسابنا ويصفون حساباتهم ويكتبون صفقات اتفاقهم بدمنا، وينتصر كل منهم على الآخر بعدوانه علينا.. هذه بعض حقائقهم ولكن ما هي بض حقائقنا؟

 

في الجانب العربي فتبدو لي الصورة أكثر وضوحاً من بعض الوجوه وأشد قسوة وقتامة وإحباطاً من كل الوجوه.. وأرجو أن أكون مخطئاً فيما أرى، أو أن يكون قد شبّه لي فيما يبدو لي أنه رؤية قاتمة لا تدفعني إلى اليأس بل إلى الغضب.

 

في الجانب العربي أرى أن هناك:

 

1 ـ  من نفض يده نهائياً من الانتماء لقضية فلسطين وحمْل عبئها وتحمل أية مسؤولية تجاهها بوصفها قضية قومية ومسؤولية عربية، فقد اعتبرها قضية الفلسطيني وحده، بل قضية بعض الفلسطينيين المتشددين غير المسؤولين، " المخربين أو الإرهابيين؟"، وأصبح معترِفاً بالكيان الصهيوني، مطبعاً للعلاقات معه، أو حليفاً له، أو وسيطاً بينه وبين فلسطينيّ ذبيح وفلسطيني آخر فصيح يقامر ويصيح. ويريد أن ينشر نهجه يبسط يده فوق الإرادات والنفوس.  أو أنه عربي محايد، أو متفرج، أو متأفف مما يقوم به الصهيوني من استخدام لقوة " مفرطة"، تؤدي إلى قتل وتدمير، وتُعَدّ عدواناً في أحسن الأحوال.

 

2 ـ وهناك من يريد رأس المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية التي تزعج الاحتلال وتستنفره، يريدها بأي شكل من الأشكال وبأي ثمن.. ويرى فيها رأي العدو الصهيوني فيها، يرى فيها: "عبثية وتخريباً وإرهاباً وعدواناً يسوغ للعدو ادعاء الرد على العدوان، وانعداماً للمسؤولية في كل الأحوال.. إلخ"، ويتهمها بأنها القاعدة التي تبوء بغضب الكثيرين في العالم، أو بأنها يد إيران السوداء في المنطقة، تلك التي يريد قطعها ليرد الزحف الإيراني " الخطير " القادم. وتلقى تلك المواقف والآراء والأفكار والأقوال والسياسات حماسة فائقة لدى بعض العرب الذين يذهبون في هذا الاتجاه، وهو حال يذكرنا بما نُقبل عليه من حال، فنحن العرب والمسلمين لدينا الاستعداد لأن نخوض حروباً متصلة فيما بيننا، تمتد سنوات وسنوات، وألا نخوض حرباً ضد عدونا تمتد لساعات.!!

 

3 ـ وهناك من يشعر بضغط الاحتلال على روحه ووطنه ومبادئه وشعاراته، ويعاني من الضعف المزمن، ويؤمن بوجوب امتلاك القوة ولا حول له ولا قوة، ولكنه حائر في موضوع استخدام ما يملكه منها: فهل يبني استراتيجيته على أساس أن تكون القوة التي يكونها لحمايته وترسيخ وجوده وسيطرته وتوجهاته في الداخل، أم لحماية حدود الوطن الضيق الذي أضحى هو الأمة أو لبديل الكامل لها، أم يوجهها باتجاه التحرير ومساندة المقاومة.. وفي هذه الحالة يجد أن "حسابات القرايا لا تتوافق مع حسابات السرايا"، فهو لم يهيئ ولم يحشد ما يحقق ما يقرب من حد أدنى من التوازن الاستراتيجي مع العدو، ولم ينجح أيضاً في ضم جبهة الأمة لموقفه، ليس له من الأصدقاء القادرين على الوقوف إلى جانبه ما يجعله " يشرب حليب السباع..".. فيقعد ملوماً محسورا، تدمع عيناه وهو يتحرك ويضرب كفاً بكف، وبحيرة وذهول ومرارة.. يقول: " العين بصيرة واليد قصيرة".

 

4 ـ وهناك من يشعر بالمسؤولية وفداحة المصاب، ينصف المقاوم ويتفهم وضعه ويقف معه، ويريد أن يساهم في صد لعدوان.. ولكنه منذ زمن الأزمنة خارج حدود القدرة على المشاركة إلا بما تيسر له. وهذا الذي يتيسر قد يكون مساعدات عينية أو مالية، مع حفنة من الانفعالات الصادقة والدموع والشعارات.. ولا يسمح له بأن يذهب أبعد ذلك لأسباب عدة، داخلية خارجية.. لا يـتأخر عن دعوة منقذة ولا يملك أن يقدم فيها ما ينقذ.!.  

 

5 ـ وهناك من اختار طريق المقاومة، دفاعاً عن النفس والحق وإبقاء لشعلة القضية العادلة متقدة، يقدم دمه وملكه وسعادته، لينقذ ما يمكن إنقاذه وليدافع عن أرضه وأبنائه، فيخسر أحياناً بيته وأبناءه ونفسه.. ويستمر روحاً تدعو إلى الحرية والعدل والتحرير.. إنه مع حال الأمة وتصرف رسمييها في قهر ش دائم، ومع جماهيرها في دفاع واستبشار واندفاع.. يريد أن يبقي القضية حية، ويضطر في أوقات كثيرة إلى دفع الثمن حتى لو لم يبادر إلى التصدي للعدو.. فالمحتل الصهيوني دائم العدوان وعظيم القدرة على تحويل الضحية إلى جلاد. والمقاومة وخياراتها، على الرغم من صمودها وتضحياتها وانتصاراتها، محاصرة وملاحقة رسمياً، ومحتضنة شعبياً بنسب تتعالى، لكن الشعب العربي لا يملك من أمره شيئاً.. فالأمر للحاكم، وأمر الحاكم ليس بيده، لأسباب لا مجال هنا للتفصيل فيها. 

 

6 ـ وهناك عرب في معظم ديار العرب، يدافعون عن الاحتلال والصهيونية والعنصرية والجريمة من موقع الحريص على لأمة القادر على تحمل مسؤولية الوعي الغريب بطريقة ما.. إنها طريقة غريبة ولكنها طريقة ما.. إن أولئك يرشقون بحرابهم ظهر المقاومة "بشجاعة ظاهرة" يستمدونها من "وعي مفرط بالمسؤولية"، ويدافعون عن إجرام العدو المحتل وكيانه ومشروعه العدواني وإرهابه الذي يمارسه، كما لم يدافع هو عن نفسه وعن عدوانه وجرائمه ومشروعه. إنهم يأكلون بأثدائهم وهذه عندهم شطارة لا يعرفها أصحاب المبادئ والأخلاقيون، وتعلوا أصواتهم في كل ساح معبرين عن مواقف مدفوعة القيمة من منابر كبيرة مدفوعة التكاليف. يتهمون المقتول بأنه أهدر دمه لأنه اختار الدفاع عن نفسه ورفع الحصار عن أولاده وأراد كرامته وحقه وأرضه مهما كان الثمن.. فالحصار والبؤس والظلم الأبدي عنده موت، والموت موت.. فما هو الفرق؟ إنهم يطلبون من أبناء الأمة العربية أن ينصروا الصهيونية والولايات المتحدة الأميركية في حربهما على العروبة والإسلام والكرامة الإنسانية، لقد اختاروا خياراتهم الموالية للاحتلال والصهيونية والإمبريالية والاستعمار والإرهاب الحقيقي، إرهاب الصهيونية والنازية الجديدة ومن والاها ودعمها وحماها.. هكذا الوعي المتقدم والموقف الحضاري عندهم! وعلى الأمة العربية أن تأخذ باختيارهم، فهم طليعة الركب المغترب، أو المتغربن المتغربب، أو المتصهين أو.. قل فيهم ما شئت فذلك لا يمهم ولا يعنيهم، لأنهم قطعوا حبالهم مع الأمة والعقيدة والحقيقة والقيم والمعايير وربما مع الشرف.. إن وطنهم وقيمهم ومبادئهم هي الدولار واليورو والشهرة الفارغة من كل مضمون وقيمة وحفاوة المحافل المعادية لأمتهم وقضاياها بهم.. إنهم يركبون صهوات الفضاء وخواء الإعلام.. ويقودهم يهودي هنا وصهيوني ومتصهين هناك، ويشد بعضهم من شعورهم أمثال دانييل بارنبويم الذي أقنعهم بأن النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني بدأ عام 1967 فقط، وأن على المثقفين في العالم أن يتجندوا لإنهاء هذا النزاع.. قافزاً بهم ـ  ليس على أنغام موسيقاه وإنما على إيقاع "الهاتكفا" ووقع الصواريخ الإسرائيلية وبالقوة الصهيونية ـ الغربية التي تقدمه على رأس أحد برامجها وحبكاتها السياسية الذكية، وتهيئ له ما يغري به الآخرين ويشدهم من شعورهم ـ  قافزاً فوق قضية فلسطين وحقيقة اغتصاب وطن الشعب الفلسطيني وتحويله إلى إسرائيل دولة يهودية.. معتبراً ذلك قضية منتهية مسلم با ومنسية ولا يجادل فيها أحد، فإسرائيل قائمة بقوة "التاريخ المعلّب" والذاكرة العربية المثقوبة.. انتهى الأمر.. نحن فيما بعد قيام إسرائيل، وما بعد الصهيونية، إسرائيل حقيقة قائمة وتاريخية؟؟ ".. هكذا إذن.."؟ وقافزاً بهم أيضاً فوق حقائق صارخة تزوبع في الضمائر الحية والعقول اليقظة والنفوس الخيرة.. فوق الخيام والدمار والمشردين والنازحين وحق العودة والقدس والاستيطان.. وحقائق الصراع العربي الصهيوني، فوق المذابح وإرهاب العصابات الصهيونية ودعم الغرب لدولة الإرهاب والإجرام الصهيوني الممتد على مدى مئة سنة.. مئة سنة فقد خلالها الفلسطينيون وطنهم، وفقد كثير من العرب أرواحاً وأموالاً وأرضاً ما زالت تحت الاحتلال، وبقيت أمة ومصرها ومستقبل أجيالها رهن الاستنزاف والاعتقال بقوة السلاح والتآمر والخيانة التي يقف وراءها المشروع الصهيوني ـ الإمبريالي في المنطقة، والسياسات المرتبطة أو الفاسدة، والعقول التي تخرب وتبيع وتشتري وتبقى " فوق.. فوق.. "؟!!

 

 يا للحسرة والأسف على أمة بلا ذاكرة ولا وعي ملهِم ولا آذان تميز الصوت النقي من فحيح الأفاعي، أمة تسير وراء أصنام يصنعها الجهل الثقافي والتخلف السياسي والعدو الأجنبي والدعاية الرخيصة التي تقوم بها ميليشيات حزبية وطائفية ومذهبية وعرقية وأيديولوجية..إلخ، يغذيها وينشرها: ضيق الأفق، وغياب المعايير، والتعصب الأعمى، والجهل، وفساد الحكم وحكم الغباء، وضعف الوعي المعرفي والحس النقدي، واختلال المناخ الاجتماعي والسياسي والثقافي الديمقراطي الحر المحرر، والانتهازيون الذين يتسلقون كل شجرة مثمرة أو واعدة ويعرونها من مقومات الحياة.. وعراك "ميليشيات.. ومافيا" تعمل بتعصب وقوة وقسوة، وخلاص يشبه إخلاص الدب لصاحبه"، تحت شعار: العقل المفتوح على القتل في الظلام، والغاية تبرر الوسيلة، ودمار الشريك في الوجود والمصير وإضعافه خدمة لمن؟.. للمستفيد الأول والأخير: الحكم الفاسد، والاستعمار، والاحتلال والأنظمة الفاسدة المتواطئة على شعوبها وقضاياها. إنها تعمل بشراسة من منطلقات يزيّنها لها التعصب.. تعمل ضد النظافة والحكمة والمعرفة والقانون السليم.. ضد ثقافة المقاومة والثقافة المنتمية لوطن وتاريخ وعقيدة وقيم وأمة في واقعها وتاريخها.. ومن ثم فهي بالنتيجة تعمل من دوائرها ونظراتها الضيقة ضد الحقيقة والعدالة والحرية وكل ما يبني الوطن والإنسان.. والأدهى الأمرّ أن بعضها أو بعض عناصرها ينطلق من "عصموية فريدة"، ويظن أنه يعمل بوعي وإخلاص مطلقين.. وتلك أفظع نتائج الجهل وأكبر أكاذيب العصر, وأقوى معاول الهدم.

 

ويكفي بعض رموز تلك المجموعات التي تقاتل في الداخل العربي ضد العروبة والإسلام والحق والعدل والانتماء والمقاومة.. تحت رايات ملونة وشعارات براقة مزيفة، يكفيها فخراً أن تضعها ليفني على صفحات موقع وزارتها، أو أن يعدَها لوبي دانييل بارنبويم بجوائز منها جائزة نوبل، أو بشهرة مدمرة تتحقق عملياً على حساب قيم الإبداع الحق، أو بسفرات مدفوعة القيمة، و"ببهجة إعلامية" بلا ضفاف تغذيها وتغطيها صفحات جرائد ومجلات وشاشات فضائيات، ويستخدم أصحابها من بعد عصياً غليظة لتخريب العقل والوجدان والدين الهوية، وتدمير المنطق والمحاكمة والانتماء والمعايير الوطنية والقومية السليمة، في بلاد العرب والمسلمين المنكوبة ببعض أبنائها وبناتها.

 

يبقى السؤال المتصل بالقادم من الأحداث بعد تأزم أوضاع العدو الصهيوني وتنافس " أنبيائه" على إراقة الدم العربي.. يبقى ملقى علينا جميعاً في أي موقع كنا.. ما هو برنامجنا لمواجهة برنامج العدو، وما هي خياراتنا الرئيسة التي تبني استراتيجية أو تحدد توجهاً، أو تحكم على نظام وشخص وموقف ورأي ورؤية وتصرف وقرار؟.. ومن معطيات الراهن العربي لا يتبين أن هناك وضوحاً إيجابيا لمواقف وتوجهات في هذا المجال.. فالأمر مؤجل.. ربما لما بعد مذبحة أو مذابح جديدة يقوم بها الصهيوني المحتل في غزة أو في غيرها من بقاع الأرض العربية.. ليتجدد في ضوئها الصراع العربي الداخلي بين معتدل وغير معتدل.. فيتوسع العدو وينتشر بكل الأبعاد المعاني.

 

والله ولي الأمور.