خبر مع حكومة انقاذ وطنية..هآرتس

الساعة 11:24 ص|13 فبراير 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

في الانتخابات للكنيست العاشرة في حزيران 1981 ذهب شعب اسرائيل للنوم مع علمه أن شمعون بيرس تغلب في العينة التلفزيونية على مناحيم بيغن. فضلا عن ذلك، الناطق بلسان قيادة الانتخابات، اسرائيل بيلغ، دعا المراسلين الاجانب في الساعة الثانية بعد منتصف الليل الى لقاء مع بيرس مستخدما عبارته التي لا تنسى: "ايها السادة، اعرفكم على رئيس الوزراء القادم لاسرائيل".

في الغداة استيقظ شعب اسرائيل على فجر يوم جديد، مع النبأ الدراماتيكي في أن في الاحصاء النهائي تغلب بيغن على بيرس بمقعد واحد فقط، وهو سيتولى منصب رئيس الوزراء لولاية اخرى. عندما ادعى بيرس الغاضب والخجل بان الفارق بالاجمال هو مقعد واحد (47 – 48)، اجابه بيغن بان "تفوق مقعد واحد ايضا هو انتصار سياسي بل واخلاقي".

حسب هذا المبدأ، فان لفني هي ايضا المنتصرة بفضل الفارق بمقعد واحد. ولكن في عصرنا الانجاز الشخصي، السياسي والاخلاقي متعلق ليس بصوت الفرد بل بالكتلة الحزبية التي يستطيع المتنافس على رئاسة الوزراء أن يبلورها. ومع ذلك، هناك أهمية هامة في أن المقترعين كلفوا أنفسهم في المطر والريح عناء التوجه الى صناديق الاقتراع كي يرفعوا مقاعد كديما من 23، التي تنبأت له بها الاستطلاعات، الى 28 – والتفوق في ذلك بمقعد واحد على الليكود – على الا تقوم حكومة يمينية متطرفة. ان هذا انجاز اخلاقي وانجاز سياسي على حد سواء. في خطاب النصر الذي القته كان يمكن ان نفهم بانها بالفعل تمثل سياسة اخرى. بيبي أيضا، بعد عشر سنوات من تكبده الهزيمة في رئاسة الوزراء، استوعب بان الميل هو ضد اليمين المتطرف. وعليه، فهو نفسه ابعد الفايغليين ونوع الليكود بعدة وجوه معتدلة. صعود افيغدور ليبرمان – ذي اسلوب الحديث المخيف ليس فقط للاطفال – اثار لدى الجمهور الخوف من أنه في وضع التعادل سيغري بيبي رفع اليمين المتطرف مرة اخرى الى الحكم.

استطلاعات داخلية عن وضع الامة تشير الى أن مستوى القلق في اسرائيل هو بين اعلى المستويات التي كانت ذات مرة – 60 في المائة من الاسرائيليين اكثر تشاؤما بالنسبة لمستقبل الدولة. مع ليبرمان في الداخل او مؤيد من الخارج، يدور الحديث عن زواج خطير. الليكود نفسه ليس نظيفا من المتطرفين، ولكنهم يوجدون من المكان الـ 16 فما بعد، وينتظرون الفرصة لاعادة عهد الليكود الذي كان ذات مرة. حكومة يمينية، كما يعتقد العليم، مع ليبرمان وشاس، لن تصمد اكثر من ستة أشهر. لليبرمان اجندة في صالح سليلي روسيا، تتعارض مع كل ما تؤمن به شاس. ومع اوباما في الافق – فان العنوان على الحائط.

اذا كان العمل على مدى معظم سنوات الدولة، باسمائه المختلفة، حزب السلطة المركزي في اسرائيل، سواء في الحكومة ام في المعارضة، فانه تقلص الان الى 13 مقعدا، وهكذا ينهي رويدا رويدا رسالته التاريخية. يحصل في كل العالم أن يذوي حزب كبير مع الزمن ليصبح غير ذي صلة. حقيقة أن هذا يحصل مع العمل بالذات حين يكون من يقف على رأسه رجل ذو ماضٍ عسكري فاخر، ليس صدفة. مثلما حصل غير مرة في انتقال الجنرالات الى السياسة، باراك هو ايضا ارتكب كل خطأ ممكن كسياسي، ضمن امور اخرى عندما دفع نحو تقديم موعد الانتخابات بالذات حين كان يمكن له هو ولفني ان يواصلا في ذات الحكومة حتى الانتخابات في 2010. في ظروف عادية، كانوا سيزيحون باراك عن قيادة الحزب، ولكن سيكون من الخطأ عمل ذلك الان بالذات، حين يكون تأييد الحزب لازما لاقامة الحكومة.

في الوقت الذي تبددت فيه احزاب مثل "داش" (الديمقراطي للتغيير)، شينوي والمتقاعدين واضح، من انجازاته في الانتخابات، ان كديما ضرب جذوره. فهو يتشكل من الاصوات الضائعة لميرتس، العمل، والليكوديين الذين ساروا وراء شارون وبقوا هناك. في الوضع الناشيء في صناديق الاقتراع فان الطريق الوحيد للحفاظ على كديما كحزب وسط مستقر، في ضوء التحديات التي تنتظر الدولة، هو بقيادة لفني، في ائتلاف مع بيبي، مع كل الالقاب والصلاحيات لشريك كبير. نوع من الـ Co-habitation  على نمط اسرائيل. مع العمل كشريك صغير، ووزير دفاع كبير، فيما يكون الهدف هو ابقاء اليمين المتطرف خارج الحكم. هناك من يتسلون بفكرة اقامة حكومة تناوب. ولكن حكومة كهذه كان يمكن اقامتها فقط مرة واحدة مع اسحق شمير، الذي كل ما همه كان الا يلمس حلم ارض اسرائيل الكاملة. تخفيض التضخم بمئات في المائة وانهاء حرب لبنان، اللذين عني بهما بيرس ورابين كشريكين في السنتين الاوليتين للتناوب، لم تمنع الممارسات اليومية لشمير في بيته كل ظهيرة. للفني وبيبي الكثير من المشترك. كلاهما ولدا بعد قيام الدولة، اصلهما من المعسكر الوطني. لكليهما، اذا سارا معا يد بيد، الخلفية والدافع السياسي للتصدي لتحديات الساعة، من اوباما وحتى احمدي نجاد. لا بد ان رئيس الدولة شمعون بيرس – الذي يملك التجربة الجديرة بجائزة نوبل او اوسكار في العمل والمناورات السياسية – قادر وملزم على أن يقود نحو اقامة حكومة انقاذ وطنية.