ضرورة توحيد الصف الوطني..

تقرير محللون: ضم الأغوار مشروع حقيقي ويجب تفعيل دور المقاومة بالضفة

الساعة 02:28 م|22 يناير 2020

فلسطين اليوم

حذر محللون ومختصون في الشأن "الإسرائيلي" والسياسي، من تلوّيح سلطات الاحتلال مجددًا بشأن ضم غور الأردن وشمال البحر الميت إلى السيادة "الإسرائيلية"، مشددين على أنه يجب تفعيل دور المقاومة الفلسطينية في مواجهة قرارات الاحتلال الاستيطانية بالضفة المحتلة.

ويعتزم رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو تقديم مشروع قانون للحكومة للمصادقة على ضم الأغوار ومنطقة البحر الميت للسيادة "الإسرائيلية" خلال الأسبوع المقبل، إلى جانب الحصول على ضوء أخضر لإعلان قرار الضم قبل انتخابات الكنيست.

"مشروع حقيقي"

ويرى المختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن عبدو، أن الاحتلال حسم أمره بما يتعلق بقانون ضم الأغوار وشمال البحر الميت، مشيرًا إلى أن مشروع الضم حقيقي ويعتبره الاحتلال جزء من "إسرائيل التوراتية" وليس وليد اللحظة، بل يتم تنفيذه من سنوات طويلة.

وقال عبدو لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مشروع قانون الذي سيقدمه نتنياهو للكنيست لا يهدف لضم الأغوار فقط، بل يشمل كامل الضفة الغربية، وفق ما صدر عن وزير الحرب نفتالي بينت، لافتًا أنه سيضم الأغوار والخان الأحمر الممتدة من شمال شرق القدس حتى البحر الميت.

وأضاف، أن وقوع قرار الضم مع اليمين "الإسرائيلي" سهّل على الاحتلال سن القوانين العنصرية والمجحفة بحق الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة، مبينًا أنه لا يوجد عائق أمام الكنيست بسن مشروع قانون الضم، لاسيما أن اليمين يسيطر على اللجنة التنفيذية في الكنيست.

وتابع عبدو: "إسرائيل تنفذ مشروع ضم الأغوار وشمال البحر الميت بلا عوائق أو مواجهة"، مشددا على ضرورة توحيد الصف الوطني الفلسطيني في مواجهة إجراءات الاحتلال وقراراته الاستيطانية.

"تمدد الاستيطان"

وأوضح المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أنه لا يوجد قرار لدى السلطة الفلسطينية بمواجهة قرار الضم، مشيرًا إلى أنه ليس لديها قرار واضح بمواجهة الاستيطان، ولفت أن هذا سبب الرئيسي الذي يجعل الاستيطان الاسرائيلي يتمدد في الضفة.

وِأشار عبدو، إلى أن تقييد السلطة لأيادي المقاومة في الضفة يمنع إيجاد بيئة مواتية لمواجهة الاستيطان من خلال زعزعة أمن المستوطنين، بالعمليات الفدائية والمواجهات مع قوات الاحتلال.

"تجريد أوسلو"

ويرى المحلل السياسي مصطفى الصواف، أن مشروع قانون ضم الاغوار وشمال البحر الميت يُجرد اتفاق أسلو أولا والسلطة الفلسطينية من إمكانية تحقيق حلم الدولتين المتجاورتين، مشددًا على مواجهة النهج الاستيطاني بنهج فلسطيني مقاوم.

وحذر الصواف خلال حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" قائلًا:" لن يبقى مكان في الضفة الغربية يصلح لدولة فلسطينية، حال استمرار حالة الضعف والتخاذل الفلسطيني في مواجهة قرارات الاحتلال الاستيطانية"

وحول مواجهة قرارات الاحتلال الاستيطانية، أكد أن التساوق العربي والدولي مع الاحتلال يقف حائلًا دون أي تقدم في مواجهة "إسرائيل" وصدها عن اتخاذ قرارات ضد الفلسطينيين، مبينًا أن المقاومة هي الحل الأمثل لصدّ قانون مشروع ضم الأغوار وشمال البحر الميت.

"الحد الجغرافي"

وأردف الصواف: " ضم الأغوار تأتي ضمن العقيدة "الإسرائيلية"، ونتنياهو والأحزاب يضربون بعرض الحائط أي اتفاقيات، وحسب عقيدتهم ونهجهم السياسي تشكل منطقة غور الأردن الحد الجغرافي لأمن "إسرائيل" المزعوم.

وحول مواقف الدول العربية من الاستيطان، قال: "النظام العربي نظام مهترئ لا يستطيع الدفاع عن نفسه، فكيف يستطيع الدفاع عن الأراضي الفلسطينية، ومسألة يجب أن تكون حاضرة في أذهان الفلسطينيين بأنهم وحدهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

وتحول ضم غور الأردن ومناطق أخرى في الضفة المحتلة إلى حالة سجال وتنافس محموم في الحملات الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية، بعد أن كانت غائبة عن المشهد الانتخابي الذي استحوذ عليه فساد نتنياهو ومسألة الحصانة.

وجدد نتنياهو خلال إطلاق الحملة الانتخابية لحزب الليكود موقف حكومته وحزبه بفرض القانون "الإسرائيلي" على جميع المستوطنات الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت.

وبالتزامن مع تصريحات نتنياهو، أكد وزير الحرب "الإسرائيلية"، نفتالي بينيت، أن "إسرائيل"، تتجه لفرض السيادة على المنطقة (ج) في الضفة الغربية، ووقف البناء الفلسطيني هناك.

وقال بينيت، خلال زيارة إلى المستوطنات في الضفة الغربية "نحن في معركة من أجل أرض إسرائيل"، وأضاف، حسبما نقلت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية، "دولة إسرائيل، ليست الأمم المتحدة، سنطبق السيادة".

وحيال توظيف ضم الأغوار وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الحملات الانتخابية لحزب الليكود وأحزاب الصهيونية الدينية، خرج تحالف "كاحول لافان" عن صمته، حيث قال رئيس التحالف، بيني غانتس، إنه سيعمل من أجل ضم غور الأردن إلى إسرائيل بعد انتخابات الكنيست، وأعتبر "أننا ننظر إلى هذه المنطقة على أنها جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل".

وجاءت تصريحات غانتس خلال جولة في غور الأردن مع أعضاء في كتلته وبينهم عضو الكنيست موشيه يعالون، أمس الثلاثاء.

ويجمع قادة "كاحول لافان" على ضم غور الأردن، وفيما يطالب يعالون وحزبه "تيلم" بتنفيذ ضم أحادي الجانب، يطالب حزب "ييش عتيد" بأن يتم الضم كخطوة "منسقة" مع المجتمع الدولي، على حد تعبيرهم.

كلمات دلالية