كانت عائلة الأسير الطفل "مؤيد محمود العناتي" من مخيم الفوار في الخليل تنتظر حتى اليوم الأربعاء (22 كانون ثاني/يناير)، لزيارته والاطمئنان عنه بعد نقله هو و34 أسيرا من سجن عوفر لسجن الدامون تمهيداً لتطبيق سياسة فصل الأسرى القاصرين عن اللّجان الإدارية المسؤولة عنهم والمكّونة من أسرى كبار، ولكنها تفاجأت بقرار مصلحة السجون بحرمان عدد من الأسرى الأطفال من الزيارة و"مؤيد" من بينهم.
الوالد "محمود العناتي" وهو الأسير السابق، يعرف أن هذا الإجراء هو إجراء عقابي لأبنه لمشاركته في الاحتجاج على الطروف الصعبة التي وضعوا فيها حيث النقل، وهو ما زاد من قلقه على "مؤيد" بعد نقله بدون وجود ممثلين للأسرى البالغين معه.
وقال العناتي إنه مند الصباح الباكر وهو يتواصل مع المؤسسات الحقوقية ومؤسسات الأسرى للاطمئنان على وضع أبنه وخاصة بعد نقل هيئة الأسرى شهادة منه تبين صعوبة أوضاعهم المعيشية بعد نقلهم.
وتابع الوالد:" أنا أسير سابق وأدرك تماما خطورة أن يبقى الأسرى الأطفال بلا ممثلين لهم في السجون، وأن تستفرد بهم الإدارة، وألا يكون ممثلين عنهم".
ونشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أمس الثلاثاء (21كانون ثاني/يناير) شهادة مؤيد (14 عاما ونصف) عن ظروف نقله هو وباقي الأسرى.
يقول مؤيد إن الإدارة لم تسمح لهم باصطحاب إلا ملابسهم الأساسية وغطاء واحد ومخدّة وغطاء فراش، وبعض المشتريات الغذائية من "الكنتينا".
وعندما وصل الأسرى تم إدخالهم إلى قسم (1) في "الدامون"، وهو قسم مهجور، مكون من خمس غرف صغيرة، ثلاث منها لا يوجد فيها نوافذ، واثنتين بنافذتين صغيرتين، وسقف الغرف منخفض جداً، وجدرانها مهترئة ورطبة، مليء بالحشرات، لا تدخله أشعة الشمس ولا الهواء، والحمامات خارج الغرف.
وعن ساحة الفورة قال مؤيد أنها عبارة عن ممر بين باب القسم الرئيسي وبين الغرف، ويقدّم لهم طعام سيء كمية ونوعاً، يرفض الأطفال تناوله.
هذا الحال جعل الأطفال الأسرى يحتجوا على الأوضاع بالطّرق على الأبواب والصّراخ احتجاجاً على منع الممثلين من مرافقتهم، فردت عليهم إدارة السجن باقتحام القسم بوحدات من قمع السجون على مدار الأيام الأربعة الأولى.
هذه الاقتحامات يصاحبها قطع الكهرباء عن القسم وضرب للأطفال في ساحة الفورة. ويقول مؤيد أن أصعب الأيام كانت اليوم الرابع حيث أٌتحمت وحدات خاصة القسام وقامت بضرب رؤوسهم بالحائط، وتكبيل إبديهم وأرجلهم لساعات حرمانهم من استخدام الحمام، والاعتداء عليهم.
ومؤيد أعتقل في شهر أب/أغسطس الفائت وحكم عليه بالسجن 11 شهرا ونص الشهر، وبحسب الوالد فإن المنع من الزيارة سببه الاستفراد بالأطفال وحرمانهم من التواصل مع عائلاتهم والأسرى الكبار، وهو ما أقلق عائلة العناتي وباقي عائلات الأسرى.
يقول الوالد العناتي:" نحن كأهالي أسرى وكأسير مجرب نرفض أن يبقى الأسرى بدون ممثلين، لأنهم أطفالا مستهدفين من الاحتلال".
وطالب الوالد العناتي المجتمع والشارع الفلسطيني بوقفة جادة مع الأطفال الأسرى لأسنادهم وخلص ضغط على إدارة السجون لإجبارهم على التراجع عن قرار النقل وعودة الأسرى الأطفال للأقسام العادية.