عندما تكون النساء شقائق الرجال

بالصور "أم عمر".. تُدير مطعماً بمفردها 18 ساعة عمل متواصلة يومياً

الساعة 05:58 م|20 يناير 2020

فلسطين اليوم

ما أن تدق الساعة الخامسة صباحاً، ساعة بدء العمل للمواطنة "ام عمر"، 45 عاماً من سلفيت قضاء نابلس، تخرج الى مطعمها القريب من منزلها ببضعة امتار، لكي تبدأ يوماً جديداً من العمل، متحدية ظروف و صعاب الحياة.

"أم عمر"، مثلت نموذجاً للمرأة الكادحة، التي اجبرتها الظروف المعيشية، على اقتحام سوق العمل، بُغية تأمين قوت عائلتها بعيداً عن ذلِ السؤال.

تقف "أم عمر" داخل مطعم أسسه زوجها إلى جانب مقلى الزيت، تُقلّب أقراص الفلافل، و تعد لفات الشاورما، لتُقدم لزبائنها الساندويشات الشهية، بمحبة يكتمل فيها مذاق ما تصنعه.

 بدأت حكاية أم عمر قبل 8 أشهر، حيث دفعها مرض زوجها و صعوبة الظروف الاقتصادية للخروج من بيتها لتدير مطعم زوجها، بعد أن اقعده المرض عن العمل.

و تقول في حديث لـ وكالة فلسطين اليوم الاخبارية: "زوجي يعاني من مرض فشل كلوي، و يذهب باستمرار الى المستشفى من اجل جلسات غسيل الكلى، و أصبح لا يقوى على العمل في المطعم، لذلك قررت ان اقوم بدوره بعد أن أغلقت جميع الابواب في وجوهنا".

و أضافت: "نسكن في بيت بالأجرة، و المحل الذي نعمل به أيضاً بالأجرة، و لدينا أطفال صغار يحتاجون الى مصاريف، و الأب يحتاج لعلاجات، و لا نستطيع توفير كل هذا الا من خلال هذا المطعم الذي اعمل به من الساعة 6 صباحاً حتى 12 ليلاً".

و لفتت "ام عمر" في سياق حديثها الى أنها تقوم بالعمل في المطعم بنفسها، حيث تحاول التقليل من مصاريف العمل، لذلك لم تتمكن من توظيف عمال يساعدونها في عملها.

و تًعد أم عمر في مطعمها "مطعم العودة" في سلفيت انواع مختلفة من الطعام، كالشاورما و الاكلات الشعبية كالحمص و الفلافل، كل ذلك تقوم بتجهيزه بنفسها و تقوم ببيعه للزبائن الذين يترددون على المطعم باستمرار.

و أشارت الى أن المطعم يدر عليها دخلا يساعدها في توفير احتياجات بيتها، و لكنه بحاجة الى تطوير و بحاجة الى توفير عامل يساعدها بالعمل.

و قالت إنها ناشدت عدة مرات المحافظ و عدة مؤسسات لمساعدتها و تقديم يد العون لها، لكي تستطيع الصمود في العمل بالمطعم، و لكنها لم تحصل على اجابة من أي أحد، لكنها أكدت أنها ستبقى صامدة في عملها ما دامت صحتها تعينها على العمل.

و دعت ام عمر النساء لمساعدة ازواجهن بقدر استطاعتهن قائلة: "العمل مش عيب، و افضل من ان نمد ايدينا للناس، في ظل هذه الظروف الصعبة".

ام عمر2
ام عمر1
ام عمر
 

 

 

كلمات دلالية