بفكرة مقتبسة من مصر انطلقت مبادرة تطوعية من غزة، نظمها شبان وخريجون عاطلين عن العمل، وتهدف إلى جلب السعادة والدفء لقلوب الفقراء المهمشين في الأحياء النائية ومخيمات اللاجئين في قطاع غزة.
"باص الدفا" كان الاسم الأمثل لهذه المبادرة الشبابية، لتصنع أملًا متجددًا لأسر متعففة انقطعت بهم سبل العيش بكرامة وحرية، لا سيما في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 13 عامًا، ناهيك عن الانقسام الداخلي الذي يبدّد أحلام الغزيين خاصة طبقة الفقراء في غزة.
وما إن تدخل المكان المخصص لإعداد وجبات "باص الدفا"، تجد خلية نحل منهمكة في إعداد الطعام والوجبات الساخنة، فمجموعة تقوم بتقطيع البصل، وأخرى تقوم بإعداد محتويات الوجبة، كلٌ له مُهمة خاصة موكلة إليه.
وقرابة الساعة الـسادسة مساءًا ينطلق "باص الدفا" محملًا بالوجبات الشتوية مثل: العدس والجريشة والمجدرة ،الأرز، والبازيلاء والفاصوليا، وتوزيعها على الأسر الفقيرة في المناطق المهمشة والنائية في أنحاء قطاع غزة. قال براء خويطر أحد العاملين على المبادرة.
شعور بالسعادة يعتلي وجوه الفقراء عندما يتم تقديم الوجبة لهم، ويدخل الفرحة في نفوس القائمين على المبادرة، خاصة أنها تطوعية غير ممولة من أي جهة، ويشرف عليه شبان وشابات لا يتقاضون أجرًا مقابل العمل الذين يقومون به.
ويضيف خويطر لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إنهم واجهوا عقبات في بداية المبادرة، وبعد نشر الفكرة على مواقع التواصل نالوا استحسانًا كبيرًا وتشجيعًا على مواصلة فكرتهم، لافتًا أنهم استجاب متطوعون للمشاركة، ووفر أحدهم مكانا لإعداد الطعام، كما وفر متطوع آخر حافلة للنقل، ويتشارك الجميع توفير المستلزمات الأساسية لإعداد وجبات الطعام.
وبجهود فردية من المتطوعين في المبادرة تم إعداد مكان خاص لإعداد الوجبات، فيما يتبرع المقتدرين وفاعلي الخير بالمواد الغذائية اللازمة، من أرز وزيت وعدس وغيرها من المواد، وعقب نضوج الطعام يتم نقله إلى الباص المخصص للنقل وتوزيعه على المناطق المستهدفة.
حنين زقوت، إحداى القائمات على مبادرة، تقول، إنه يتم تقديم ما يقارب 200 وجبة يوميًا للأسر الفقيرة في المناطق المهمشة في مدينة غزة، مشيرة إلى أنهم يسعون لتوسيع المبادرة لتشمل كل قطاع بالكامل، والحصول على دعم دائم للمبادرة للاستمرار في المبادرة
وتضيف: "وجدنا اقبالا كبيرا من قبل المواطنين لفكرة مبادرتنا وخاصة عبر السوشيال ميديا، وهناك ما تبرع بالتطوع معنا وآخر بدفع تكاليف وجبات الطعام، وهذا ما يدفعنا لمواصلة عمل الخير وخدمة الفقراء والمحتاجين في قطاع غزة.
ويعاني سكان قطاع غزة من الفقر والبطالة والاكتظاظ السكاني، وسط تحذيرات دولية وأممية بتفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع جراء الحصار "الإسرائيلي" جوي وبري وبحري خانق منذ ما يزيد عن 13 عامًا.