بالصور رفح: مياه الامطار والصرف الصحي تحولان حياة الصحفي أبو عاذرة وأطفاله لكابوس موسمي

الساعة 03:49 م|19 يناير 2020

فلسطين اليوم

كانت الساعة تُشير إلى السابعة مساءً حيث يجلس ياسر برفقة شقيقه يرتشفان كأسًا من الشاي، كانا يشعران بالأمن والطمأنينة على أبنائهما الغارقين في النوم؛ لكن بدء تساقط مياه الأمطار الشديدة قطعت الطمأنينة واستبدلتها بالخوف مما هو قادم.

الصحفي ياسر أبو عاذرة في الثلاثينات من العمر تعرض منزله وعدد أخر من منازل الجيران للغرق بمياه الأمطار ومياه الصرف الصحي في منطقة تُسمى الصيامات جنوب مدينة رفح إلى الجنوب من قطاع غزة مساء يوم السبت (2020-1-18).

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها منزل أبو عاذرة للغرق، فقد بدأت معاناته منذ أكثر من 10 سنوات ويتعرض كل عام لنفس الموقف المؤلم مما يتسبب له بخسائر مادية كبيرة في منزله سواء بإتلاف بعض المواد الكهربائية أو بعض الملابس والفرشات التي امتصت رائحة مياه الصرف الصحي.

بداية الواقعة

"رعب قادم - مصيبة كبرى - كارثة بيئية" هكذا وصف الصحفي ياسر أبو عاذرة لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" الليلة المشؤومة بالنسبة له ولسكان منطقتهم (الصيامات) والتي يسكنها أكثر من 10 عائلات فلسطينية جنوب مدينة رفح تعرضت جميعها للغرق.

ما أن سمع ياسر صوت مياه الأمطار الشديدة حتى انتفض من مكانه وترك شرب الشاي ليطمئن على أطفاله وبدأ يترقب الشارع لحظة بلحظة خشية من السيل القادم من المنطقة المرتفعة ليجرف ما هو في طريقه.

وفي اللحظة التي يترقب فيها ياسر السيل –الوحش القادم- جلس في منزل شقيقه يرتشف كأسًا من الشاي ليتفاجأ بأن مياه الأمطار بدأت تداعب قدميه داخل المنزل، أصوات الصراخ ارتفعت وعلت بشكل كبير حيث النساء والأطفال.

هب الصحفي ياسر وشقيقه لنجدة الغارقين فإذا بمنزل ياسر امتلأ بمياه الأمطار والصرف الصحي وقام بنقل أطفاله وزوجته إلى مكان آمن حتى الانتهاء من الأزمة الكبيرة.

حاول ياسر وجيرانه فتح عبارة -منهل جديد مخصص لمياه الأمطار بمنطقته- لكنه غزارة مياه الامطار وسرعة (السيل) القادم من الأعلى أعاق عمله، وبعد محاولات استمرت نصف ساعة تمكنوا من فتح العبارة ليجدوها مملوءة بالمياه.

حاولوا كثيرًا ايجاد وسيلة أخرى لكنهم عبثًا يحاولون وسط تدفق مياه الامطار والمياه القادمة من المنطقة المرتفعة الممتزجة بمياه الصرف الصحي.

وبعد ما يقارب نصف ساعة على فتح العبارة وصل رجال الدفاع المدني الذين تمكنوا من تقديم المساعدة وشفط المياه.

أسباب غرق منازل رفح

روى ياسر لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" الأسباب التي أدت لغرق منزله ومنازل جيرانه بمياه الأمطار والصرف الصحي.

وأوضح ياسر، بان السبب الحقيقي أن بلدية رفح قبل 10 سنوات نفذت مشروع "تبليط" شارع السكة في منطقة الصيامات، حيث قامت بتحويل مياه أمطار 4 مناطق على عبارات الصرف الصحي في الشارع ولم تخصص عبارات لمياه الامطار.

والمناطق التي تم تحويل مياه الأمطار منها هي (الحاوز – رفح الشمالية - الخربة – مدارس العرب) ويبدوا وفقًا لياسر أن العبارات –المناهل- لم تستوعب كمية الامطار الغزيرة التي هطلت يوم أمس الأمر الذي أدى لارتفاع منسوب المياه ونزول المياه للمنطقة المنخفضة.

وأشار إلى أن سرعة مياه الأمطار أثناء نزولها من منطقة السكة إلى منازلنا تؤدي لحفر يصل عمقها من نصف متر إلى متر.

ولفت إلى أن بلدية رفح قامت بحفر بئرين في منطقته المنخفضة بعمق 30 متر بهدف استيعاب مياه الأمطار في منتصف عام 2019 لكن هذا المشروع أثبت اليوم وبعد أول هطول للأمطار فشله.

الحل من وجهة نظر أهلي المنطقة

يرى الصحفي ياسر أبو عاذرة بأن الحل الوحيد لإنهاء معاناتهم هو تحويل تدفق مياه أمطار المناطق الأربعة المذكورة من شارع السكة إلى منطقة أخرى لتخفيف قوة (السيل الجارف).

كما أشار إلى أن تخصيص عبارات لمياه الأمطار في شارع السكة من شأنه يُحد من غزارة المياه ويخفف قوة (السيل).

غرق منازل المواطنين في رفح
محاولة انقاذ اثناء غرق منازل المواطنين في رفح
محاولة انقاذ اثناء غرق منازل المواطنين في رفح 1
غرق منازل المواطنين في رفح 0
فتح العبارة اثناء غرق منازل المواطنين في رفح
غرق منازل المواطنين في رفح جنوب القطاع
مياه الأمطار تغرق منازل المواطنين في رفح
الدفاع المدني يحاول شفط المياه بعد غرق منازل بمياه الامطار في رفح
فتح العبارات بعد غرق منازل المواطنين في رفح
ساتر رملي لمنع دخول مياه الأمطار لمنازل المواطنين في رفح
 

 

كلمات دلالية