السلطة في "مهب الريح".. حقيقة ام فزاعة؟!

الساعة 11:06 م|16 يناير 2020

فلسطين اليوم

تزايدت التصريحات والأحاديث الصحفية لقادة من السلطة الفلسطينية عن احتمالية انهيار السلطة وتفككها على وقع الإجراءات الإسرائيلية في الضفة المحتلة، بعد ان نفذَّ العدو معظم مخططاته الاجرامية في الضفة مثل استشراء الاستيطان، وتحويل الضفة إلى "كانتونات" منعزلة، وتدمير البنية الاقتصادية، كل ذلك بدعم من الادارة الامريكية.

وكان عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة (فتح) قال: إن وجود السلطة الفلسطينية في ظل الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، أصبح في مهب الريح، مناشداً المجلس المركزي للانعقاد لمناقشة الأمر بشكلٍ جاد.

نداء الأحمد لإنقاذ السلطة من الانهيار لم يكن النداء الأول من نوعه، فسبق وان أطلقت قيادة السلطة نفس النداءات في مؤشر واضح على المأزق الذي تعانيه السلطة، وهي تحذيرات ونداءات يصدقها الواقع، إذ حاولت "إسرائيل" تفريغ السلطة من محتواها، وتمكنت من تحويلها لأداة حراسة، وأكبر من حكم ذاتي وأقل من دولة.

المحلل السياسي أ.د. عبد الستار قاسم، يرى أن اتفاقية أوسلو، المتمثلة في إنشاء السلطة الفلسطينية منذُ 27 عامًا لا مستقبل لها على ارض فلسطين، مهما طال زمانها او قصر، وهو ما يعرفه أصحاب الاتفاقية جيداً.

وأوضح قاسم لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، ان قيادات السلطة مصّرة على المزيد من إذلال الشعب الفلسطيني عبر تجريده من حقوقه المسلوبة، بالإضافة إلى السيطرة على رقابهم وملاحقة معارضيهم، وهو ما اضعفها فوق ضعفه المتمثل بضعف الاتفاقية التي بنيت عليها، على جانب الممارسات الإسرائيلية في الضفة والتي سحبت البساط من تحت قدميها.

وذكر، ان الاحتلال يسيطر على نحو 90% من أراضي الضفة، وسط غياب واضح من خطط السطلة في مجابه مؤامرات العدو، وإنقاذ أراضي المواطنين من توغل الاستيطان الزاحف.

ولفت إلى ان أصحاب أوسلو تمسكوا بمصالحهم الذاتية وبفسادهم المتفشي بمفاصل السلطة، فيما يراهنون بقاءهم على استمرار تطبيق الاتفاق، غير أبهين لحقوق شعبنا.

وأوضح عبدالستار قاسم، أن السلطة ليس لديها خطة للعمل بها في حال وصلت لمرحلة انهيار كامل، مشدداً أن انهيار السلطة الفلسطينية سيرافقه فوضى عارمة في المدن الفلسطينية.

وأشار إلى انَّ انهيار السلطة قد يتخلله تداعيات سلبية كبيرة على المواطنين، كون السلطة تعاني من تضخم في الوظائف، إذ عينت الآلاف في وظائف رسمية داخل مؤسساتها، مضيفًا "أنَّ مستقبل عائلاتهم سيتبقى مجهولة"، مستطردًا انه لا يوجد استعداد من قبل قيادة السلطة في محاربة أوسلو، وان المسألة متعلقة بإصرار القيادات على بقاء السلطات بيدها.

وعن المطلوب فلسطينياً من قادة السلطة، ذكر عبدالستار أن ثلاثة خطوات على السلطة أن تفعلها للخروج من المأزق السياسي، أولاً ان تفسخ السلطة اتفاقية أوسلو والانتهاء من تبعياتها، وان تُشكل مجلس قيادي مستقل بإجماع وطني لإدارة شؤون الناس في الضفة وغزة، وان يستعيد الرئيس محمود عباس اللحمة الوطنية للتصدي للاحتلال.

خدمة مصالحهم

ومن جانبه، قال المحلل السياسي، مصطفى الصواف :"إن السطلة لم تنفذ أي من قراراتها، في قطع العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع الاحتلال، ما ساهم في تأزيم الواقع السياسي".

وأضاف الصواف، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، "أنَّ المستفيد من أزمات السلطة هم قادتها، لخدمة اجندتهم البعيدة عن هموم الشعب الفلسطيني".

وذكر الصواف، ان الواقع السياسي في الساحة الفلسطينية، يشي بأنه لا مستقبل للسلطة، التي تتلقى الضربات من الاحتلال الإسرائيلي دون أي إجراء يصدها، مشيرًا إلى "أنَّ السطلة لم تقدم أي ازدهار يعزز من ثبات وحضور الشعب الفلسطيني".

وأشار إلى أنَّ انهاء اتفاقية أوسلو مرهون بتنحي محمود عباس وقيادة السلطة الحالية، متسائلاً، "لماذا تتمسك السلطة بأوسلو، في حين لم يلتزم العدو بها!".

وفي حال انهارت السلطة، توقع الصواف، اندلاع ثورة شعبية عارمة في أرجاء الوطن كافة، تقاوم الاحتلال، وتتصدى لمؤامرات العدو التصفوية بحق القضية الفلسطينية.

ودعا الصواف السلطة للخروج من نفق أوسلو المظلم، ووقف التنسيق الأمني بشكل مطلق، والتنصل من أي التزامات مع الاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق يد المقاومة في الضفة المحتلة، مشدداً على أنَّ مشروع وبرنامج المقاومة هو القادر على تهديد الحلم الإسرائيلي.

وتأتي تصريحات عزام الأحمد، بعد إعلان وزير حرب الاحتلال نفتالي بينت، اليوم الخميس، عن نيته إنشاء 7محميات طبيعية في مناطق المصنفة بـ(ج) في الضفة، ولأول مرة منذُ اتفاقية أوسلو.

 

 

كلمات دلالية