حرب طاحنة واختفاء عباس وحزب الله

أسرار "اسرائيلية" امنية يكشف عنها قائد في منصب حساس.. غزة والضفة وصواريخ كروز

الساعة 11:01 ص|16 يناير 2020

فلسطين اليوم

عرضت شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي "أمان"، تقدير الوضع السنوي للعام 2020، على مختلف الجبهات، وتطرّق التقدير إلى قطاع غزة، حيثُ زعمت“أمان” أنّ جيش الاحتلال نجح في غزة، غير أنّ حركات المقاومة تُواصِل تعزيز قوتها، وهي جاهزة لإدارة قتالٍ في مواجهة إسرائيل قد يستمرّ لأيامٍ ، في حين كشف كتاب من تاليف قائد في منصب امني حساس لدولة الاحتلال معلومات حول الحرب وغزة وحزب الله ومصير الضفة المحتلة حال اختفاء عباس .

وحول الضفة الغربيّة، قالت الاستخبارات العسكرية إنّ هناك انخفاضًا في حجم العمليات التي ينفذها الفلسطينيون في الضفة، وتعتقد أنّ التحذير الاستراتيجيّ من احتمال حدوث تغيير في الوضع الأمني في الضفة الغربية مقابل السلطة الفلسطينيّة لا يزال ساري المفعول، ولكن قد يحدث مثل هذا التحول في ضوء صراع الخلافة في اليوم التالي لمحمود عباس، وأنّه ما دام أبو مازن في السلطة، فسوف يستمر في مقاومة طريق العنف، وبعد مغادرته للحلبة، قد يكون هناك تحول سلبي في الاستقرار الأمنيّ، على حدّ تعبير المُخابرات العسكريّة.

وأشار إلى أنّ احتمال قيام المقاومة بحربٍ استباقيّةٍ ، لكن هناك احتماليّة متوسطة إلى عالية للحفاظ على معادلات الرد في الجبهة الشماليّة مع الاستعداد للمخاطرة إلى حد الحرب، بمعنى أنّ ردود الفعل على الهجمات "الإسرائيليّة" في سوريّة والعراق ولبنان يمكن أنْ تؤدي إلى التصعيد.

وعن جزب الله ، فإنَّ حزب الله لا يزال يُشكل القوة المباشرة وغير المباشرة الأكثر أهمية التي تُهدد الجبهة الداخلية الإسرائيليّة، معتبرًا أنَّ قوات حزب الله المنتشرة على طول الحدود لا تُشكّل تهديدًا فوريًا، بل في حالة الحرب فقط.

وأصدر د. تشارلز فرايليخ، النائب السابِق لمجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ كتابًا مُخصصًا كلّه لموضوع “عقيدة الأمن القوميّ لإسرائيل- استراتيجيا جديدة في عصر من التحوّلات”.

وزعم المؤلِّف بأنّ حماس اصبحت تبحث عن تهدئةٍ طويلة الأمد، وهو أمرٌ ليس صحيحًا لأنّه يتعارَض حتى مع إقرار قادة الكيان من المستوييْن السياسيّ والأمنيّ الاسرائيليين، الذين يؤكّدون بأنّ الردع "الإسرائيليّ" لم يتآكل مُقابِل المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، بل أكثر من ذلك: الردع اختفى، وهذا ربمّا يُفسِّر أنّ ما قامت به حركة "الجهاد الاسلامي" مُقارنة بقوّة إسرائيل العسكريّة، خلال أيّامٍ من إطلاق مئات الصواريخ باتجاه جنوب الدولة العبريّة ومركزها، الأمر الذي شلّ الحياة في أكثر من نصف إسرائيل، ودفع رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى استجداء مصر للوصول إلى تهدئةٍ مع "الجهاد الإسلاميّ"، وهذا ما كان.

المؤلّف د. فرايليخ، الذي شغل منصبًا حساسًّا للغاية بالمنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، واطلّع على الأسرار الدفينة يجزِم في كتابه أنّ الأعداء اكتشفوا “سهولة إصابتنا في جبهتنا الداخليّة، ومضوا نحو مواجهةٍ طويلة الأجل تستند إلى مخزونٍ هائلٍ من القذائف والصواريخ”، وهذا الإقرار يُضاف إلى الاعتراف الرسميّ "الإسرائيليّ" بعدم وجود منظوماتٍ دفاعيّةٍ لصدّ صواريخ (كروز) المُجنحّة الإيرانيّة، أيْ أنّ الحرب القادِمة ستكون طاحِنةً بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، علمًا أنّ أقطاب الكيان يُقّرون جهارًا نهارًا بأنّ الجبهة الداخليّة ليس حاضرة وجاهزةً للحرب.

كلمات دلالية