تقرير متحف القرارة.. تراث أصيل وحضارات مختلفة يوثقها شبانٌ غزّيون

فلسطين اليوم

أينما تلتف بعينيك في زوايا المكان تجد قطع تراث مرتبطة بحضارة وهوية، وبين ثناياه رائحة وطن معبق بالأصالة الفلسطينية، ومنحوتات لحضارات قديمة ازدهرت بين طيات التاريخ، لتعيدك إلى حقبة مختلفة، كلٌ قطعة ذو لون الأبجدية خاصة بها.

وبدأت فكرة "متحف القرارة" بجمع القطع الأثرية والفنية القديمة من العائلات الفلسطينية، وتم وضعها في المتحف ليكون أول متحف في جنوب قطاع غزة يتم إنشاءه بجهود شبابية وبإمكانيات بسيطة، لتوثيق التاريخ والهوية الفلسطينية والحضارات.

وبجهود شبابية تمّكن الفنان التشكيلي محمد أبو لحية وبصحبته مجموعة من الشبان، من اقتناء العديد من القطع الأثرية والتراثية، حيث بدأ في عام ٢٠١٦ بتأسيس "متحف القرارة"، والعمل على تجميع القطع التراثية من أهالي المنطقة الشرقية القريبة.

ضياء عبد الغفور مدير الشؤون الإدارية والمالية في المتحف، قال، إن فريق العمل في المتحف يقوم منذ 4 سنوات جولات في منطقة القرارة على المزارعين وفي المناطق، مشيرًا إلى أنهم وجدوا تعاونًا كبيرا من قبل المواطنين بالتبرع بما يملكون من قطع قديمة أو تراثية.

وأضاف عبد الغفور لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنهم استأجروا مكانا خاصا على نفقتهم الخاصة لعرض القطع الأثرية، والحفاظ عليها من التلف، لافتًا أنه يتم تدوين كل قطعة أثرية في كشف خاص بالمتبرعين برقم تسلسلي لكل قطعة واسم الشخص عليها.
ولفت عبد الغفور، إلى أن هناك منطقة يوجد بها "فسيفساء" أثرية، وتبين في الأصل انها كانت كنيسة قديمة في منطقة أبو سريج شرق خان يونس.

وحول زوايا المتحف، أشار إلى أنه يحتوي على معدات حراثة قديمة كان يستخدمها الآباء والأجداد، إضافة إلى منحوتات فلسطينية قديمة، وأدوات عسكرية تعود إلى الحكم المصري والانجليزي، وأخرى في الساحة الخارجية وتشمل الأعمدة الأثرية والأحجار القديمة.

ولفت عبد الغفور إلى ان المتحف يضم قاعة للأثار ومخصصة للقطع والمنحوتات التي تعود إلى الحضارة الرومانية والإسلامية والبيزنطية، إلى جانب زاوايا ورشة خلجات.

وأوضح أن فريق عمل المتحف يقوم بدفع النفقات الخاصة للمكان من جيوبهم الخاصة مقابل آجار المكان وتكاليف ترميم القطع الأثرية المتهالكة، مبينًا ان الفريق اجتاز دورة في ترميم الآثار في الجامعة الاسلامية.

وطالب عبد الغفور الجهات الحكومية والمؤسسات المختصة، بدعم متحف القرارة وتوسيعه، مؤكدا أن فكرة المتحف تهدف إلى الحفاظ على الهوية الفلسطينية ونشر الوعي الثقافي حول أهمية القطع الأثرية في المتحف، مبينا أن إدارة المتحف تسعى لتسجيله على خارطة الانسكو للمتاحف الأثرية.