نقل الأسرى الأطفال يقرع ناقوس الخطر... إدارة السجون تسعى للاستفراد بهم

الساعة 01:57 م|13 يناير 2020

فلسطين اليوم

نفذت ما تسمى بإدارة مصلحة السجون "الإسرائيلية"، صباح اليوم الإثنين، قراراها الذي يقضي بنقل الأطفال الاسرى من سجن عوفر إلى سجون الدامون، البالغ عددهم نحو 31 طفلا، من أصل 82 أسيرا.

 

وقال نادي الأسير الفلسطيني: "إن إدارة معتقلات الاحتلال نقلت 33 طفلاً من قسمي 19و 13، دون مرافقة ممثليهم، وستقوم بإغلاق قسم 19 بالكامل، وتجميع باقي الأسرى وعددهم 48طفلا في قسم 13.

 

وأثار نقل الاحتلال للأطفال، رفض وغضب الأسرى في السجون والمؤسسات القائمة على قضايا الأسرى، معتبرين أنها محاولة من قبل إدارة السجون "الصهيونية" للاستفراد بالأسرى الأطفال، دون وجود ممثلين لهم من الأسرى.

 

ويوجد في سجن "الدامون" في مدينة القدس المحتلة، اثنين اقسام خاصة للأطفال فقط، واثنين آخرين في سجن عوفر غربي رام الله ، لكن رفض الاسرى لقرارات الاحتلال في دمج أقسام الأطفال، فيما عينّ الاسرى ممثلين لهم، لمنع تنفيذ القرارات الظالمة، في عام 2010.

 

ويتذرع الاحتلال، بأن القانون التابع لها، لا يسمح بدمج الأطفال تحت سن 18 مع المعتقلين البالغين، ولكن التناقض أنه وقت القمع لا تمييز بين الأشبال والكبار.

 

ويأتي هذا القرار تجاوز لهذا القرار وتنصلا من قبل إدارة مصلحة السجون، التي تسعى لفرض واقع جديد على الأسرى بالسجون من خلال سحب إنجازاتهم التي استحقوها بعد نضالات طويلة مع إدارة السجون، كما يقول الأسير المحرر عصمت منصور.

 

وأضاف منصور، الذي أمضى 20 عامًا، وأفرج عنه عام 2013، إن نضال الأسرى في السجون لضم الأسرى الأشبال وعدم عزلهم في معتقلات خاصة هو نضال قديم وطويل.

 

وأشار إلى أن الفترات السابقة وضع الاحتلال أقسام الأطفال مقابل أقسام الأسيرات، إذ كان التواصل معهم من خلال نوافذ الأقسام، فيما كانت الأسيرات يقمنّ بإرشادهم والعناية بهم عن بعد، ولكن بعد فترة قاموا بإبعادهم عن أقسام الأسيرات وهو ما أستدعى نضالا من الأسرى في السجون.

 

وتابع :"وجود الأشبال في الأقسام قريبة على الأسرى، وتعيين ممثلين لهم من قبل الأسرى هي الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها مساعدتهم، والعناية بهم، فنحن نعلم جيدا أن وجودهم بعيدين عن الأسرى لن يحصلوا على أيه امتيازات التي تدعيها الإدارة".

 

على العكس، تابع منصور، وجودهم وحيدين يعد خطر من كل النواحي، وهو ما يمكن مواجهته بوجودهم في الأقسام العادية، فإدارة السجون يمكن أن تقدم لهم برامجا وتؤمن لهم مدرسين، ولكن نحن لا نعرف ما محتوى هذه البرامج، والتي تؤثر سلبا على نفسياتهم وسلوكهم.

 

والأهم من ذلك، فإن وجود ممثلين من الأسرى الكبار لتمثيلهم لدى الإدارة يحميهم من التعامل المباشر مع الإدارة التي تسعى بشكل دائم لاستغلالهم والتأثير عليهم بقيم هدامة.

 

وتحاول الإدارة تبرير هذا النقل والفصل بين الأقسام بأن القانون يعطي الأشبال امتيازات مختلفة عن الأسرى الكبار، ولكن الأسرى يعلمون من تاريخ نضالاتهم على دراية بتزييف هذا الادعاء وأن القانون لا يفرق بين فلسطيني وأخر، وأنهم جميعا معرضون للهجوم في حال أي توتر في السجون.

 

"هذا الإجراء لا علاقة له بتطبيق القانون أو الامتيازات للأسرى الأطفال"، قال منصور، وتابع:" الهدف منه إبعاد الأسرى الأطفال عن مدرسة الأسرى في السجون، التي تقوم على تربيتهم تربية وطنية من خلال برامج خاصة بهم".

 

وبحسب منصور فإن هذه الخطوة ستتبعها خطوات أخرى لنقل كل الأسرى الأشبال إلى سجن الدامون، وعودة الواقع إلى ما كان عليه قبل العام 2010، وهو ما يتطلب تحركا فلسطينيا حقيقي على المستوى الرسمي والشعبي.