منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض، اتخذ عدة قرارات مصيرية لم تجرؤ أي إدارة سابقة على اتخاذها من قبل بشأن الانحياز لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ويسعى رغم محاولة الحزب الجمهوري عزله عن سدة الحكم لتورطه بإفشاء معلومات سرية وتحريضه على منافسه، إلى الفوز بولاية ثانية، وعمل بقناعته التي عبر عنها عام 2011 بأن من يريد الفوز بالولاية الثانية عليه ضرب إيران.
وأبرز القرارات التي اتخذها ترامب لصالح دولة الاحتلال "الإسرائيلي" اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل بشكل مخالف للقوانين الدولية والاتفاقات الموقعة، ونقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، وتوقيف الدعم المالي عن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) لاستهداف اللاجئين الفلسطينيين، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، واعتبار ان الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية غير مخالف للقوانين الدولية بشكل مخالف لقرار مجلس الأمن الدولي، والقرارات الأممية، ومنع المساعدات عن مستشفيات القدس التي تقدم العلاج للمرضى الفلسطينيين، فيما يلوح بالإعلان عن ما تسمى صفقة القرن لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المرفوضة فلسطينياً بالكامل.
ومن المقر إجراء الانتخابات الرئاسية الامريكية في شهر نوفمبر من العام الجاري 2020، وقد يقدم ترامب على العديد من الخطوات التي من شأنها تعزيز فرص فوزه، واتخاذ قرارات جديدة لصالح "إسرائيل" وضد أعدائها في المنطقة. لكسب تأييد اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية لدعمه في حملته الانتخابية والتصويت له.
وعن القرارات التي من الممكن أن يتخذها ترامب خلال العام وتحديداً قبل الانتخابات، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم أبراش، إن ترامب داعم لإسرائيل، ويمكنه أن يتخذ العديد من الأمور خاصة وأن الردود العربية كانت واهية على قراراته التي اتخذها سابقاً منذ توليه رئاسة البيت الأبيض، بشأن القدس وقطع المساعدات عن الاونروا ونقل السفارة الامريكية وغيرها ... مثل ضم المستوطنات في الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية أو ضم غور الأردن، أو محاولة ابتزاز الخليج حول الوجود الأمريكي في المنطقة من خلال القواعد الأمريكية المنتشرة.
وأضاف، أن ترامب بموقعه الرئاسي هو عملياً يرسم السياسية الأمريكية، وهناك استراتيجية أمريكية، والقرارات التي اتخذها لم تأت إلا من خلال الدولة العميقة للولايات المتحدة الأمريكية، مستبعداً أن تكون تلك القرارات لها علاقة بالحملة الانتخابية القادمة له. وأوضح أن سياسة ترامب سواء في مواجهة الفلسطينيين أو إيران تجد قبولاً لدى الإدارة والمؤسسة الأمريكية، معرباً عن اعتقاده أن هذه السياسية بالنسبة للإدارة الأمريكية ناجحة، وإلا لكانت المؤسسة الأمريكية (الدولة العميقة) لأزاحته منذ وقت مبكر، إضافة إلى أن الدولة العميقة الامريكية لا تشعر بأن ترامب تجاوز الخطوط الحمر للسياسة الأمريكية.
في ذات السياق، توقع المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد، أن يقدم ترامب على اتخاذ قرارات تهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة، استكمالاً لقراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرئيل ونقل سفارته لها، كاعتبار سكان القدس وافدين أو مهاجرين ورفع صفة السكان الأصليين عنهم.
وأضاف في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن القرارات الأمريكية منذ تولي ترامب الرئاسة كانت لصالح "إسرائيل"، شجعت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الفلسطينيين، وإعلانه بنيته ضم الأغوار، وتعزيز الاستيطان في الضفة.
يشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي صرح قبل فترة وجيزة، بأن الإدارة الأمريكية لا تعتبر الاستيطان مخالف للقانون الدولي، وهو ما حذا بنتنياهو اعلان عطاءات لبناء وحدات استيطانية، بينما شجع وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينيت لاتخاذ خطوات عملية على الأرض من شأنها ضم المستوطنات، وذلك بدعوة المستوطنين لتسجيل العقارات في ما تسمى وزارة العدل الإسرائيلية بدلاً من الإدارة المدنية، وهو ما عده صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين خطوة عملية في طريق ضم المستوطنات، ودعا محكمة الجنايات الدولية للتحقيق في هذه الجرائم.