يرى الكاتب والمحلل السياسي د. إبراهيم ابراش أن تصريحات السفير الأمريكي في "إسرائيل" ديفيد فريدمان ليست خارج سياق سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ ما يعرف باسم "صفقة القرن" على أرض الواقع.
وكان فريدمان أكد أن الولايات المتحدة ستركز في الأيام القادمة على الضفة الغربية المحتلة لتنفيذ ما بدأته إدارة ترامب فيما يعرف بـ"صفقة القرن" بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إلى القدس، والاعتراف بالجولان السوري كأراضٍ إسرائيلية.
وقال الكاتب ابراش في تصريح لفلسطين اليوم الإخبارية مساء اليوم الخميس: "إن تصريحات فريدمان ليست خارج سياق أدارة ترامب بل كل ما صرح به فريدمان هو قريب جدًا من ترامب ومن مبعوثه إلى الشرق الأوسط"، معتبرًا أن صفقة القرن تطبق فعليا على الأرض.
وأوضح أن جميع حالات تأجيل الإعلان عن نشر صفقة القرن المتكررة ليست إلا لمنح الوقت أمام الحكومة الإسرائيلية لترتيب أوضاعها بعد أزمة الانتخابات التي تعيشها والهدف من ذلك هو استكمال المشروع الإسرائيلي في الاستيطاني في الضفة وتهويد القدس المحتلة.
وأشار إلى أن تصريحات فريدمان جاءت لتهيئة التربة المناسبة لطرح الصفقة بشكل نهائي، وقد تطرح قبل الانتخابات الإسرائيلية أو بعدها.
وعن السبب في تجرأ فريدمان على تلك التصريحات التي تنسف حق الفلسطينيين في أراضيهم ومنحها للاحتلال قال: "جميع السياسية الإسرائيلية في عمليات الاعتقالات والتهويد والاقتحامات والاستيطان والابعاد وغيرها الكثير ضد الفلسطينيين لم تجد من يعارضها من الفلسطينيين بسبب حالة الانقسام الداخلية ولم تجد أي رد فعل من الدول العربية، كل ذلك شجع ترامب ونتنياهو من الاستمرار في سياستهم العنصرية والتهويدية ضد الفلسطينيين".
وذكر د. ابراش، أن اعلان واشنطن عن أن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة والاعتراف بالجولان وكل ذلك لم يجد تحرك عربي جاد وفعلي ضدها وهذا الأمر والضعف العربي شجع أمريكا وإسرائيل في الاستمرار في تطبيق صفقة القرن الأمريكية.
وعن إمكانية تطبيق صفقة القرن بإخلاء السكان الفلسطينيين في الضفة المحتلة قال: "الأمر صعب جدًا هناك كثافة سكانية كبيرة لأصحاب الأرض الحقيقيين والأصليين، لكن سياسة إسرائيل منذ نشأتها كانت تقوم على التفرقة بين أبناء الضفة المحتلة.
ولفت إلى أن التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي قسم الضفة الغربية إلى أقسم (أ – ب – ج) وهذه التقسيمة سببت أزمة كبيرة لسكان الضفة المحتلة حيث كانت تمنح تسهيلات لبعض تلك الأقسام في محاولة منها لطرد السكان الأصليين.
وأضاف: "سياسة إسرائيل تقوم على اخلاء الضفة المحتلة من السكان".
وكان السفير الأمريكي في "إسرائيل"، ديفيد فريدمان، قال يوم الأربعاء: "المرحلة التالية بالنسبة للإدارة الأمريكية، بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبسيادتها على مرتفعات الجولان السورية، هي الضفة الغربية".
وأضاف: "هناك 3 قضايا ذات أهمية كبيرة، هي أولا: وضع القدس، وثانيا: وضع مرتفعات الجولان (السورية المحتلة)، وثالثا: وضع الضفة الغربية".
وأشار فريدمان إلى أنه فيما يتعلق بالقدس، فإن الرئيس الأمريكي اعترف بها عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، أما بالنسبة لمرتفعات الجولان، فقد اعترف الرئيس الأمريكي بسيادة إسرائيل عليها.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية قال فريدمان: "هي الأصعب والأكثر تعقيدا من بين القضايا، بسبب التجمع السكاني الفلسطيني الكبير فيها"، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية ستطرح رؤيتها لحل هذه القضية"، لكن فريدمان قال: "لن أقول الآن كيف سنفعل ذلك".
وامتنع فريدمان عن استخدام تعبير "الضفة الغربية"، مكررا لمرات كثيرة التعبير التوراتي "يهودا والسامرة"، التي أشار فيها إلى مواقع ذات أهمية تاريخية بالنسبة لليهود، مثل مدينة الخليل وبيت إيل ومناطق أخرى.